ماذا قدمت ثورة 21سبتمبر للعالم..؟!
ماذا قدمت الثورة للعالم..؟!
بقلم / بسام عبدالله النجار
22-9-2025م
مثلّت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر انطلاقةً حقيقً لتطهير الوطن من دّنسّ الارتهان للخارج وبتّر أذُرعه التي كانت تعيث فسادا في الداخل، وكانت بحق ثورة شعبية أكسبت اليمن واليمنيين كثيرا من الإنجازات العسكرية والأمنية، وكذا أعادت لأهل الإيمان والحكمة العزّة والتاريخ والارتباط بالله ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين،
كما أنها انتزعت سيادتها من فّك الطغيان الصهيوامريكي الإسرائيلي السعواماراتي البريطاني الذي كان متحكما بالقرار السياسي والسيادي، ومُستشريا في باقي القطاعات الاجتماعية بمفاصل الدولة كالسرطان الخبيث من تحت الطاولة. هذا على المستوى الداخلي،
لكن السؤال المهم هنا هو: ما هي الانجازات التي حققتها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر على المستوى الدولي..؟
من يتأمل قليلا في هذه الثورة الوليدة ويتتبع الإرهاصات التي رافقتها وتلتها منذ انطلاقتها؛ يجد أنها قدمت للعالم كثيرا من الانجازات والخدمات التي لا تُقدر بثمن، وذلك على المستوى الإقليمي والدولي..
أول تلك الانجازات تمثلت في فضح عملاء أمريكا وإسرائيل
-في الوطن العربي والإسلامي- الذين كانوا يخدمونها من خلف الستار, ويقدمون لها كل ما يضمن لها البقاء؛ بل وكانوا هم الجدار الحامي لذلك الكيان اللقيط على حساب الإسلام والمسلمين، واليوم بات الجميع يعرفهم ولم يعُد لهم وزن بعد أن شكلوا تحالفا شيطانيا على بلادنا غير أنهم هزموا من قِبَل صنعاء وتوقف عصفهم وهو يجر أذيال الخيبة والندامة..
كما أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تمكنت من كشف السياسيات الأمريكية الصهيونية الخبيثة وعرّت مؤامراتها المُستهدفة للقدس والعرب والإسلام والمسلمين، وفضحت سياستها الاسخباراتية التي لطالما استخدمتها في بلدان العالم لتدمير مؤسساتها واقتصادها وجعل شعوبها عبيدا مرتهنين لقرارها السياسي، لكي تتمكن أمريكا من نهب الثروات والتحكم بممرات العالم لصالحها وخدمة لكيان العدو الصهيواسرائيلي المجرم. ناهيك عن أن هذه الثورة استطاعت أن تسقط الصنم الأمريكي، وكسرت بُعبُع القوة الأمريكية التي أخضعت بها دول وشعوب العالم، وأكدت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أن قوة أمريكا وفرقاطاتها وطائراتها وأساطيلها وحاملات طائراتها ما هي إلا قوة وهوليودية دعائية أما في الواقع فهي مجرد قشة ضعيفة يمكن مواجهتها وهزيمتها– بفضل الله وعونه وتمكينه- .
إن الحرب التي خاضتها اليمن مع أمريكا في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي والمحيط الأبيض المتوسط كانت حربا كشفت الضعف الأمريكي على حقيقته، وهذا جعل العديد من الدول في الإقليم وعلى المستوى الدولي تعيد النظر في مسألة خشيتها من السلاح الأمريكي المتطور، وجعلها تتأكد بان مقارعة أمريكا ليس بالأمر الصعب.. لذا وجدنا بعض الدول تمكنت من فرض سيادتها في بلدانها وقول لا لأمريكا..
وهذا انسحب بالتالي على الهيمنة الأمريكية الأحادية على العالم؛ حيث سقطت نظرية القطب الواحد التي كانت تقضي بان أمريكا هي المُتحكمة الأولى في شؤون العالم؛ بل أن البعض كان يقول أن أمريكا هي سيدة العالم ..
سقطت هذه النظرية وسقط هذا الشعار إلى غير رجعة, وولدت شعارات جديدة واستعاد العالم توازنه من خلال ظهور العديد من الأقطاب التي تخوض في شؤون العالم.
ومن الانجازات التي حققتها ثورة الحادي والعشرين لأنظمة الشعوب والعالم هو انكشاف حقيقة المجتمع الدولي وسقوط القناع من عصبة الأمم أو ما عرف بمجلس الأمن والأمم المتحدة , حيث كشفت أن هذه الكيانات تعمل باسم الإنسانية لكنها في الحقيقة خادمة للكيان الصهيواسرائيلي الأمريكي اليهودي .. وهي مجرد أدوات استخباراتية لها وجزء من العدوان والطغيان المستشري في شعوب العالم..
هذه جزء من الإنجازات التي حققتها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر للعالم وما على الأمة العربية والإسلامية أولا ودول العالم ثانيا إلى التدقيق في هذه الإنجازات وسيعرفون أن سبب كل دمار وخراب وحروب في وجه البسيطة ما هو إلا جزء من الخبث الصهيوامريكي الغاشم وعدوانها الباغي على الشعوب الحرة الرافضة للاستعباد والهيمنة الأمريكية..
كما يجب أن يعلم العرب إن العدوان الصهيوامريكي على غزة هو جزء من العدوان على الإسلام والعرب ولن ينجو أحد منه لذا ويجب على الجميع الاصطفاف والتوحد بالسلام لا بالكلام أمام هذه الحرب الصليبية التلمودية المسمومة.
وليوقنوا أن الله قادر على نصر عباده المؤمنين الصادقين ومن أصدق من الله قيلا..