“لا علاقة لنا بالكيان الصهيوني”: هكذا تَعبُر السفن البحرَ الأحمر

سادت حالة من الهدوء في البحر الأحمر، بعد أسبوع عاصف بالعمليات البحرية، جرّاء محاولات قامت بها سفينتان لكسر الحصار اليمني المفروض على إسرائيل، قبل أن يتمّ إغراقهما. وأبدت السفن التجارية الدولية، إثر تلك الحادثة، التزاماً كبيراً بتنفيذ تعليمات القوات البحرية اليمنية، ورفعت عبارات تشير إلى عدم وجود أي علاقة لها بإسرائيل.

وسُجّلت وفق مصادر ملاحية مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، استجابة عالية لنداءات القوات البحرية اليمنية التي ترسلها عبر موجات الراديو. وأشارت المصادر إلى أنّ «حركة السفن عادت بوتيرة عالية في اليومين الماضيين، وأنّ القوات البحرية اليمنية تقوم بمنح السفن تصاريح مرور شفهية بالإبحار الآمن في المياه الدولية في البحر الأحمر».

وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة «رويترز» أنّ السفن التجارية التي لا تزال تمرّ عبر البحر الأحمر تلتزم ببعث رسائل عن جنسيات أفراد طواقمها، بل ودياناتهم، على أنظمة التتبّع الموجودة فيها، مع تأكيد عدم ارتباطها بإسرائيل لتجنّب استهدافها.

ويأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الحديث الإسرائيلي عمّا بات يسمّى في الكيان «كابوس البحر الأحمر». وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أنّ الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية باتت تواجه خطراً حقيقياً في ضوء التطوّرات الأخيرة، معتبرة أنّ وقف شركات التأمين تغطية الملاحة عبر البحر الأحمر، خصوصاً على السفن المتّجهة إلى موانئ الاحتلال، يعدّ أحد أبرز التحدّيات الجديدة الناتجة من تصعيد «الحوثيين» عملياتهم الأسبوع الماضي ضد الكيان، مؤكّدة أنّ بعض شركات التأمين الدولية رفعت رسوم التأمين على السفن في أسبوع واحد عدّة مرّات وبمبالغ خيالية.

وسائل إعلام العدو تتحدّث عن كابوس لـ”إسرائيل” في البحر الأحمر

وأبدت الصحيفة قلقاً من قرار طواقم بعض السفن رفع شعارات كـ «نحن مسلمون» أو «لا علاقة لنا بإسرائيل»، معتبرة تلك إشارة سيئة على عدم رغبة السفن في الإبحار صوب الموانئ الإسرائيلية مجدّداً خشية تعرّضها للاستهداف.

في غضون ذلك، يبدو أنّ لهجة التصعيد الأميركي ضد صنعاء تراجعت في اليومين الماضيين؛ إذ إنّ الولايات المتحدة التي اعترضت على تمديد مدّة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، عادت – وإلى جانبها بريطانيا – إلى التصويت لصالح قرار التمديد. وجاء هذا في أعقاب رسائل متبادلة بين صنعاء وواشنطن، أكّد فيها الطرفان الحرص على استمرار العمل باتفاق التهدئة البحري بينهما في البحر الأحمر. ونقل موقع «دروب سايت» أثناء الساعات الماضية، تصريحات للقيادي في حركة «أنصار الله»، محمد البخيتي، أكّد فيها التزام الحركة باتفاق التهدئة المعلن من الخارجية العُمانية مطلع أيار الماضي.

وقال إنّ «عمليات قوات صنعاء لا تزال موجّهة ضد إسرائيل بشكل حصري. وإن عادت الولايات المتحدة إلى التدخّل في الصراع، فسيتمّ الردّ على أي تدخّل بالمثل». وأشار الموقع إلى أنّ «أنصار الله لن تستهدف أي سفن أميركية. ورغم أنّ استهدافها لسفينتَي ماجيك سيز وإترنتي سي الأسبوع الماضي استفزّ أميركا، إلا أنها لم تخرق بذلك الاتفاق بينها وبين الأميركيين».

وكانت أقرّت منصة «مارينو بي إتش» الفيليبينيّة المتخصّصة في الشؤون البحرية بأنّ السفينة «إترنتي سي» كانت متّجهة إلى إسرائيل، وأنها أوقفت نظام التتبّع الخاص بها أثناء عبورها البحر الأحمر. كما أشارت إلى أنّ سفناً أخرى تابعة للشركة المالكة لـ«إترنتي سي» رست سابقاً في ميناء حيفا، عدّة مرات خلال عام 2025. ومن جهتها، أكّدت شركة «وينوارد إيه آي» للاستخبارات البحرية أنّ السفينتين المستهدفتين تابعتان لأساطيل يونانية، وكانتا رستا في موانئ إسرائيلية. وأوضحت، في تقرير لها، أنّ «سفينة من كلّ ستّ سفن تواجه خطر الاستهداف في البحر الأحمر بسبب ارتباطها بإسرائيل»، مشيرة إلى أنّ «السفن المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية تتعرّض لهجمات متزايدة».

 

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا