ترقب لـ«مرحلة رعب جديدة» في البحر الأحمر

صنعاء ترفع مستوى الحصار البحري وتضع شركات الشحن المتعاملة مع الاحتلال تحت الاستهداف المباشر في مرحلة تصعيد جديدة دعماً لغزة.

توعّدت قوات صنعاء البحرية، العدو الإسرائيلي، بمفاجآت صادمة في المدّة المقبلة، مؤكّدة أنّ رفع مستوى الحصار البحري إلى المرحلة الرابعة، له ما بعده من تداعيات على السفن التابعة للشركات المخالفة للقرار، وكذلك على الكيان. وجاء هذا التهديد غداة إعلان القوات اليمنية وضع جميع السفن التابعة لشركات ملاحية دولية متورّطة في التعاون مع إسرائيل، في قائمة الأهداف العسكرية.
وحذّر مصدر عسكري مسؤول في صنعاء، أمس، تلك الشركات من مغبّة الاستمرار في التعامل مع العدو. وأكّد في تصريح رسمي نشرته وسائل الإعلام في العاصمة، أنّ «الملاحة البحرية آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المتّجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة أو سفن الشركات التي انتهكت قرار الحظر حتى يتوقّف العدوان والحصار على غزة»، مشدّداً على ضرورة التزام السفن العابرة بفتح معرّفات الاتصال بها، مشيراً إلى أنّ قوات صنعاء البحرية جاهزة لتلقّي أي نداءات واتصالات لمساعدة السفن وتسهيل مرورها عبر القناة 16 الدولية.
وتوعّد قائد قوات الدفاع الساحلي التابعة لصنعاء، اللواء محمد علي القادري، بدوره، العدو الإسرائيلي بمفآجات كبيرة في المرحلة الرابعة من التصعيد، مشيراً في تصريح نقلته صحيفة الجيش «26 سبتمبر»، إلى أنّ الإسناد اليمني لقطاع غزة تدرّج على مراحل ليصل إلى تدشين المرحلة الرابعة بجاهزية عالية، داعياً «أميركا والصهاينة إلى مراجعة حساباتهم»، مؤكّداً أنّ قوات بلاده «نجحت في فرض معادلة ردع منخفضة الكلفة، وتمكّنت من إرباك البحرية الأميركية وإجبارها على الهروب من البحر الأحمر أثناء جولات الصراع السابقة». ولفت القادري إلى أنّ قواته «تمتلك خيارات متعدّدة في منع مرور أي سفينة من أي جنسية كانت أو تابعة لأي شركة مالكة أو شركة مشغّلة تتعامل مع الكيان»، مضيفاً أنّ تلك القوات «أحكمت سيطرتها على البحر الأحمر وفرضت حصاراً فعّالاً على الملاحة المرتبطة بالاحتلال دعماً لغزة. وتبقى التطورات في البحر الأحمر دليلاً على تحوّل جذري في موازين القوى في المنطقة».

ومن جهتها، حذّرت مجلة «لويدز ليست» البريطانية المتخصّصة في الشؤون البحرية من تداعيات القرار اليمني الأخير على سوق الشحن العالمي، واعتبرت في تقرير نشرته، أمس، هذا التهديد بمثابة «مرحلة رعب جديدة» تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر. ونقلت عن رئيس قسم الاستشارات في شركة «EOS Risk»، مارتن كيلي، تأكيده أنّ «قوات صنعاء بصدد تطبيق هذا النهج بالفعل»، واستشهاده بعملية سابقة استهدفت ناقلة النفط «ماجيك سيز» كدليل على جدّية قوات صنعاء. كذلك، دعا المحلّل في شركة «ريسك إنتليجنس»، ديرك سيبيلز، فدعا مشغّلي السفن إلى التعامل بجدّية بالغة مع التهديدات اليمنية، محذّراً من أنّ تجاهلها قد يؤدي إلى «خسائر جسيمة»، مستذكراً ما حدث للسفينتين «ماجيك سيز» و«إترنيتي سي» اللتين تم استهدافهما وإغراقهما، بعد أن تجاهلتا الحصار المفروض على إسرائيل، ورفضتا الانصياع للتحذيرات اليمنية.
أمّا وسائل الإعلام العبرية، فأفردت مساحات واسعة للتصعيد اليمني الأخير. وعكس موقع «نيوز إسرائيل» العبري في تقرير نشره، أمس، مخاوف الكيان من تداعيات قرار قوات صنعاء على شركات الشحن المتعاملة مع إسرائيل، وقال إنّ «التصعيد البحري المعلن من قبل الحوثيين هذه المرة غير مسبوق»، مشيراً إلى أنه «سيقيّد سلاسل الإمداد من وإلى الموانئ الإسرائيلية، وسيكون له تأثير على السياحة البحرية»، كما «قد يدفع تلك الشركات إلى العزوف عن الذهاب إلى إسرائيل». وأكّد أنّ «كلفة تأمين السفن العاملة قبالة الموانئ الإسرائيلية ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة في الماضي نتيجة الهجمات اليمنية»، متوقّعاً أن «يسبّب قرار التصعيد الأخير ضد إسرائيل أضراراً جسيمة من مثل ارتفاع الأسعار، وتأخيرات كبيرة، وصعوبة في استيراد وتصدير البضائع».

رشيد الحداد الأربعاء 30 تموز 2025

قد يعجبك ايضا