تحليلات-وتقارير-صحيفة-الحقيقة-العدد-364

(قصف قاعدة خميس مشيط،،،ضربة قاصمة لأهم ركائز القوة السعودية))

زين العابدين عثمان

محلل عسكري

ماتزال العمليات الهجومية التي ينفذها سلاح الجو المسير اليمني على  قاعدة خميس مشيط مستمرة وقد اخذت في التصاعد والتوسع في طبيعة الاستهداف الذي اصبح بأعداد كبيرة من الطائرات دون طيارقاصف k2 وفي دقة العمليات التي تستهدف المواضع الحساسة في القاعدة،فخلال العملية الاخيرة نفذ سلاح الجو المسير بعون الله امطرت القاعدة بوابل من طائرات قاصفK2 التي ضربت بقوة غرف التحكم والملاحة الجوية بالقاعدة ودمرت مخازن السلاح والذخائر ومرابض الطائرات. 

في هذا المسار  القيادة العامة للجيش واللجان الشعبية من طرفها  مركزه على  اختيار هذه القاعدة  كأحد اهم الاهداف الاستراتيجية في العمق السعودي و التي يستوجب قصفها بوتيرة مستمرة ومتصاعدة وهذا ملاحظ ،، فقاعدة خميس مشيط بطبيعتها وما تحمله من مميزات لاتعتبر قاعدة عادية على الاطلاق او مقلع طائرات فحسب  فهي تمثل اهمية كبرى في الاستراتيجية العسكرية السعودية واحد اهم مرتكزات القوة الذي يعتمد عليها الجيش والنظام السعودي خصوصا في دفاعه عن المملكة وفي عدوانه السافر على شعبنا اليمني

موقع قاعدة الملك خالد خميس مشيط:

، تقع في الجنوب الغربي من المملكة في منطقة عسيرقرب خميس مشيط، تبعد حوالي 100 كيلو متر عن الحدود الجغرافية بين المملكة واليمن

تدخل في تصميمها  الولايات المتحدة الأمريكية ، وتم بنائها في عام 1960 استخدمت وبشكل رئيسي في  حرب الخليج عام 1991 ، حيث كانت منطلقا للطائرات الحربية المشتركة التابعة لسلاح الجو الأمريكي و السعودي و البريطاني اذ كانت تنطلق لقصف أهداف عسكرية للجيش العراقي في الكويت وقصف أهداف عسكرية في العاصمة العراقية بغداد ضمن الحملة الجوية المشتركة لعملية عاصفة الصحراء .

“”الأهمية الاستراتيجية لقاعدة خميس مشيط “”:

1-احد اكبر واهم القواعد الجوية بالمملكة واكبر قاعدة في الحد الجنوبي ، التي يتموضع فيها احدث الأنظمة والتشكيلات القتالية  كالدفاع الجوي ، والقوات الجوية سلاح الجو، والقوات البرية .

2 تعتبر هذه القاعدة مركز قيادة المنطقة الجنوبية وحاميتها الرئيسية فهي المسؤولة عن حماية الحد الجنوبي وجبهات الحدود مع اليمن

3 تعتير اهم قاعدة يعتمد عليها النظام السعودي وحلفاءه الاماراتي والامريكي في شن العدوان على اليمن،وهي رأس الحربة لهذا العدوان وانطلاق عملياته العسكرية والجوية .

4 تتمتع هذه القاعدة بتجهيزات وإمكانيات متطورة من الاسلحة واسراب من الطائرات القتالية المتنوعة التي على رأسها مقاتلاتF15 وF16 وطائرات ميراج وتايفون والترنادو  كما تحتوي على ترسانة ضخمة من الذخائر والصواريخ الذي تكفي لتمارس طلعاتها الجوية من غير إسناد او امداد من المناطق العسكرية الأخرى.

5تعتبر اقرب قاعدة جوية من الحدود اليمنية فهي لاتبعد عن الحدود سوى 100 كم وهي مسافة مثالية للمقاتلات التي تنطلق لتنفذ ضرباتها الجوية  ومهانها العملياتية في صعدة وحجة وغيرها من المحافظات اليمنية ثم العودة الى القاعدة دون التزود بالوقود من طائرات الشحن الجوي المرافقة

6-يشارك في هذه القاعدة مئات الضباط والخبراء والطيارين من مختلف الجنسيات في طليعتهم بريطانيون وامريكيون وفرنسيون والذي يقومون بتقديم الاستشارات العسكرية للسعوديين او تنفيذ عمليات جوية مباشرة .

