ثورةُ 21 سبتمبر المجيدة في عيون عربية : أعادت الاعتبار لتاريخ اليمن العريق وحضارته الضاربة في الجذور وهوية شعبه الإيمانية المتصلة بالرسالة المحمدية

فى الــذكرى  الــ11 لثورة الــ21 من سبتمبر  أكد خبراء عسكريون وباحثون سياسيون عرب إن ثورة الـ21 من سبتمبر شكّلت ولادةً جديدة لليمن الحديث، حيث أعادت الاعتبار لتاريخه العريق، وحضارته الضاربة في الجذور، وهوية شعبه الإيمانية المتصلة بالرسالة المحمدية.

مشيرين إلى إن  هذه الثورة لم تكن حدثاً عابراً، بل مساراً تاريخياً مستمراً منذ أحد عشر عاماً وصولاً إلى العام 2025، مؤكداً أنها نقلت اليمن من موقع الارتهان للخارج إلى موقع الفاعل المستقل في محيطه الإقليمي والدولي.

مضيفين إن الثورة شكلت حالة استثنائية في سياق ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، لا من حيث الأهداف ولا المسار ولا النتائج. إذ لم تكن امتدادًا للفوضى الخلّاقة التي روّج لها الغرب، بل ثورة وطنية ذات طابع تحرري سيادي، رفضت الهيمنة الخارجية وأفشلت مشاريع التقسيم والتطبيع.

ثورة 21 سبتمبر حطمّت أوهام القوى الأجنبية وجعلت اليمن عصيّاً على الكسر

 قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، الدكتور وسيم بزي إن ثورة الـ21 من سبتمبر شكّلت ولادةً جديدة لليمن الحديث، حيث أعادت الاعتبار لتاريخه العريق، وحضارته الضاربة في الجذور، وهوية شعبه الإيمانية المتصلة بالرسالة المحمدية.
وأوضح في مداخلة على قناة المسيرة ، أن هذه الثورة لم تكن حدثاً عابراً، بل مساراً تاريخياً مستمراً منذ أحد عشر عاماً وصولاً إلى العام 2025، مؤكداً أنها نقلت اليمن من موقع الارتهان للخارج إلى موقع الفاعل المستقل في محيطه الإقليمي والدولي.
وأشار بزي إلى أن اليمن عشية الثورة كان بلداً خاضعاً للوصاية، تتحكم في مساره التدخلات الخارجية عبر المال الخليجي والرعاية الأمريكية والعمل الصهيوني الدؤوب، بينما كانت القوى السياسية الخاضعة أداةً لهذه الهيمنة. غير أن ثورة 21 سبتمبر – بحسب تأكيده – قطعت تلك الأواصر، وأعادت ترسيخ وحدة الشعب وقوة الداخل، ومنعت اليمن من أن يكون ساحةً مستباحة أو ورقة بيد الخارج.
وأكد أن مسيرة السنوات الماضية أثبتت صلابة الوجود الاستراتيجي والجيوسياسي لليمن، من خلال صموده الأسطوري في مواجهة تحالف العدوان، وثباته أمام حجم التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهو ما جعل هذه الثورة تكتسب شرعيتها من قدرتها على الصمود والانتصار، بعيداً عن أي ابتزاز أو تشكيك.
ولفت إلى أن الموقف اليمني في نصرة فلسطين شكّل تجسيداً عملياً لجوهر الثورة وأبعادها الأخلاقية والإيمانية، حيث تحوّلت قضية فلسطين إلى بوصلة رئيسية في خطاب وسلوك اليمن الثوري، ما جعل الشعب اليمني يتقدم اليوم الصفوف في دعم غزة ومقاومتها، في وقت تخاذلت فيه الكثير من الأنظمة العربية.
وأوضح أن هذا الانخراط اليمني في معركة فلسطين يستند إلى تكليف جهادي وقناعة راسخة بمفهوم المظلومية والعدالة، وهو ما منح اليمن موقعاً متقدماً في وجدان الأمة.
وبيّن الدكتور بزي أن الغرب بات يدرك خطورة هذا المسار الثوري، بعد أن وجد اليمن عصياً على الكسر، يتمتع بلحمة داخلية صلبة، وثقة متنامية بالنفس عاماً بعد عام.
وقال إن احتفالات الثورة في صنعاء وسائر المحافظات ليست مجرد فعاليات رمزية، بل تعبير حيّ عن هذا التماسك الداخلي، وعن حضور اليمن كقوة إقليمية فرضت نفسها رغم أنف الخارج.
وأضاف أن التحوّل الأبرز الذي أحدثته ثورة 21 سبتمبر يتمثل في ترسيخ مفهوم السيادة، بعد أن كان غائباً أو مشوهاً لعقود طويلة.
وأوضح أن النظام السياسي السابق كان قائماً على الارتهان للخارج وتغذية الانقسامات القبلية والمذهبية، بينما اليوم يشعر المواطن اليمني – في حياته اليومية – بعزة الانتماء لهذا الوطن، وبقوة قراره المستقل.
وأشار إلى أن مواجهة اليمن الأخيرة مع القوى الكبرى في العالم، والتي استمرت لأسابيع بين مارس وسبتمبر، أظهرت بجلاء معايير هذه السيادة، حيث اضطرت الولايات المتحدة إلى طلب وقف إطلاق النار عبر مسقط، في إقرار عملي بقدرات اليمن وعناصر قوته.
وختم الدكتور وسيم بزي حديثه للمسيرة بالقول: إن السيادة لا تُمنح من الخارج، بل تُنتزع بالإرادة والوعي والإيمان والقدرة على التضحية، مؤكداً أن ثورة 21 سبتمبر نجحت في أن تجعل الخارج مضطراً للاعتراف بعناصر القوة اليمنية رغماً عنه، لتصبح نموذجاً لكيفية بناء سيادة الدول عبر التماسك الشعبي والقيادة الواعية والموقف الثابت في القضايا المصيرية.

