موقع «استراتيجك كالتشر فاونديشن»:«قائمة الأعداء».. مكيدة أمريكية للحفاظ على الأحادية القطبية!

 

أشار مقال نشره موقع «استراتيجك كالتشر فاونديشن» إلى أن عبارة «محور الشر»، «Axis of Evil» ترددت أولاً على لسان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في خطاب حالة الاتحاد لعام 2002، الذي وصف به حكومات ثلاث دول، حيث زعم أن تلك الدول «تدعم الإرهاب» و«تسعى لشراء أسلحة الدمار الشامل».

ورأى المقال أن عبارة «محور الشر» أثبتت «جاذبيتها» أمام المسؤولين الأمريكيين، حيث إن جون بولتون، بصفته وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي حينذاك، استخدمها بعد شهرين في خطاب بعنوان «ما وراء محور الشر» ليضمّنه، تحت المزاعم نفسها أو نحوها، ثلاثة بلدان أخرى. وفائدة «قائمة محور الشر» تكمن في أنها تمكّن المسؤولين الأمريكيين من تحديد معاييرها أثناء مسيرتهم، حتى يتسنى لهم دائماً إضافة المزيد من الدول.

ولفت المقال إلى أنه تمت إزالة العراق من القائمة في آذار 2003، بينما كان على ليبيا أن تنتظر الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لتكتشف مصيرها، لكن كوريا الديمقراطية وكوبا وسورية وإيران لما تزل على القائمة، ويبدو أن حيلة «قائمة الأعداء» تستمر في جذب صنّاع السياسة، لأنه سيكون من المستحيل الحفاظ على العبء المفروض على المجمع الصناعي – العسكري، من دون تعبير بسيط من شأنه أن ينقل للرأي العام أن هناك لاعبين «سيئين» يشكلون تهديداً على واشنطن، لولا «الجهود الرائعة» التي تبذلها «بوينغ، ولوكهيد، ونورثروب غرومان، وجنرال دايناميكس، ورايثيون» وهي شركات منتجة للأسلحة، في الدفاع عن «الحرية».

وكشف المقال أن إدارة الرئيس دونالد ترامب متفوقة على سابقاتها بصناعة الدسائس، وضعت في الآونة الأخيرة قائمتين للأعداء، الأولى صاغها جون بولتون، الذي أصبح الآن مستشاراً للأمن القومي، وتضمنت كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، والتي تم وصفها بـ«ترويكا الاستبداد»، مجموعة الاستبداد الثلاثية، وأضاف المقال: ربما اعتقد بولتون أن ماسماها زوراً وبهتاناً «الترويكا الاستبدادية» ضمنت له فوزاً سهلاً على بقية المسؤولين الأمريكيين، لكن في الواقع، فقد تفوّق عليه نائب الرئيس مايك بنس، الذي صنع خلال خطابه أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم، في واشنطن، في 16 من الشهر الجاري، قائمة أعداء جديدة وصفها بـ«مجموعة دول الذئاب المارقة» وتضمنت كوريا الديمقراطية وإيران وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

وأكد المقال أن كلاً من بنس وبولتون وبومبيو يواصلون الحديث عن الشيء نفسه، وهو استمرار وجود بعض الحكومات غير المذعنة لمطالب واشنطن، لذلك كان لا بُدّ لهم من وصف تلك الدول بكلمات مثل «مارقة» أو «مستبدة» أو «شريرة»، بينما هناك دول أخرى لديها أسوأ سجل في انتهاكات حقوق الإنسان، تشمل السعودية مثلاً، إضافة إلى «إسرائيل»، يتم تجاهلها بالكامل ما دامت تنصاع لأوامر واشنطن.

وقال المقال: إن «قوائم الأعداء» المفيدة للغاية لها، تدور حول المفاهيم التي تريد واشنطن للعالم أن يعتقد بها بهدف منع تداعي «النظام الدولي أحادي القطب» الذي أيدته لأكثر من نصف قرن.

 

قد يعجبك ايضا