 ما تداعيات استهداف قاعدة خميس مشيط وما تأثيراتها على المملكة:

في تحليل التداعيات التي قد ينتج عن استهداف قاعدة خميس مشيط من قبل  القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير  ،نجد ان اهمها سيكون:

1 تحييد اكبر قاعدة جوية واهم قوة حامية لجنوب المملكة

2اعطاب اهم منطلق للعمليات الجوية السعودية والاماراتية للعدوان على اليمن واكبر مربض للطائرات  اذ يتواجد فيها اسراب من المقاتلات والطائرات الطوافة والطائرات دون طيار

السرب السادس يحتوي على طائرة إف-15 تابع للقوات الجوية الملكية السعودية.السرب الخامس عشر يحتوي على مقاتلات تورنادو السرب الخامس والخمسون والسرب التاسع والتسعون يحتوي على طائرة يوروكوبتر إيه إس 532 وطائرات طوافه امثال الاباتشي والبلاك هوك وغيرها من الطوافات القتالية .

3تعقيد الوضع امام مسار العمليات الجوية للسعودية وحلفاءها، فاستهداف قاعدة خميس مشيط سيضطر النظام السعودي نقل القوة الجوية من مقاتلات وطائرات الى قواعد اخرى وسط المملكة منها قاعدة الملك فهد بالطائف لذلك فالمخطط العملياتي الذي كان في السابق مثاليا وسهلا سيكون اليوم مع قصف خميس مشيط اكثر تعقيدا فميزة المسافة القصيرة من حدود اليمن انتهت واصبح امام المقاتلات والطوافات التي تريد تنفيذ مهامها ان تلجاء للتزود بالوقود من طائرات الشحن الجوي التي يستوجب حضورها على مدار الساعة لتغطي الاحتياجات ،، لذلك الكلفة  هنا ستكون كبيرة والعمليات ستكون اكثر صعوبة وخطورة بالنسبة للمقاتلات والطيارين..

تصعيد أمريكي بريطاني في الساحل الغربي وحضور مباشر لإسرائيل …

زيد أحمد الغرسي

امريكا وبريطانيا يسعون للتصعيد في الساحل الغربي ونقض اتفاق السويد لمحاولة سيطرتهم على ما تبقى من الحديدة خدمة للعدو الإسرائيلي ؛ الذي يريد ان يؤمن ذلك الممر الدولي الهام لصالحه عن طريق الامارات والاخيرة عن طريق العفافيش طارق عفاش ..

هنا بعض التحركات توحي بذلك ومنها :-

– تبني امريكا وبريطانيا لموضوع خزان صافر واتخاذه ذريعة ضد المجلس السياسي الاعلى للتصعيد …

– حديث امريكا عن القاء القبض على زوارق ايرانية كانت تهرب اسلحة للجيش في الساحل الغربي في سياق التهيئة للتصعيد بهذه الحجة …

– محاولة تسليم مديرية التربة الاستراتيجية لطارق عفاش حتى يستكمل سيطرته من المخا الى المديريات الساحلية في تعز ..

– وصول وفد إسرائيلي الى المخا ولقاءه بالمرتزق طارق عفاش وضباط اماراتيين وقد يكون هذا اللقاء بهدف الترتيب للتصعيد وقيادة إسرائيل للمعركة بشكل مباشر بعد فشل الامارات …

– استهداف العدوان للزوارق المدنية في الساحل والادعاء بأنها زوارق حربية ..

– تكثيف تصعيد الطلعات الجوية الحربية والتجسسية لطائرات العدوان في الساحل …

▪مخطط بريطاني امريكي اسرائيلي يحاولون من خلاله السيطرة على البحر الاحمر تنفذه ادواتهم الرخيصة من العفافيش ومرتزقة الجنوب من العمالقة ..

▪قد يكون لمأرب علاقة من حيث تخفيف الضغط عنها وتشتيت جهود الجيش واللجان لكن الهدف الرئيسي هو لخدمة العدو الاسرائيلي وكما ذكرت في عدة مقالات سابقة حول اطماع اسرائيل في البحر الاحمر ومشاركتها المباشرة في معركة الساحل وووالخ …

▪لكن يقول الله ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “

لن ينجحوا وستدور الدوائر عليهم وسيهزمون شر هزيمة بل ستتحرر تلك المناطق بقوة الله على عكس ما كانوا يريدون …

” والله غالب على أمره “

قصور آل سعود أصبحت ضمن أهدافنا .. “أنصار الله” يبثّون الرعب داخل أروقة البيت السعودي

قبل خمس سنوات ونيف، شن تحالف العدوان السعودي حرباً عبثية على أبناء الشعب اليمني، تحت حجة إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وحكومته القابعة في فنادق الرياض. وخلال تلك الحقبة الزمنية، أعرب المتحدث باسم قوات تحالف العدوان السعودي بأن الحرب لن تستغرق سوى أسبوعين، استهانة منه بالقدرات العسكرية التي يمتلكها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ومع مرور الوقت أثبتت القوات اليمنية بأنها قوة لا يستهان بها داخل ساحة المعركة. الجدير بالذكر أن تحالف العدوان السعودي لم يتوانَ خلال السنوات الماضية على ضرب المدنيين والبنية التحتية اليمنية، بل إنه فرض حصاراً جائراً على هذا البلد الفقير وذلك من أجل إجباره على الاستسلام والموافقة على جميع شروط الرياض، ولكن أبناء الشعب اليمني، أثبت للعالم أجمع بأنه شعب لا يُستهان به وأنه لن يخنع ولن يستسلم لتلك القوى الظالمة.

