قراءة تحليلية لمضامين كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات والمستجدات

في كلمة جامعة تزامنت مع حلول العام الهجري الجديد 1447هـ، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي  بخطابٍ تحليليٍ عميق تضمن تهنئة الأمة وتقييماً دقيقاً لواقع الأمة الإسلامية وسرداً مفصلاً لانتصارات الجمهورية الإسلامية في إيران داعياً الأمة إلى مراجعة وعيها الزمني وأولوياتها الإيمانية ومسؤولياتها الجهادية.

افتتح السيد القائد كلمته بالتهنئة للأمة الإسلامية بقدوم العام الهجري الجديد ثم بتهنئة خاصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بـالانتصار الكبير على العدو الإسرائيلي مؤكداً أن ما تحقق ليس نصراً لإيران فحسب بل انتصار لمصلحة الأمة الإسلامية بكلها  وهزيمة مدوّية لعدوٍّ اجتمع فيه المحور الغربي الصهيوني بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وأكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على إيران لم يكن مجرد رد فعل طائش بل عدوان تم التحضير له منذ أكثر من عام بسقف أهداف عالٍ بلغ حدّ السعي إلى إسقاط النظام الإسلامي نفسه. لكنه فشل فشلاً ذريعاً وتكسّر على صخرة القوة الإيرانية العسكرية والعقائدية حيث تهاوت أوهام “الاستسلام غير المشروط” التي عبر عنها صراحة الرئيس الأمريكي الكافر ترامب إلى وقفٍ غير مشروط .

أيضا استعرض السيد القائد مشاهد العدوان وفصول الهزيمة موضحاً أن إيران أفرغت موجات من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية على الكيان الإسرائيلي ما جعل الصهاينة يعيشون لحظات رعب غير مسبوقة في تاريخهم. لقد عاشوا أجواء غزة يقول مشيراً إلى حجم الخوف والاختباء والشلل الذي أصاب الجبهة الداخلية للكيان الإسرائيلي.

هذا التحول في ميزان الردع أعاد تثبيت إيران كرقم صعب في المعادلة الإقليمية وبالتالي إسقاط النظام الإسلامي في إيران أمر مستحيل وبعيد عن التنفيذ معتبراً أن سر الصمود الإيراني يكمن في الروحية الجهادية والبناء المستقل الذي أنتج إمكانات وقدرات هائلة أجهضت العدوان قبل أن يكمل أسبوعين.

وفي قراءة زمانية ومعنوية للحدث ربط السيد القائد هذه التطورات بقدوم العام الهجري الجديد داعياً إلى استحضار قيمة الزمن في العمل الصالح وضرورة أن تكون محطات الزمن محفزاً للمراجعة والتقييم الذاتي. وانتقد ما وصفه بـالواقع المؤسف للمسلمين الذين يضيعون أوقاتهم مشيراً إلى أن القرآن الكريم يعلي من شأن الوقت ويجعل العمر حجة على الإنسان لا له.

أن يمضي عام معناه أن عاماً من العمر قد انقضى.. السيد القائد محذراً من الغفلة والانشغال باللهو ومن تحويل مشاغل الدنيا إلى حجاب عن ذكر الله وعن المسؤوليات الإيمانية. وذكر أن الإنسان حين يواجه لحظة الرحيل سيتمنى لو يعود للحياة فقط ليتدارك ما فرّط فيه من عمره في الذنوب واللهو لكن لن تكون هناك فرصة إضافية.

وبالتالي في إطار حديثه انتقد السيد القائد واقع المسلمين الذين لا يعتمدون التاريخ الهجري رغم كونه يعبر عن هوية الأمة ويُفترض أن يكون إطاراً زمنياً جامعاً للذاكرة الإسلامية والعمل الجماعي.

وعلى خطٍ موازٍ انتقل السيد القائد للحديث عن غزة حيث أشاد ببطولة المجاهدين خصوصًا كتائب القسام في كمين خان يونس الذي وصفه بـ الكمين النوعي المركب مؤكداً أن ما جرى مثّل ضربة موجعة للعدو قتل خلالها وجرح أكثر من عشرين جندياً إسرائيلياً رغم محاولات التكتيم الإعلامي.

كما أشار إلى استمرار العمليات في مختلف محاور التوغل، وتأكيد المجاهدين على صمودهم رغم وحشية العدوان مؤكداً أن عمليات الرد من اليمن – يمن الإيمان والحكمة – مستمرة بزخم كبير حيث أُطلقت 309 صواريخ ومسيرات منذ الجولة الثانية في رمضان.

 

وتحدّث عن المصائد الأمريكية في مراكز الإغاثة بقطاع غزة مشيراً إلى أنها موجهة للإبادة لا للإنقاذ مؤكداً أن الهندسة الأمريكية للموت في غزة فظيعة ويجب أن تُدان عالمياً.

في هذا السياق نوّه السيد القائد بالدور اليمني المساند مذكّراً بأن الإغلاق الكامل للبحر الأحمر لا يزال قائماً وأن ميناء أم الرشراش ما زال معطلاً ما يمثل ضربة استراتيجية للمصالح الإسرائيلية.

وأكد أن التحركات الشعبية في اليمن مستمرة وقد بلغت خلال الأسبوع الماضي 1108 فعالية من مسيرات ووقفات في تأكيد واضح على التفاعل الشعبي مع القضايا الكبرى وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

وختم السيد القائد دعوته لشعبه اليمني العظيم   شعب الأنصار إلى الخروج المليوني في افتتاح العام الهجري الجديد، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات قائلاً إن النصرة للشعب الفلسطيني وللمقدسات الإسلامية هي من الوفاء لرسول الله.

واعتبر هذا الخروج بمثابة تجديد للعهد مع رسول الله، وتعزيز للثبات على نهج الجهاد ومباركة لنصر إيران مشيراً إلى أن المشروع اليمني مرتبط بالإسلام في تجسيد قيمه وحمل رايته والجهاد في سبيل الله داعياً إلى صلة الحاضر بالماضي المجيد.

خاتماً في مطلع عام هجري جديد. السيد القائد يعرض رؤية متكاملة تربط الزمان بالحدث والوعي بالمسؤولية ويضع معادلة جديدة في المنطقة: أن يكون المسلم مدركاً لقيمة وقته واعياً لهدف وجوده وثابتاً على درب المواجهة. ففي زمن تتحول فيه المناسبات إلى روتين يجب أن يتحول العام الهجري الجديد إلى منصة للصحوة ومحرّكاً للتغيير.

قد يعجبك ايضا