قائد سلاح الجو في كيان العدو : التهديد اليمني يتحول إلى تحد استراتيجي حقيقي وعملية مطار رامون أظهرت “تطوراً في التكتيكات”
أقرّ القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي، العميد الركن (احتياط) زيفكا هاييموفيتش، بأن التهديد القادم من اليمن لم يعد مجرد خطر تكتيكي محدود، بل تحوّل إلى تحدٍ استراتيجي حقيقي يفرض على الكيان الصهيوني مراجعة شاملة لمنظومتها الدفاعية وخياراتها العسكرية.
جاء ذلك في مقال نشره هاييموفيتش في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، حيث حذر من أن القدرات اليمنية المتزايدة باتت تشكل تهديداً وجودياً على الأمن القومي الصهيوني، خاصة بعد التصعيد غير المسبوق الذي شهدته المنطقة في أعقاب عملية اغتيال قيادات حكومية في صنعاء.
وأوضح هاييموفيتش أن الرد اليمني على عملية الاغتيال كان “غير مسبوق”، تمثل بإطلاق عشر طائرات مسيّرة وعدد مماثل من الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة في فترة قصيرة جداً، معتبراً هذا الحجم من الإطلاق “تحولاً في النهج وارتفاعاً في حدة الردود اليمنية”، مما يدل على أن اليمن لم يعد يكتفي بالردود التقليدية، بل انتقل إلى مستوى آخر من المواجهة يتجاوز قدرة الدفاعات الصهيونية على الاحتواء.
وفي تحليله للقدرات اليمنية، أكد المسؤول العسكري الصهيوني أن القوات المسلحة اليمنية لم تعد “قوة بدائية كما وُصفت سابقاً”، بل هي “قوة عسكرية متطورة قادرة على إحداث ضرر استراتيجي”، مبيناً أن اليمنيين اكتسبوا خبرة عملياتية واسعة خلال سنوات الحرب الطويلة، مما سمح لهم بتطوير قدراتهم التصنيعية والاعتماد على الذات في إنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة داخل اليمن، وهو ما يجعلهم قوة ذاتية يصعب إخضاعها.
وكمثال على تطور التكتيكات اليمنية، تطرق القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي الصهيوني، إلى الهجوم الذي استهدف مطار “رامون” جنوبي فلسطين المحتلة، واصفاً العملية بأنها أظهرت “تطوراً في التكتيكات”، حيث تم إطلاق تشكيل من أربع طائرات مسيرة عبر مسار منسق، تمكنت دفاعات العدو من اعتراض ثلاث منها، في حين نجحت الرابعة في إصابة هدفها، مؤكداً أن ذا الفشل في الاعتراض الكامل يكشف عن وجود “ثغرات” في المنظومة الدفاعية الصهيونية، التي باتت تواجه “تهديداً جوياً متعدد الاتجاهات” يتطلب “جاهزية على مدار 360 درجة”.