ونتيجة للهجمات الوحشية التي نفذتها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي والتي قتلت الكثير من الأبرياء، قام أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال السنوات الماضية بالرد على تلك الهجمات البربرية وضرب الداخل السعودي بالعديد من الصواريخ والطائرات المسيرّة المصنّعة محلياً والتي كان أخرها تلك الضربات التي تم تنفيذها في الثالث والعشرين من الشهر المنصرم والتي جاءت تحت عنوان “عملية توازن الردع الرابعة” بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية على العاصمة السعودية. إن كل تلك الهجمات قلبت موازين المعادلة العسكرية كليا في اليمن، وقد صرح المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد “يحيي سريع” في وقتها أن صواريخ “قدس” و”ذو الفقار” والطائرات المسيرة نوع “صماد3” دكت وزارة الدفاع السعودية والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان يوم الجمعة الماضي خاصة قاعدة الملك “خالد” الجوية بخميس مشيط وأهدافا عسكرية أخرى، مؤكدًا أن العملية قد أصابت أهدافها بدقة عالية.

العمليات العسكرية الواسعة للجيش اليمني ولجانه الشعبية جعلت التحالف السعودي الأمريكي في حالة من الذهول بحيث لم يتمكن من استيعاب الذي حدث ولم يرد على هذه الضربات في حينها لهول الفاجعة التي حلت به. وهناك مصادر معتبرة تتحدث عن مقتل وجرح العديد من أمراء آل سعود وخاصة في وزارة الدفاع السعودية وقاعدة الملك “خالد” الجوية ومبنى الاستخبارات الذي كان يعج بالقيادات العسكرية، مصادر أخرى تتحدث عن مقتل العديد من الطيارين من الأسرة الحاكمة كانوا في صدد الإعداد لعمليات هجومية على الأراضي اليمنية ويعزى استخدام طيارين من الأسرة الحاكمة لولائهم الكبير لولي عهد السعودية و تجرئهم الكبير على ارتكاب المجازر الشنيعة وهذا يعود لتربيتهم في قصور آل سعود على الوحشية و كره الإسلام وأهله.

وعلى صعيد متصل، ورداً على عدم موافقة تحالف العدوان السعودي الجلوس على طاولة المفاوضات للخروج بحلول ترضي جميع الاطراف وارتكاب مقاتلاتها قبل عدة أيام عدد من المجازر في حق المدنيين في محافظة صنعاء والبيضاء ومأرب والجوف وحجة، دعا المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد “يحيى سريع”، المدنيين السعوديين للابتعاد عن قصور “آل سعود”، لأنها أصبحت ضمن الأهداف، مشيرًا إلى أنّ الحرب الاقتصادية على اليمن ستكون لها عواقب وخيمة.ووجه “سريع” رسالة إلى قوى العدوان قال فيها إن “الشعب اليمني لن يموت جوعا”، مضيفًا أن “حربهم الاقتصادية ستكون عواقبها وخيمة وقد تمتد نيرانها إلى عقر داركم عما قريب“.

ودعا سريع في مؤتمر صحافي، “المواطنين والمقيمين في السعودية إلى الابتعاد عن المقرات العسكرية أو المقرات المستخدمة لأغراض عسكرية”، مضيفا “على المدنيين السعوديين أو المقيمين الابتعاد عن قصور الظالمين المجرمين فقد أصبحت ضمن الأهداف”. وأضاف أن “الرد على اغتيال القيادي صالح الصماد لن يكون بعملية واحدة بل بسلسلة عمليات ستقض مضاجعكم وتهز عروشكم“. وقال “سريع”، إن “السعودية هي من تستهدف المدنيين من خلال بطاريات الباتريوت التي تسقط بين المنازل والشوارع”، مضيفا، إن “القصف الجوي بالطائرات الحربية التي تحاول إسقاط المسيرات يؤدي إلى إصابات في صفوف المواطنين”. وأردف “نجحنا بتنفيذ عمليات نوعية تمثلت في ضربات مركزة على أهداف حساسة من ضمن بنك أهدافنا”، مشيرًا إلى أن ” وضعنا العسكري اليوم أفضل بكثير مما كان عليه ومفاجآت الجيش اليمني لن تتوقف“.

إن هذا التحذير الذي أطلقه العميد “يحيی سريع” المتحدث باسم قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، يدل على أنه في بنك الأهداف اليمنية ، التي تم الإعلان عن عددها بـ 300 أتی الآن دور استهداف القلب السعودي في قالب خاص. وفي وقت سابق تذوق قصر اليمامة الوجود المفاجئ والهجمات المفاجئة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”. ومن الناحية العملية، أثبتت أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” أنه لا توجد فجوة بين وعدها وعملها.

