يا نفس هذا رسول الله فاحتفلي

الشاعر أبو زيد النعمي

من ريم راما ومن غزلان ذي سلم

موّه فؤادك في حرب وفي سلم

تلك المهى العين قناصات أفئدة

تموهت للغوى في زي محتشم

تموضعت باحتراف في مواقعها

باتت على شبكات النت لم تنم

وعبر جوالها جالت تهاتف من

تهافتوا معها في المرتع الوخم

كيف الغزال غزا ليث النزال فتى

محاربا من صناديد الرجال كمي

أمسى لغارات إغراءاتها هدفا

من بعدما ظفرت بالاسم والرقم

باتت وبالعارض الحساس مركزها

وبات بالمحتوى الحساس في نهم

مستنزلا من لديها ما ينزّله

وما يزل به من شاهق القمم

حتى احتوى محتواها قلبه وهوى

به هواها إلى مستنقع سدم

قالت له حين أمسى في حبائلها

ألق السلاح (وناجزني فما بفم)

ألفيته وله في حبها وله

مفرمت العزم مهموما بلا همم

والدل يدليه في بئر معطلة

والعشق يبليه بالتدليه والسقم

وقد تخشب والجوال في يده

كأنه رسمة من هيكل هرم

فقلت وهو بلا حس يهيم بها

حسب الهوى قلبك الموجود في العدم

جنى جنى وجنتيها من جَنانك ما

جنى وشفك رشف المبسم الشبم

راحت بروحك راح الراح تلك ومن

يرو الفؤاد بريا الرائمات ظمي

يا أحمر العين من حور العيون فخف

كما تخاف من القناصة النقم

ومن بيات بنات النت بِتْ حذرا

فرب دردشة تصميك في العصم

ولا تحم حول غزلان الحمى أبدا

فكم تصيدن من ضرغامة قرم

وكم تنحلن من اسم ومن رقم

وكم تحولن من خصم إلى حكم

التاركات بيوتات الزكاء على

أطلالها بين مهتوك ومنهدم

السافرات بلا خوف ولا خجل

والكامنات وراء الخُمْر واللُثُم

الحاكمات لحكام وأنظمة

واللاعبات بهذا العالم الرقمي

زكاء نفسك أغلى ما لديك فلا

تسمح بتدنيسها بالعار واللمم

والنفس تحتاج ترويضا وتزكية

فاملك هواها وخذ بالعزم والخطم

واربأ بنفسك عما لا يحل لها

ولا تكونن من هتاكة الحرم

ولا تعيشن في الدنيا بلا هدف

ولا تكونن شخصا غير منتظم

إن لم تكن لك أهداف تكن هدفا

لكل ذي غاية للخلق مغتنم

والنفس أمارة بالسوء جامحة

فقف أمام هواها راسخ القدم

بعها من الله تسلم من غوايتها

وابغ الشهادة تدرك غاية الحلم

وعذ ولذ بٳله الكون ملتمسا

منه الهداية بالقرآن والعلم

واسلك طريقة رشد لا تشك بها

وألزم النفس تقوى الله والتزم

وما أبرئ نفسي بل أجاهدها

كما أجاهد أمريكا بلا سأم

إني انطلقت مع الرحمن مبتغيا

رضاه والعفو عن ذنبي وعن جرمي

في أمة من بني الٲنصار سيدها

سبط النبي قرين الذكر والكرم

يستبشرون إذا داعي الجهاد دعا

تقدمي يا جنود الله واقتحمي

سل عنهم الحرب هل غذوا بنادقهم

إلى عُلى مهج الأعداء واللمم

وجبهة تذهل الأبطال حامية

عززتها من بني قومي بكل كمي

ودونها للغواني جبهة كسرت

ٲجفانها لاقتناص العزم والهمم

تناعمت وهي قوات مسلحة

ورب ناعمة أضرى من الضرم

لها أساليب إبليس الرجيم لها

خيل ورجل وجيش غير محترم

تسبي النهى تمسخ الإنسان تسلخه

من آدميته من إرثه القيمي

حتى تحوله كلبا وتمسخه

قردا وتجرفه في سيلها العرم

تسللت عبر موجات الأثير وفي

مواقع النت والترفيه والنغم

ودست السم في معسول منطقها

واستعمرت دولة الأفكار والقلم

فالحرب حربان من صلب وناعمة

تستهدف الناس من عرب ومن عجم

تجتاح كل بلاد قد أتى بهما

لوبي صهيون في مشروعه الأثم

ما في العواصم منجى من حبائلها

إلا لقلب بحبل الله معتصم

أشد لطفا وعنفا جبهتان معا

يا خاتم الرسل أدرك خاتم الأمم

إني تخلصت منها بالنبي ومن

لجا اليه نجا من سطوة النقم

به تمسكت بالثقلين معتصما

بالله مقتديا بالمصطفى العلم

يا نفس هذا رسول الله فاحتفلي

تزودي بالزكا والطهر واتسمي

واستعبري يا عباراتي به فرحا

ويا ثنايا الثنا بالبسمة ارتسمي

هذا حبيبك يا قلبي فصلِّ على

طبِّ القلوب وصِل حبل الهوى وهِم

هذا هو النور يا عيني لطلعته

تطلعي واخشعي يا عين وانسجمي

هذا هو الرَوح يا روحيتي انتعشي

طوفي بحضرة روح القدس واستلمي

هذا هو الرحمة المهداة مدرسة الـ

كمال والفضل والأخلاق والقيم

هذا هو النعمة المسداة كان ولم

يزل رسول الهدى من أعظم النعم

هذا الذي يستضيئ المؤمنون به

فيشرقون مصابيحا لكل عمي

بشارة الأنبيا والرسل خاتمهم

الكامل الخلق والأخلاق والسيم

هذا الذي بعث الدنيا ببعثته

من واقع جاهلي مظلم خصم

صبحا وغيثا به الدنيا صحت وربت

فأشرقي بالهدى يا أرض وابتسمي

دعا إلى الله والأخطار محدقة

والشر قد عم والدنيا بلا علم

فكذبته قريش وهو أصدقها

ولم يكن عندهم يوما بمتهم

وأخرجت مكة الهادي الأمين بما

لاقى من المكر والإيذاء والتهم

واستقبلت يثرب الإسلام حاضنة

بالنصر والحب والإيثار والكرم

واستبدل الله بالأنصار مكة إذ

تبوأوا الدار والإيمان من قدم

وامتد منها إلى الأقطار منتشرا

كالصبح في عالم كالغاب مختصم

مؤسسا دولة الإسلام شامخة

على أساس الهدى والحق والقيم

مجاهدا يركب الأخطار مستبقا

زمامها دامغا للشر والدهم

مقاتلًا في سبيل الله مصطلما

للجاهلية من سهل ومن أكم

مواجها لفئات الكفر متجها

إلى اليهود اتجاه الليث للغنم

فلم يدع ليهود شأفة وقضى

عليهم بعد نكث العهد والذمم

قد يعجبك ايضا