 اليمن يحمل اليوم لواء الأمة وبثورته سينتصر على المساعي الإقليمية المتآمرة عليه وعلى موقفه المشرف

بدورة أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والسياسية  الدكتور علي حمية، أن الثورة اليمنية التي انطلقت في 21 سبتمبر 2014، شكلت حالة استثنائية في سياق ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، لا من حيث الأهداف ولا المسار ولا النتائج. إذ لم تكن امتدادًا للفوضى الخلّاقة التي روّج لها الغرب، بل ثورة وطنية ذات طابع تحرري سيادي، رفضت الهيمنة الخارجية وأفشلت مشاريع التقسيم والتطبيع.
وأوضح حمية في مداخلة على قناة المسيرة، أن ما يُعرف بالفوضى الخلاقة والربيع العربي كانا جزءًا من جدول “الشرق الأوسط الكبير” أو “الجديد” الذي سعت القوى الغربية إلى تمريره في المنطقة، لإعادة تشكيل الخارطة السياسية والجغرافية بما يخدم الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية.
وأضاف: “لكن الثورة اليمنية، بخلاف هذا المسار، أفشلت المخطط لأنها لم تسقط في يد الأمريكي. فكان لا بد من مواجهتها عبر العدوان، ومن خلال تحالف دولي إقليمي واسع، يضم الدول المطبعة والمحتلة أمريكيًا وصهيونيًا عبر القواعد العسكرية المنتشرة فيها.”
وأكد أن واشنطن عملت على ضرب الثورة اليمنية بأساليب متعددة، منها:القصف المباشر بطائرات يقودها طيارون أمريكيون، يتقاضى بعضهم 7 آلاف دولار عن كل غارة، والدعم العسكري والسياسي السعودي والإماراتي، والتلاعب بالعقول في بعض المناطق اليمنية، بالإضافة إلى استخدام المرتزقة وتعيين قيادات بديلة في المناطق المحتلة الواقعة تحت سيطرة العدوان وأدواته.

وبيّن الدكتور حمية أن الموقف الثوري في اليمن كان طبيعيًا في دعمه للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من مبدأ دعم المظلومين وفك الحصار عن المحاصرين، وقال: “هذه الثورة قامت من أجل الشعب اليمني أولاً، ومن أجل حقوقه وكرامته وسيادته، وهي بطبيعتها لا يمكن أن تقف إلا في صف المظلومين”.

وحذر حمية من تطورات خطيرة على مستوى الإقليم، مشيرًا إلى “تحالف جديد بين السعودية وباكستان، تم تتويجه مؤخرًا باتفاقية دفاع مشترك، قد تُشكل مدخلًا لتجدد التصعيد في الملف اليمني، ولكن هذه المرة بإدارة جديدة”.
وقال: “من خلال الدراسات التي أتابعها، أرى أن هناك توكيلًا جديدًا للملف اليمني إلى دول التطبيع العربي، نظراً لأن أمريكا والكيان الصهيوني لم تستطيعا هزيمة اليمن، فتم تمريره مجددًا إلى صهاينة العرب – ولكن مع إضافة باكستان إلى هذا الحلف”.
وأضاف أن أحد المؤشرات التي يجب رصدها هو تموضع الجنود الباكستانيين. فإذا كان تمركزهم في شمال السعودية فقد يكون لمواجهة “عدو مزعوم” آخر، لكن إذا انتشروا في الجنوب، فذلك يعني إعادة فتح جبهة اليمن، في إطار مخطط جديد تديره الدول المتواطئة مع واشنطن وتل أبيب.
وتابع حديثه قائلاً: أن “التموضع الإقليمي الذي يعيد تشكيل معسكرين متقابلين:

الأول معسكر مقاومة يضم اليمن، إيران، فلسطين، لبنان،

 الثاني معسكر تطبيعي تديره واشنطن والكيان الصهيوني عبر أدوات عربية وإقليمية.
وأشار إلى أن باكستان تقاربت مؤخرًا من محور المقاومة، وهو ما قد يربك حسابات دول التطبيع، التي تسعى إلى استمالتها لإعادة تحريك ملفات عالقة، ولكن ليس لمواجهة “العدو الإسرائيلي”، بل لضرب أي مشروع استقلالي مقاوم في المنطقة.
وفي سياق متصل، نوّه الدكتور علي حميّة إلى أناليمن بات يحتل دورًا فاعلًا في محور المقاومة، لافتًا إلى أن اليمن اليوم هو المدافع الأقوى عن القضية الفلسطينية وحامل لواء الأمة في مواجهة العدو الصهيوني.
وقال في هذا الصدد: إن “ثورة اليمن وأنصار الله في صنعاء يقودون مقاومة حقيقية لم تستطع العديد من الدول الإسلامية والعربية القيام بها”، مضيفًا أن “اليمن لم يعد يُمثل بحكام القمم الإسلامية والعربية، الذين غابت عنهم الإرادة الحقيقية لدعم القضية الفلسطينية، في حين يُذبح الشعب الفلسطيني ولا يلقى الدعم الكافي من بعض الأنظمة التي تكتفي بالتنازلات”.
ونوّه في ختام تصريحاته، إلى أن اليمن يواصل تطوير قدراته العسكرية بشكل متسارع، خاصة في مجال الصواريخ، معربًا عن تقديره للتطورات النوعية مثل الصواريخ متعددة الرؤوس والصواريخ ذات الصوت الفردي والسرعات العالية التي حققتها.

حقق اليمنيون بثورتهم إعجازًا عسكريًا أذهل الأعداء

من جهته أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، العميد علي أبي رعد، أن القدرات العسكرية اليمنية شهدت تحولًا نوعيًا منذ بداية العدوان على اليمن، رغم انطلاقها من معدات متهالكة تعود إلى عقود مضت، كانت أشبه بـ”بقايا ترسانة عسكرية”، مؤكدًا أن اليمنيين حافظوا على ما تبقى من أسلحتهم بـ”رموش العين”.
وأشار العميد أبي رعد، في مداخلة على قناة المسيرة  إلى أن اليمنيين واجهوا حربًا ظالمة شنتها ما يزيد عن 28 دولة، ومع ذلك استطاعوا الصمود، بل وقلبوا موازين القوى عبر تطوير إمكاناتهم العسكرية بشكل مذهل.
وأوضح أن اليمنيين تمكنوا من تحويل صواريخ “سكود” السوفيتية القديمة إلى صواريخ باليستية حديثة، ونجحوا في توسيع مداها من عشرات الكيلومترات إلى ما يزيد عن ألف كيلومتر، وهو ما يعد إنجازًا لافتًا تم بقدرات محلية وصفها بـ”العبقرية”.
كما لفت إلى تطور القدرات الجوية، خاصة في مجال المسيّرات، حيث تمكنت القوات اليمنية من إنتاج طائرات بدون طيار متطورة قادرة على الوصول إلى أهدافها بدقة، رغم أنظمة الرصد المتقدمة التي تملكها قوى كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحتى كيان العدو الصهيوني.
وأضاف العميد أبي رعد: “بعض هذه المسيّرات لا تستطيع أنظمة الرصد الغربية حتى اكتشافها، ناهيك عن اعتراضها”، مشيرًا إلى أن الإنتاج اليمني شمل أيضًا “أنظمة الصواريخ الانشطارية”، وهو ما وصفه بـ”الإعجاز العسكري”.
وفي ختام تصريحاته، أكد العميد أبي رعد أن لدى اليمن قدرات عسكرية مخفية، قد تظهر مفاجآت في قادم الأيام، ستكون كفيلة بتنكيل الأعداء، مؤكدًا أن القيادة اليمنية على دراية كاملة بما تمتلكه من أوراق قوة.

قد يعجبك ايضا