وفي السیاق نفسه، سخر رئيس الوفد الوطني الیمني “محمد عبدالسلام”،  من ادعاءات تحالف العدوان السعودي وترديده كل ما هو مثير للسخرية كضبط النفس واتهام الجيش واللجان الشعبية بارتكاب خروق. وقال “عبدالسلام” في تغريدة لهُ عبر تويتر إن “تحالف العدوان لا يكف عن ترديد كل ما هو مثير للسخرية كادعائه ضبط النفس واتهامنا بارتكاب خروق”، مشيرًا إلى أن تحالف العدوان يعلم أن إعلانه المزعوم والمضلل عن وقف إطلاق النار لم يتم أصلا بل تصاعد القصف الجوي وشن الزحوف. وأكد أن العدوان والحصار على الشعب اليمني لا يزال مستمرًا ومن حق الشعب التصدي له بكل ما أوتي من قوة.

وفي غضون ذلك ، تبذل السعودية ما بوسعهما لإحياء حتى نصف فقرة من اتفاق الرياض، ووفقا للأخبار فإن کبش فداء هذه الخطة الجديدة هو “محسن الأحمر” ، النائب الأول للرئيس المخلوع “هادي”. وفي مثل هذه الظروف ، يمكن اعتبار تصريحات “يحيی سريع”، يوم أمس رداً مناسباً علی أمريکا والسعودية. ومن وجهة نظر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” لن تمنع التهديدات الأمريكية الاستيلاء على مدينة مأرب، ولن تشّکل إعادة تنظيم صفوف المرتزقة السعوديين عقبة خطيرة وجادة أمام القتال ضد احتلال اليمن. وفي الوقت نفسه فإن بيان “يحيی سريع” هو تأكيد على أن هدف اليمنيين من النضال ليس الشعب السعودي بل الحّکام المحتلون ومؤيدوهم.

الجدير بالذكر أن الضربات العسكرية اليمنية تأتي في إطار الرد المشروع على المجازر الشنيعة التي يرتكبها العدو السعودي بين المدنيين في اليمن وخاصة الأطفال وهم الفئة الأقل ضعفا في المجتمع، و بحسب وزير الدفاع اليمني فإن هذه العمليات ستتوسع وستشمل أهداف كثيرة جدا في عمق الأراضي السعودية حتى تنهي العدوان على اليمن، لإنه أصبح ظاهرا بشكل كبير تجاهل الدول الكبرى والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة لمعاناة اليمنيين بل و وقوف هؤلاء في كثير من المرات إلى الجانب السعودي وذلك لأنه يمتلك الأموال الكثيرة التي تشتري المواقف السياسية والذمم الدنيئة، لذلك لم يتبقى للشعب اليمني غير التصعيد العسكري ومقابلة الاعتداءات بالمثل مع عدم التعرض لحياة الشعب السعودي المغلوب على أمره و توسيع العمليات العسكرية حتى تحقيق النصر.

ردات فعل عسكرية.. رسائل صنعـاء الباليستية وخيارات العدوان الضيقة في اليمن

تطرق صنعـاء بصواريخها البالستية وطائراتها المسيرة الابواب الرئيسية للسعودية، المؤصدة بأنظمة “باتريوت الامريكية”، واضعة الرياض والعدوان أمام خيارين لا ثالث لهما، فما هي رسائل صنعاء الأخيرة ؟

لا شيء قادر على منع صواريخنا وطائراتنا المسيرة من الوصول إلى اهدافها بدقة، بما في ذلك الأهداف الاستراتيجية كوزارة الدفاع ومقر الاستخبارات وقاعدة الملك سلمان في الرياض.

هذا ما حاولت صنعـاء اثباته في عملياتها الأخيرة والتي تركزت بصورة اساسية على العاصمة المحاطة بسياج واسع من انظمة الدفاع الصاروخية بمختلف صناعتها، وأكدته وكالة رويترز التي نقلت عن شهود عيان تأكيدهم وقوع انفجارات ومشاهدة السنة الدخان تتصاعد.

هذه العملية لن تكون الاخيرة، وفق ما يؤكده متحدث القوات المسلحة العميد يحي سريع، لكنها تذكير للرياض بأن جميع محاولاتها لتحصين مدنها عسكريا قد بآت بالفشل بعد 6 سنوات من العدوان، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فتوقيت هذه العملية يحمل الكثير من الرسائل.

على الصعيد العسكري ثم تحضيرات سعودية للتصعيد مجددا مع محاولتها التقريب بين اتباعها جنوب اليمن، وهذا التصعيد تجلى واضحا بالغارات الجوية التي بلغت ذروتها الايام الماضية، ومحاولاتها المستميتة لفتح جبهات قتال جديدة في البيضاء.

وحتى لا تنسى السعودية بأنها العدو الابرز بالنسبة لصنعـاء شقت الأخيرة بصواريخها البالستية عباب انظمة الدفاع الصاروخية للسعودية لتؤكد لها بأن أي تصعيد سيقابل بتصعيد مماثل وهذه المعادلة لطالما كانت استراتيجية صنعاء الناجحة في لجم غارات التحالف وتخفيف تصعيده.

