مرحلة رابعة من التصعيد البحري: تعطيل موانئ العدوّ هدفاً
قوات صنعاء توسّع نطاق الاستهداف البحري ليشمل سفن شركات متعاونة مع إسرائيل، في تصعيد هدفه كسر الحصار عن غزّة وشلّ الموانئ المحتلّة.
بدأت قوات صنعاء البحرية، أمس، رصد السفن المملوكة لشركات ملاحية متعاونة مع إسرائيل في نطاق عملياتها العسكرية، وذلك في أعقاب إعلانها على لسان متحدّثها الرسمي، العميد يحيى سريع، رفع مستوى التصعيد البحري إلى المرحلة الرابعة. ويشمل هذا الرصد جميع سفن الشركات المتعاملة مع إسرائيل، أياً كانت جنسيتها، وفي أيّ مكان تصل إليه النيران اليمنية، من دون استثناء.
وخيّرت قوات صنعاء، تلك الشركات، بين وقف كل عمليات التعاون مع الكيان أو تعريض السفن المملوكة لها للاستهداف بغضّ النظر عن وجهتها، ودعت جميع الدول التي ترغب في تجنب التصعيد البحري الجديد، إلى الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه ورفع حصاره المميت عن الشعب الفلسطيني.
ويشمل بنك الأهداف الجديدة التي تهدّد القوات البحرية اليمنية بضربها، قائمة واسعة من الشركات الملاحية الدولية، أبرزها «MSC» السويسرية التي تملك نحو 900 سفينة، و»ميرسك» المالكة لنحو 700 سفينة، و»CME» التي تملك 660 سفينة، و»COSCO» التي لديها 519 سفينة، و»هاباغ لويد» التي تملك 300 سفينة، و»ون» التي تملك 257 سفينة، و»إيفرغرين» ولديها 256 سفينة.
ووفق أكثر من مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، فإن جميع السفن العاملة على خط الإمداد البحري بين تركيا والموانئ الفلسطينية المحتلة الواقعة عبر المتوسط كجيهان ومرسين وإسكندرون وإسطنبول، وناقلات النفط العاملة على تزويد الكيان بالإمدادات بشكل يومي من أذربيجان عبر تركيا، والسفن التي تتولى عملية نقل الشحنات من ميناء العريش المصري الذي أصبح تحت إدارة إماراتية – في ظل جهود أبو ظبي لكسر الحصار المفروض على تل أبيب -، ستكون في المهداف.
صنعاء ترصد السفن المملوكة لشركات ملاحية متعاونة مع إسرائيل في نطاق عملياتها العسكرية
وأكّدت المصادر، لـ»الأخبار»، أن قرار توسيع العمليات سيتسع من البحرين الأحمر والعربي إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض، مشيرة إلى أن قرار صنعاء ذو طابع إنساني وهدفه تعطيل موانئ تابعة للاحتلال كحيفا وأسدود، كما حصل لميناء إيلات الذي أُغلق رسمياً. ولفتت إلى أن القوات اليمنية لن تكتفي باستهداف السفن المتعاملة مع العدو فقط، بل ستضاعف عملياتها الجوية ضد ميناءَي حيفا وأسدود، موضحةً أن هذا القرار لا يهدف إلى إرباك سلاسل الإمداد الدولية، وهدفه فقط شلّ الحركة الملاحية في الموانئ المحتلة، وإجبار العدو على وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.
وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد الفرح، في تدوينة على «إكس»، أن قرار قوات صنعاء «ضرورة إنسانية وأخلاقية لمنع إبادة مليوني إنسان في غزة بالجوع والقتل بأفتك الأسلحة الأميركية والإسرائيلية، والعالم يتفرّج على تلك الجريمة النكراء».
وبالتزامن مع إعلان قرار التوسيع، بثّت السلطات اليمنية مشاهد للحظة إنقاذ طاقم السفينة «إترنيتي سي» التي قامت بإغراقها في وقت سابق من الشهر الجاري، وشهادات للطاقم تؤكّد أن وجهة السفينة كانت ميناء إيلات قبل إغلاقه.
رشيد الحداد الثلاثاء 29 تموز 2025