مولد النور محطة لتعزيز الإخاء..
أحمدصلاح.
.5ربيع أول1447.
المولد النبوي الشريف ليس مجرد احتفال بذكرى ميلاد أعظم الخلق صلوات الله عليه وآله، بل هو محطة إيمانية جامعة تعيد إلى القلوب صفاءها وإلى الأمة وعيها بهوية الرسالة الخاتمة.
إن مولد سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وآله هو مولد الرحمة المهداة للعالمين، الذي أرسله الله نوراً وهدىً ليخرج البشرية من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإيمان والعدل.
وعظمة هذا النبي الكريم صلوات الله عليه وآله لا تقف عند حدود الزمان أو المكان، فهو مع آله الاطهار مدرسة متجددة في الإيمان والجهاد والعطاء، وهم الامتداد الأصيل لرسالته العظيمة وحملة لوائه في كل عصر وميدان.
وإننا في هذه الذكرى المباركة نؤكد أن الإخاء الذي أسسه رسول الله صلوات الله عليه وآله بين المؤمنين ليس مجرد شعار، بل هو عهد وميثاق يُترجم في التكاتف والتناصر في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها مواجهة العدو الصهيوني وأدواته الذين يسعون إلى تمزيق الأمة ونهب ثرواتها واستعباد شعوبها.
وإن من الوفاء لرسول الله وآله الطاهرين أن ننزع من قلوبنا كل أسباب التمزق والفرقة، وأن نتخلص من الشكوك الباطلة وسوء الظن المخزي بالإخوة، فهي سموم يبثها الأعداء ليكسروا صف الأمة ويضعفوا قوتها.
فلنجعل من هذه المناسبة المباركة منطلقاً لتجديد العهد مع رسول الله وآله، عهداً بالثبات على نهجه، والاقتداء بمواقفه، والاستجابة الصادقة لنداء الرسالة الإلهية في كل ميدان، وأن نكون صفاً واحداً في معركة التحرر والكرامة، حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين.