في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “القضية الفلسطينية والرؤية القرآنية لمواجهة الكيان الصهيوني”

 

ضمن سلسلة دروسه الرمضانية، ومحاضراته التربوية، تحدث الـسيد القائد يحفظه الله، في كلمته يوم أمس عن جوهر القضية الفلسطينية، وأهميتها، ومسؤولية الأمة تجاهها من منطلق إيماني قرآني، وكشف الأسباب التي أوصلت الأمة إلى هذه المستوى في واقعها وفي مواجهتها وصراعها مع أهل الكتاب.

 

توجه عملي

وأوضح السيد القائد إلى أن نصرة المسجد الأقصى، وقضية فلسطين يجب أن تنطلق من القرآن الكريم من سورة الإسراء، لأن التوجه العملي القرآني هو الذي يضمن النجاح والنصر والتأييد الإلهي، لأن القرآن الكريم يهدي ويرشد، ويوضح ويكشف، ويرسم الخطط الصحيحة التي إذا تم تطبيقها عملياً فإنها كفيلة بصناعة الإنجازات والانتصارات، وفي مواجهة أهل الكتاب لابد من الجهاد في سبيل الله وفق رؤية قرآنية، وتحت قيادة محمدية علوية متصلة بالله تعالى.

 

أهمية مصيرية

وأشار السيد القائد إلى أن الهدف من إحياء هذا اليوم هو التذكير بالأهمية المصيرية لهذه القضية، وكيف يجب أن تستشعر اﻷمة حجمها وخطورتها، فالكيان الصهيوني لا يقتصر خطره على الشعب الفلسطيني فقط، بل يتعدى مجرد التهديد إلى مستوى الخطر الكبير على كل اقطار الأمة وشعوبها، وخطورته تشمل مختلف جوانب الحياة اقتصاديا، وعسكريا، وثقافيا، وأخلاقيا، وإجتماعيا، ولذلك فنظرة الأمة إلى الخطر الصهيوني نظرة قصور كبير نظرة ضيقة ومحددة  في استشعار هذا الخطر وفي التعامل معه.

 

نظرة قاصرة

ولفت السيد القائد إلى أن من ينظر إلى خطر العدو الصهيوني مقتصر على المنطقة التي احتلها، وينظر إلى تهديده على أنه تهديد عسكري على الشعب الفسلطيني فهو غبي وأحمق نظاما كان أم شعبا، فهذه النظرة هي من أهم أﻷسباب التي جعلت اهتمام الأمة بهذه القضية في تدني مستمر رسميا وشعبيا ولا يرقى إلى أدنى مستويات  الخطر الحقيقي على الأمة، ويقتصر الاهتمام المسؤول بهذه القضية على جزء بسيط جدا في الأمة وأطراف محدودة للغاية، موضحا كيف اتجهت بعض الجيوش العربية في مراحل سابقة لمواجهة إسرائيل، ولكنها فشلت وهزمت رغم ما تملكه من إمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات إسرائيل، لأن الأداء العسكري لم ينطلق على رؤية واقعية وايمانية، ولم تتعاطى مع هذا الخطر تعاطي حقيقي، وتتعامل معه كعدو خطير، وبمقارنة إمكانيات تلك الجيوش مع إمكانيات حزب الله نجد أن امكانيات حزب الله لا تساوي شيئا أمام تلك الامكانيات، ومع ذلك فقد صنع حزب الله مواقف عظيمة،وخالدة في مواجهة إسرائيل ولقنها هزائم نكراء.

 

الرؤية القرآنية لمواجهة الكيان الصهيوني

وأكد السيد القائد أن الرؤية القرآنية هي الرؤية التي يجب أن تتحرك الأمة وفقها في مواجهة إسرائيل، فالقرآن الكريم تحدث عن اليهود بشكل خاص، وبمساحة واسعة في الكثير من سور القرآن الكريم، ويمكن أن نسترشد من القرآن في حديثه عن اليهود، ونستفيد من ذلك في طريق المواجهة الحقيقية مع الكيان الصهيوني، وبرؤية حقيقية ومعرفة كاملة عن العدو الصهيوني من مختلف الجوانب خاصة، وقد كشف كل حقائق العدو الذي سوف نواجهه، وبيِّن كل نقاط ضعفه، وأصبحت معلومة للأمة الإسلامية كلها، ضربت عليهم الذلة فهم أذلاء وجبناء يولون الأدبار عند المواجهة، ولا يقاتلون وجها لوجه إلا من وراء جدر أو في قرى محصنة قلوبهم شتى لايمكن أن يتحركوا معتمدين على أنفسهم.

 

عواقب تفريط الأمة

كما أوضح السيد القائد أن الله قد سلطهم على المواجهة لهم، فحبل من الله يعني تسليط إلهي لهم على المسلمين، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إن ابتعد المسلمين عن ربهم ونبيهم ودينهم وكتابهم، وبابتعاد الأمة عن ربها، ونبيها، وكتابها، وأعلام هداها ضربت عليهم الذلة، وباختلافها تفرقت، فضربت عليها المسكنة، فأصبحوا يعتقدون اعتقادا قاطعا استحالة مواجهة العدو الصهيوني وهزيمته، ومعنى ذلك أن الأمة فرطت وقصرت تجاه دينها، وابتعدت كثيرا عن نهجها وكتابها، ونتج عن ذلك أن تفرقت واختلفت   فسلط الله عليها عدوا ضعيفا.

ونوه السيد القائد أن الأمة أصبحت في هذه الوضعية السيئة، ولولا تفريطها وتقصيرها تجاه دينها، وتفرقها، واختلافها في أسرار قوتها، وشدة بأسها لما كانت في هذه الوضعية أبدا، لأن هذه الوضعية ليست وضعيتها الحقيقية ما يعني أن تسليط الله لعدوها الذي هو من ضرب الله عليه الذلة والمسكنة هو عقابا على تفريطها وتقصيرها وتخاذلها، وهو ما أشار إليه الشهيد القائد رضوان الله عليه صراحة فكيف لإسرائيل أن تكون أقوى من الأمة، والأمة تمتلك كل عوامل القوة والتفوق عددا وعتادا واموالا وأسلحة، ما يعني أن تحرك تلك الجيوش لمواجهة إسرائيل لم يكن وفق رؤية حقيقية ومنهج قوي يضمن وحدة القيادة ووحدة الهدف، ما يعني أن التحرك يجب أن يكون وفق الرؤية اﻹيمانية والمنهج القرآني.

 

ركائز نجاح الأمة

وبيِّن السيد القائد إلى أن الركائز الاساسية لنجاح اﻷمة في مواجهة الكيان الصهيوني والقضاء على كل أخطاره هي الاعتصام بحبل الله، والثقة به، والتوكل عليه، والتمسك بالنهج القرآني، والتحرك من منطلق إيماني وتحت القيادة القرآنية، والاقتداء بأعلام الهدى، ومتى ما انطلقت الأمة على هذا النحو فلن يصمد هذا الكيان المجرم أمامها لأيام معدودة.

 

مسك الختام

ختاما فإن كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي، تمثل مشروعا قرآنيا عمليا جهاديا شاملا إذا استوعبته الأمة، وعملت به فسوف تحقق نتائج إيجابية في واقعها يرفع عنها الظلم، ويرتقي بها إلى موقع العزة والحرية والكرامة والاستقلال في الدنيا، ورضوان الله وجنته في الآخرة.

قد يعجبك ايضا