ثمة جانب اخر يتعلق برسائل صنعـاء الاخيرة، وذلك يتمثل بالشق الاقتصادي ومعانة الناس الذي يتخذ منه تحالف العدوان سلاحا ضد صنعـاء، خصوصا بعد تشديده الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية في ظل ازمة وقود خانقة في المدن اليمنية وتفشي وباء كورونا.

فصنعاء ارادت من هذه العمليات كما يقول رئيس وفدها للمفاوضات، محمد عبدالسلام، رفع الحصار ووقف العدوان في اشارة إلى أن صنعـاء التي اطلقت على عمليتها الاخيرة “بتوازن الردع الرابعة” لن تتوقف عن استهداف السعودية مالم تتحقق اهدافه.

ما يميز العملية الاخيرة أنها تأتي في إطار الرد على محاولات السعودية التذرع بـ”السلام” للضغط على صنعاء دوليا بهدف اخراجها من مستنقع العدوان على اليمن مع حفظ ماء وجهها، بدليل التصريح الاخير للجامعة العربية بشأن اضاعة من وصفتهم بـ”الحوثيون” لفرص السلام، وحديث قائد في القوات الامريكية عن رغبة سعودية لـ”السلام في اليمن” والتي رافقتها تحركات بريطانية تمثلت باللقاءات المتلفزة بين المسؤولين البريطانيين ووفد صنعاء للسلام.

طمع السعودية بمناطق النفط اليمنية

وقبلها طرح غريفيث خارطته للسلام والتي تهدف بها السعودية تجنب سقوط مأرب في الوقت الذي يصعد فيه اتباعها في الجوف وهو ما يعني أن السعودية التي تداولت وسائل اعلام توا وثيقة وقعتها حكومة الفار هادي مع شركة ارامكوا يقضي بمنع استخراج النفط من ” المثلث الاسود” الذي يمتد من مأرب إلى شبوة.

تسعى السعودية بكل قوة لإبقاء المناطق النفطية شرق اليمن تحت قبضتها حتى لا يستعيد اليمن عافيته مستقبلا، وهذا ما ترفضه صنعاء التي اعلن مسؤوليها عسكريين وسياسيين مرارا وتكرارا بأن لا سلام في اليمن دون تحرير كافة الاراضي اليمنية مع سيادة ووحدة ارضه.

صنعاء ترفض مبادرة غريفيث: تحايلٌ لمنع سقوط مأرب

خاليَ الوفاض عاد المبعوث الأممي مارتن غريفيث، من عُمان إلى الأردن، بعدما رفض ممثلو حركة «أنصار الله» استقباله أو تسلّم مبادرته الجديدة. رفضٌ مردّه أداء غريفيث المنحاز في الفترة الأخيرة، وأحدثُ صوره التغطية على جريمة احتجاز سفن المشتقات النفطية الآتية إلى الحديدة

يبدو أن صنعاء قرّرت المضيّ في إغلاق أبوابها بوجه المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي اتّسم أداؤه في الفترة الأخيرة بانحياز واضح إلى جانب تحالف العدوان. يأتي ذلك بعد فترة طويلة من الانفتاح الذي شمل حتى قمة الهرم في حركة «أنصار الله»، في سابقة لم تحصل إلا بعد تعيين غريفيث خليفة لإسماعيل ولد الشيخ أحمد في شباط/ فبراير من عام 2018. أظهرت حكومة الإنقاذ، في لقاءاتها مع غريفيث، إيجابية ومرونة كبيرتين، لكنّ المبعوث الأممي، وبدلاً من أن يقابل اليد الممدودة بأخرى مثلها، لا يزال يحاول استغلال التنازلات المُقدَّمة من قِبَل صنعاء، من أجل الدفع باتجاه تحقيق مكاسب لـ«التحالف».

من هنا، قرّرت «أنصار الله» رفض استقبال غريفيث، بل وامتناع وفدها في مسقط – برئاسة الناطق باسمها محمد عبد السلام – عن استقباله، على رغم توسّط القيادة العمانية في ذلك، وهو ما اضطر الرجل للعودة إلى مكتبه في الأردن. وكان المبعوث الأممي تبنّى، في الشهور الأخيرة، خطاباً منحازاً بالكامل إلى الجانب السعودي؛ إذ تعمّد في إحاطاته أمام مجلس الأمن طمس مسؤولية المملكة عمّا يشهده اليمن، مُوصّفاً الحرب هناك بأنها «حرب أهلية»، بل لم يرتدع عن كيل الشكر والمديح للرياض لقاء «مبادراتها الإنسانية والإغاثية» المزعومة. وفي الاتجاه نفسه، سار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي انخرط في حملة تلميع لصورة النظام السعودي، بعد قبوله إقامة «مؤتمر مانحي اليمن 2020» (حزيران/ يونيو) في الرياض، وكأن الأخيرة بريئة من دماء اليمنيين ومعاناتهم. هكذا، أسهم غوتيريش – كما رأت «أنصار الله» – في «محاولات سخيفة من قِبَل المجرم لتجميل وجهه البشع»، قبل أن يستكمل مهمّته أواسط الشهر الماضي برفع السعودية من القائمة السوداء لقتَلَة الأطفال.

