“مُتحدون على غزة” …بـقـلــم / صـلاح الـرمـام

“طوفان الأقصى”

“مُتحدون على غزة”
بـقـلــم / صـلاح الـرمـام: 
عملت الأمم المُتحدة من ذوى تأسيسها على إرساء أكثر من خمسمائة إتفاقية ومُعاهدة دولية،جُزءاً كبيراً من هذه المُعاهدات والاتفاقيات خُصصت لما يُسمى بحقوق الإنسان،وعلى سبيل المثال نذكُر بعضاً من هذه الإتفاقيات ومنها،إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، حماية الحقوق المدنية والسياسية،إتفاقية حقوق الطفل والمرأة،إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة،التمييز بين المدنيين والمُقاتلين،التمييز بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية،الهجمات العشوائية،حماية أفراد الخدمات الطبية والدينية والأعيان التابعة لهم،حماية أفراد وأعيان الغوث الإنساني،حماية الأفراد والأعيان المُستخدمون في مهام حفظ السلام، حماية الصحفيون، الإعلاميون،عدم تدمير المُمتلكات،التجويع والوصول إلى الغوث الإنساني،منع إستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية،الطلقات النارية التي تتمدد،الطلقات النارية التي تنفجر،منع إستخدام الأسلحة النارية التي من شأنها أساساً إحداث إصابات بشظايا لا يُمكن كشفها،الأسلحة المُحرقة، أسلحة الليزر التي تُسبب العمى،الوضع القانوني للمُقاتلين وأسرى الحرب،الجرحى والمرضى، الأشخاص المفقودون،النزوح والأشخاص النازحون،كما يحمي القانون الدولي العاملين في المُنظمات الإنسانية مثل موظفي اللجنة الدولية، جمعيات الصليب الأحمر،الهلال الأحمر بالإضافة إلى حماية أفراد الخدمات الطبية الذين يُساعدونهم من الهجمات واحترامهم بصفتهم أفرادا مُحايدين يمُدون يد العون إلى المرضى والجرحى دون تمييز،ويحظر على أطراف النـزاع إستهداف المدنيين ويطلب منها إتخاذ جميع الاحتياطات المُمكنة لتجنب الهجمات التي تسفر عن إصابات في صفوف المدنيين،ويطلب القانون الدولي من الجهات المُتحاربه تجنُب إتخاذ تدابير دفاعية تُعرض المدنيين للخطر،ولا يجوز إجبار المدنيين على النـزوح،ويمنع شن هجمات لا داعي لها تستهدف سُبل كسب العيش مثل المزارع والسكن ووسائل النقل والمرافق الصحية والبنى التحتية والمحال التجارية وغيرها إلا أن 99%من هذه المُعاهدات لا يتم الإلتزام بها إطلاقاً من قبل دول الاستكبار العالمي يتقدمها أمريكا،بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الكيان الصهيوني،وخلال الحروب التي شنتها أمريكا والكيان الصهيوني هُنا أو هُنٱك نراء بوضوح أن هذه الدول ترمي عرض الحائط بكل هذه المُعاهدات والاتفاقيات وترى أنها غير مُلزمة بها تماماً،وهذا ما يشاهده العالم اليوم في الحرب البربرية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب على أبناء غزة إذ هو من الغارة الأولى التي شنها على قطاع غزة عمد وبشكل مباشر على إرتكاب حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى،وقام بارتكاب اكثر من الف مجزرة بحق المدنيين في غزة ومحى مئات الأسر الفلسطينية تماماً من السجل المدني،كما تم تسوية مئات الأحياء السكنية بالأرض،ولم يتوقف الإجرام الصهيوني عند هذا الحد حيث قام الكيان باستهداف شبكات المياه والاتصالات والطرق والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس ووسائل النقل والأسواق والمحال التجارية ومراكز الإيواء والإعلاميين والصحفيين،وتم عزل غزة عن العالم تماماً من خلال قطع وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات المرئية والمسموعة العاملة داخل القطاع، وذهبت حكومةالكيان أبعد من ذلك حينما منعت تماماً وصول أي مُساعدات إنسانية(الغذاء،الدواء) إلى القطاع المُحاصر من عقود،كما عمدت من خلال الاستهداف المُباشر للمدنيين إلى التهجير القسري لمئات الآلاف من سُكان غزة،كل هذه المُمارسات ارتكبها الكيان الصهيوني في عدوانه المُستمر على غزة حتّى اللحظة وكل هذا واكتر حدث ويحدُث أمام أنظار العالم بما فيهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والإتحاد الأوروبي الخ……،في خرق صريح وواضح من قبل الكيان الصهيوني لكل المُعاهدات الدولية غير مُبالي بها تماماً، وهذا كله يحدُث
نتيجة الدعم الأمريكي الأوروبي للكيان الصهيوني والغطاء الأممي،وهذا يدل قطعاً أن الولايات المُتحدة والأمم المُتحدة هما وجهان لعُملة وحده، وهذا بات معروف لدى الكثير أن ” الأمم المُتحدة ليست أكثر من شُرطي يعمل لصالح الإدارة الأمريكية وقد بدأ هذا يتكشف شيئاً فشيء، ومن هُنا يتضح أن الولايات المُتحدة والأمم المُتحدة شُركاء في كل الجرائم والمجازر التي تحدُث في غزة،ففلسطين والكل يعرف مُحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب لأكثر من خمسة وسبعون عام ارتكب فيها الكيان الصهيوني عشرات آلاف المجازر والجرائم وزج بعشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى داخل السجون والمُعتقلات الصهيونية وهدم آلاف المنازل وشرد الملايين من أبناء فلسطين واقتلع مئات الآلاف من أشجار الزيتون وكل هذا وأكثر حدث أمام مرأى العالم وأمام أنظار الأمم المُتحدة، وهُنا يُطرح السؤال ماذا قدمت ” الأمم المُتحدة للشعب الفلسطيني الذي يتفق الجميع على مظلوميته الذي تعرض لها على مدار عقود من قبل الكيان الصهيوني وللاجابة على هذا السؤال،

