…………عقيل…………


شاعر الثوره الأستاذ الشهير معاذ الجنيد كتب مرثاة في الشهيد
عقيل عبدالله النعمي .

____________

…………عقيل…………
لو قِيلَ في أوصافهِ ما قِيلا
ما أنصفَ الشعرُ الجزيلُ (عقيلا)

لا يُنصِفُ الشهداءَ إلا ربُّهُم
بالخُلدِ فضَّلَ قدرَهُم تفضيلا

من عندنا انتقلوا إلى عِنديَّةِ
الرحمن واتَّخذوا إليه سبيلا

فاختصَّهُم بكرامةٍ أبديةٍ
وشفَى بِهم للمؤمنين غليلا

فعلامَ دمعُكِ يا عيونُ استغفِري
فـ(عقيل) أصبحَ للرسولِ خليلا

إن صار أشلاءً على نهجِ الهُدى
ورأيتِهِ.. قولِي: رأيتُ جميلا

وابكي علينا لا عليهِ.. فمثلُهُ
نالَ المرامَ وعانَقَ المأمولا

لكنّما الأشواق بعد رحيلهِ
أدمَتْ قلوباً لا تُطيقُ رحيلا

الفقدُ يملأُ والحنينُ حياتنا
إذ كان يملأها ندىً وهُطولا

وإذا تذكّرنا مواقِفَهُ.. غدا
فينا الفخَارُ عن العزاءِ بديلا

كان الكثيرَ بفعلِهِ وهدوئهِ
يُحيي الملاحِمَ صامِتاً وخجولا

يُعطيكَ مُهجَتَهُ بكلِّ تواضعٍ
ويرى عطاءَ الروح منهُ قليلا

وبرغم خِفّةِ ظلّهِ.. بحضورهِ
أيامُنا عرضاً مُلئنَ وطُولا

يتجسّدُ الإيمانُ في إقدامِهِ
ويُقدَّمُ الإحسانُ عنهُ دليلا

لو جئتَ تُحصي ذكريات جهادهِ
لظنَنتَهُ شيخاً أقامَ طويلا

أمضى بساحاتِ الجهادِ حياتهُ
سيفاً بصفِّ المؤمنين صقيلا

من جبهةٍ يمضي لأخرى عاصفاً
بالمعتدين مُنكّلاً تنكيلا

متولِّياً للآلِ.. أقصى حُلمهِ
لو صار فيهم مُصرعاً وقتيلا

كم مرّةٍ دَنَتِ الشهادةُ نحوهُ
فرأتْ جراحاً تقبلُ التأجيلا

تركتهُ يُكملُ في الوغى صولاتهُ
ويدُكُّ أمريكا وإسرائيلا

حتى دعاها الله: _حين رفاقهُ
اشتاقوا لهُ_ زُفِّي إليَّ (عقيلا)

فترقّبَتْ سبباً لتحضَنهُ.. وقد
حملتهُ فوق جبينها إكيلا

ومَضَتْ لـ(زَكَرِيَّا) أخيهِ تزُفّهُ
بُشرى.. وأذكَتْ بالحنينِ (كُمَيلا)

فعليهما أزكى السلام تحيَّةً
وعلى رفاقهما السلامُ جزيلا

يا ربِّ ولتخلف على أبويهما
خيراً، نعيما، رحمةً، وقُبولا

وصلاتُنا تغشى النبيَّ وآلَهُ
ما جادَ شعبي بالدماءِ سيولا

قد يعجبك ايضا