يستعدّ الجيش واللجان للمعركة الفاصلة في مسار استعادة المدينة

وبالعودة إلى غريفيث، فلا تبدو مبادرته الأخيرة، والتي كان ينوي تقديمها إلى «أنصار الله» بعدما سلّم حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي نسخة منها، إلا محاولة للالتفاف على التطورات الميدانية التي جعلت الجيش اليمني واللجان الشعبية قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على كامل الجبهة الشرقية. المبادرة الجديدة تتضمّن بنوداً غير مطروقة من قبل، كما أنها تستجيب للعديد من المطالب المزمنة لدى قيادة صنعاء، والتي دائماً ما كان يتمّ تجاهلها. إذ تدعو إلى «وقف إطلاق النار، مع إيقاف جميع العمليات الهجومية الجوية والبحرية والبرية، بما في ذلك إعادة نشر القوات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر». وتنصّ المسودة على «استئناف العملية السياسية في أقرب وقت لوضع نهاية للحرب»، مطالِبةً بـ«رفع القيود (التي يفرضها التحالف) عن دخول السفن التجارية وسفن المشتقات النفطية، وإعادة ضخّ النفط من مدينة مأرب (شرق) إلى الحديدة (غرب)، إضافة إلى فتح مطار صنعاء الدولي، وإطلاق جميع المعتقلين وفقاً لاتفاق ستوكهولم». والجدير ذكره، هنا، أن موافقة الجانب السعودي على نقل النفط من مأرب الخاضعة لسيطرته إلى ميناء رأس عيسى الواقع تحت سلطة حكومة الإنقاذ، إنما تستبطن اعترافاً بالعجز عن وقف تقدّم الجيش واللجان باتجاه مدينة مأرب، ومحاولة لاستدراك خسارة ميدانية واقتصادية كبرى باتت محتومة.

وعلى رغم الإيجابيات الظاهرية التي احتوتها مبادرة غريفيث المعدّلة، إلا أن «أنصار الله» رفضت حتى عقد لقاء للاطلاع عليها. مردّ ذلك إلى فقدان أيّ مؤشر إلى صدق النوايا والجدّية في الطرح الأخير، إذ لو كان هذان العنصران متوافرين، لأُفرج عن سفن المشتقات النفطية المحتجزة من قِبَل «التحالف» قبالة ميناء جيزان منذ أكثر من ثلاثة أشهر رغم حصولها على التراخيص اللازمة من آلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة في جيبوتي (أُفرج عن أربع فقط في محاولة لاسترضاء صنعاء)، ولَتَوقّف التصعيد الجوي الذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة. ومن هنا، تعتقد «أنصار الله» أن المبادرة الجديدة إنما تستهدف إنقاذ «التحالف»، الذي فشل في الحيلولة دون وصول الجيش واللجان الشعبية إلى تخوم مدينة مأرب. وفي ظلّ إصرار الجانب السعودي على سياسة التحايل، تمضي صنعاء في استعداداتها للمعركة الفاصلة والأخيرة لاستعادة المدينة، بالتنسيق مع قبائلها.

الدور الأمريكي في إدارة الحرب على اليمن

علي الذهب

مرة أخرى ثمة ما يشير إلى تورط الولايات المتحدة في الحرب على اليمن ويؤكد طبيعة الدور الأمريكي الذي لم يعد سراً من خلال دعم قوى العدوان بالأسلحة والمساعدات اللوجستية والاستخباراتية والمشاركة المباشرة.

الدلائل الجديدة على المشاركة الأمريكية تسردها هذة المرة -بكل الشواهد- القوات المسلحة اليمنية التي أكدت عثورها على كميات كبيرة من الأسلحة في محافظة البيضاء عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وأنها سبق وأن عثرت ضمن الغنائم ايضاً على كميات مختلفة من الأسلحة عليها شعار الوكالة في مناطق وجبهات أخرى -حسب بيانها الصحفي- الذي كشف دور المنظمة الأمريكية وما تمارس من أدوار مشبوهة، إذ أشار البيان العسكري أن واشنطن لم تكتفِ بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل جعلت حتى منظمات تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية ومن أجل المساعدات الإنسانية أن تستخدم التمويلات الممنوحة لها في تنفيذ انشطة عسكرية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

ما تم كشفه جاء ليعزز مواقف صنعاء التي طالما أكدت أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن، وهو من يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني، وهو أيضاً من يقف خلف استمرار العدوان والحصار من خلال دعم أدواته بالمنطقة والمتمثلين في النظامين السعودي والاماراتي اللذين- بحسب كثيرين- مجرد منفذين للسياسات الأمريكية وأجندتها.

وبالمجمل فإن الدور الأمريكي في الحرب على اليمن كان واضحاً منذ اللحظات الأولى لإعلان هذه الحرب سواء من خلال الوقائع والمعطيات أو من خلال تصريحات القيادة الأمريكية واعترافها الصريح بذلك، وسبق وأن أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قانون لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف السعودي، وطالب إدارة دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب الدائرة باليمن بعد أحاديث عن إبرام صفقات قدرت بمليارات الدولارات لتوريد أسلحة نارية وقنابل وأنظمة أسلحة وتقديم التدريب العسكري لكل من النظامين السعودي والإماراتي، إذ ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومنها بريطانيا في إطالة أمد الحرب اليمنية المستمرة منذ أكثر من ٥ سنوات، وتسببت في دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وهي الممارسات التي سبق وأن انتقدها تقرير أصدره فريق الخبراء الأممي المعنيّ برصد انتهاكات حقوق الإنسان، مسمياً الأطراف التي تبيع الأسلحة لقوى الحرب، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، واعتبر هذه الخطوة استمراراً لدعم الصراع في اليمن.

وفي أكثر من مرة أكدت المعلومات والشواهد طبيعة المشاركة الأمريكية، ومن ذلك وصول معدات وأسلحة أمريكية سراً على متن سفينة سعودية إلى ميناء عدن جنوبي اليمن قبل أشهر، ليتعدد بذلك دعم واشنطن لقوى تحالف العدوان من خلال صفقات الأسلحة للرياض وأبوظبي والمشاركة المباشرة في الحرب حسب اعترافات سابقة لوزارة الدفاع الأمريكية أن لديها قوات في اليمن تساعد في العمليات اللوجستية والاستخباراتية وفي تأمين الحدود السعودية، ما يعني أنه منذ اليوم الأول بات واضحاً للجميع طبيعة الدور الأمريكي في إدارة الحرب وتزويد أدواتها بكل المتطلبات العسكرية من أسلحة وخبراء وقوات على الأرض، ليأتي ما كشفه الجيش اليمني مؤكداً لحقيقة هذا الدور ويضع الولايات المتحدة في موقف محرج دولياً قد يحول بينها -برأي البعض- وبين اهدافها ومن شأنه ربما خلق مواقف معارضة لمشاريعها وممارساتها.

بريطانيا.. مشاركة مباشرة وعلنية ‎في الحرب على اليمن

د.وفيق إبراهيم

الإنجليز إلى جانب الأمريكيين هم من الأطرافِ الأَسَاسية المخطّطة للحرب التي شنّتها قوات سعودية – إماراتية على اليمن منذ سنوات خمس بإسناد مصري – إسرائيلي سوداني ومتنوع..

كان الدورُ الإنجليزي مساهماً في التخطيط والإشراف والتسليح إلى جانب الأمريكيين، إلّا أنه انتقل إلى مرحلةِ الهجوم الجوي المباشر منذ شهر تقريبًا ودفع بعديد بري محدود يؤدي دور القيادات الميدانية المباشرة لألوية سعوديّة تلعب دور خط الدفاع الثاني داخل المملكة، إنما على مقربة من الحدود مع مأرب وحتى جيزان ونجران وأعالي صعدة.

لماذا هذا التغيير وما هي مظاهره الواضحة؟

لا بدّ من التأكيد أن هناك إجماعاً عالميّاً يعتبر الحرب على اليمن حربين اثنتين، أمريكية بالمفهوم الجيوبولتيكي، واستراتيجية للسعودية.

أما بالنسبة للإمارات فهي انسجام مع رعاتها الأمريكي الدولي والسعودي الإقليمي، بالإضافة إلى اهتمام إمارة ابن زايد بالبحث عن أدوار اقتصادية وسياسية، لتضخيم أهميّة إمارة صغيرة جِـدًّا تحاول التستر بلباس الأقوياء على قزم بالاستعانة بتأثير أموال النفط والغاز.

الملاحَظُ هنا أن هذا العام 2020، اتّسم بهزائم سعودية – إماراتيّة في معظم جبهات القتال مع دولة صنعاء، أمام أنصار الله والجيش اليمني وتحالفاتهم.

انعكست هذه الهزائم بصمود الحديدة ومعظم الساحل الغربي والهزائم في أعالي صعدة ومأرب والرمضة والقفل والسوادية وعين عربي في شبوة والحمراني..

هذا استتبع على الفور انتقال أنصار الله إلى مرحلة تنظيم هجمات في معظم المحاور، مع قصف شديد متقطع على الداخل السعودي استهدف أهدافاً نفطية واقتصادية وعسكرية على مستوى وزارة الدفاع ومديرية المخابرات في مدينة الرياض عاصمة السعودية.