هو ما نُشاهده اليوم ماثلاً في غزة من عدوان همجي بربري هو الاعنف الذي سقط خلاله الآلاف من الشُهداء وعشرات الآلاف من الجرحى من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال وهُدمت عشرات آلاف المنازل وقُصفت المساجد والكنائس والمدارس والمُستشفيات والطرق والجسور والمحال التجارية والمخابز،وتم قطع المياه والكهرباء عن الملايين من سكان غزة، وكل هذا وأكثر يحدُث أمام أنظار ” الأمم المُتحدة ” دون أن تُحرك ساكناً أمام هذه الحرب الشرسه والعدوان البربري الغير مُبرر، والأسوأ من هذا أن ” الأمم المُتحدة ” لم تعتمد كأقل تقدير سياسة الحياد أو النئى بالنفس أو حتى تُساوي المُعتدي والمُعتدى عليه، بل ذهبت أبعد من ذلك حينما قامت ومن اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة بالوقوف العلني إلى جانب الصهاينة،كما قامت بتأييد الكيان الصهيوني في كل ما يقوم بارتكابه بحق الفلسطينيين الأرض والإنسان،ولم تقف عند هذا الحد حيث قامت بإصدار بيانات الشجب والإدانة والإستنكار لكل ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها،إضافةً إلى إعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر والجرائم بحق شعب غزة بحجة دفاع الكيان الصهيوني عن نفسه،أما حركات المقاومة الفلسطينية المُعتدى عليها فلا يحق لها الدفاع عن نفسها حسب المنظور الأممي،والأسواء من ذلك أنها تنساق وراء الدعوات الكاذبه التي يتبناها الكيان الصهيوني الغاصب وتتجاهل الصورة الحقيقية لمئات المجازر التي تُرتكب على مدار الساعة بحق المدنيين في غزة،كما تدعوا ” الأمم المُتحدة ” إلى سرعة إطلاق سراح عشرات الأسرى من جنود الكيان الذي تم أسرهم من أرض المعركة ومن داخل الدبابات والمُعسكرات التابعة للكيان وبمُنتهى الوقاحة وقلة الأدب وعلى لسان أمين الأمم المُتحدة حيث قال أن(على حماس إطلاق سراح الرهائن في أسرع وقت دون قيد أو شرط)، مُتجاهلاً في الوقت نفسه أكثر من عشرة آلاف سجين فلسطيني داخل مُعتقلات الكيان مضى على سجن أغلبهم أكثر من ثلاثين عام،بينهم المئات من الأطفال دون الخامسة عشر عام ومئات النساء،الذين تم أسرهم من المنازل والشوارع،كما تبتلع الأمم المُتحدة لسانها أمام الحصار الجائر للملايين في غزة بينما تسكُت عن تقديم الدعم العالمي للكيان الصهيوني بكل أنواع الذخيرة بما فيها الانشطارية والفسفورية المُحرمة دولياً،وتصرخ وتبكي على صاروخ ينطق من غزة باتجاه مُعسكر صهيوني وتتجاهل مئات الأسر الفلسطينية التي تم محوها بالكامل من السجل المدني الفلسطيني،تأخذ الرواية والدعاية الأمريكية الإسرائيلية وهي كاذبه عن قتل الأطفال وتتجاهل الصورة التي تنقل من غزة للالاف من أطفال غزة،بل وتعمد إلى حجب المحتوى وإغلاق المواقع والقنوات التي تبُث مشاهد أشلاء الأطفال في غزة،وتُطالب بكل وقاحة من الفلسطينيين
الإلتزام بضبط النفس بينما تُطلق العنان للكيان الصهيوني أن يفعل ما يشاء،وتسعى إلى شيطنة حركات المُقاومة وتعمل بكل جُهد على تلميع صورة الكيان الصهيوني،وتقوم الأمم المتحدة بتُحمل الضحية مسؤولية ما يحدُث وتقوم بتبرئة الجلاد،وهذا ما يدُل بما لا يدع مجالاً للشك أن ” الأمم المُتحدة ” شريكاً أساسياً في كل ما ترتكبه أمريكا والكيان الصهيوني من حرب إبادة بحق أبناء غزة ويؤكد قطعاً أنَّ الولايات المُتحدة والأمم المُتحدة “مُتحدون على غزة”

قد يعجبك ايضا