ففهم الغرب أن قصف مصفاة أرامكو هو رسالة لاقتصاده المرتبط بالنفط السعودي، مستوعباً أَيْـضاً بأن قصف وزارة الدفاع والمخابرات في الرياض هو بدوره رسالة استراتيجية للارتباط السعودي الاستراتيجي بالغرب، وخُصُوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

هناك إذَن تقهقُرٌ سعوديّ إماراتيّ في حربهما على اليمن يترافق مع صراع حاد بينهما أَيْـضاً للسيطرة على جنوب اليمن يرتدي بشكل معارك عسكرية ضخمة بين قوات عبد ربه منصور هادي الرئيس المزعوم لليمن الذي عيّنته السعودية، وبين قوات المجلس الانتقالي الذي تدعمه الإمارات وبين حزب الإصلاح الإخواني المسنود من تركيا.

بالتوازي، هناك تراجع أمريكي إضافي في عموم الشرق الأوسط، يجد نفسها مضطراً لإفساح المجال لهرولة روسية وصينية، مع دور إيراني متقدم.

أما الدوافعُ الأَسَاسية أَيْـضاً فهي دخول الأمريكيين مرحلة الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، ما يضطرهم إلى الاكتفاء بأضيق القرارات على المستوى الدولي ومنه اليمن، حتى لا يرتدّ على هذه الانتخابات بالسلب خُصُوصاً على الرئيس الأمريكي ترامب الذي يعمل ما في وسعه للتجديد لولاية رئاسية ثانية.

هناك أسباب إنجليزية صرفة تدفعُ السياسةَ البريطانية لتورط إضافي أَسَاسي في حرب اليمن.

فإذا كانت السعوديةُ حسب موقع «ديكلاسوفايد» الذي نقل عن مصادرَ في وزارة الدفاع البريطانية، أن الإنجليز قبضوا ستة مليارات جنيه في الخمس سنوات الماضية مقابل مساعداتهم لقوات الغزو السعودية في الحرب على اليمن؟ فكم تراهم يطلبون من إسناد مباشر منهم للمحور السعودي الإماراتي المهزوم في اليمن؟

هذا بالإضافة إلى حلمهم بعودة الدور البريطاني القديم الاستعماريّ، خُصُوصاً في مناطقَ يمنية تفوحُ منها رائحة الغاز وربما في الربع الخالي السعودي الذي يكتنز كما تقول مصادر غربية، على أكبر احتياطات غاز في العالم؟

إن هذه المعطياتِ تبرز مشاركةً بريطانية في قصف جوي على اليمن، تعدّى المئة غارة أصابت مجزر في مأرب وصلب والجفرة ونجد العتق في صرواح ونهم وجبهات الحديدة التي تعرضت بمفردها لـ 55 خرقاً خلال اليومين الماضيين، وقصفت مناطق سيطرة أنصار الله والجيش 117 مرة على التوالي.

هذا من دون نسيان الهجمات على الدريهمي والتحيتا فضلاً عن الاشتباكات التي لا تقف القوات البريطانية بمنأىً منها في المعارك بين الانتقالي وقوات هادي في الجنوب.

لذلك فإن التصعيد الذي يشمل اليمن بأنحائه البحرية والجبلية، يحتوي على أدوار بريطانية عسكرية مباشرة، كما أن للإنجليز محاولاتٍ لتأسيس قاعدة عسكرية في سقطرى وذلك بعد تأمين «سيناريو» تدّعي الصومال فيه أن سقطرى هي «صوماليّة» بسكانها وجغرافيّتها الملاصقة لسواحلها أكثرَ من قُربها للساحل اليمني، وتقومُ الصومال بعد ذلك ببيعها للإمارات لإنشاء مؤسّسات سياحية واقتصادية فيها، مقابل حماية أمنية من قاعدة بريطانية.

يتبين بالإجمال أن هناك دوراً أكبرَ للقوات البريطانية في اليمن إلى جانب الغزاة السعوديين والإماراتيين، يشمل أعمالَ التخطيط والتنظيم والتدريب والقيادة والاشتراك المباشر في عمليات القصف الجوي التي ترتبط بأقمار اصطناعية أمريكية وإنجليزية تحدّد الأهداف، بالإضافة إلى خدمات بحرية تتولاها مباشرةً قطع حربية إنجليزية في بحري الأحمر وعدن، مع امتداداتهما نحو البحر المتوسط من جهة وبحر الخليج من جهة ثانية.

إنجلترا ذاهبة إذَن لتعزيز دورها على حساب التراجع الأمريكي الشرق أوسطي والتقهقر السعودي – الإماراتي.. فهل تنجح؟

لقد نجح اليمنيون في خمسة أعوام من تحقيق نصر على قوات أكثر تسليحاً ومهارة من القوات البريطانية، وهم مجموع الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين والإسرائيليين والسودانيين والمصريين وآخرين، بما يعني أن الإنجليز لن يكونوا أكثر من محاولة لاختلاس المزيد من ذخيرة العرب وقد يقتصر دورهم على حماية آل سعود داخل مملكتهم من احتمالات انتقال اليمن المنتصر إلى مرحلة الهجوم على الأراضي السعودية ومختلف بقاعها، ما يهدّد فعلياً الاستمرار السياسي لهذه العائلة.

قد يعجبك ايضا