“إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”

تميم البرغوثي

لو لم تسمعوها من نبيكم الصادق الأمين عن ربكم الذي خلقكم، قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، أما كفاكم ما رأيتموه منذ سنتين لتعرفوا صدقها؟ فإن لم تنفرواً نفيراً للحرب، فأضعف الإيمان أن تنفروا نفوراً من الذل…إذا انكسرت هذه المقاومة في فلسطين فستنكسر في كل المشرق إلى غير رجعة، ثم ينكسر بعدها المسالمون واحداً تلو الآخر، وأولهم انكساراً أولهم مسالمة، عين هذا العدو على التهجير وعلى حال مصر الاقتصادي، ثم على تقسيم سوريا ونزع سلاح لبنان والتهجير من الضفة إلى الأردن ، فيقيم كيانات حليفة له في حوران وعلى الفرات السوري والعراقي والتركي، لا أتنبأ بالمستقبل بل أقرأ الحاضر…. والرهان على أن تكبح واشنطن جماح حليفها في تل أبيب باطل، لماذا تكبحه؟ خوفاً منكم؟!! وكيف، وأشجعُكم، ما عدا غزة واليمن، خاض نصف حرب؟ والبقية جبنوا وأحجموا كأنهم تماثيل ودماؤنا على أبوابهم! علامَ رهانكم؟ هل أصبحتم كلكم “خيرت الشاطر” يثق في وعد الأمريكيين له؟ على أن من وعده كان أوباما، فما بالكم بالوعد الآن؟ وانظروا أين انتهى وأين أخذ أصحابه معه… علامَ رهانكم، لا لحفظنا نحن، بل لحفظ مُلككم أنتم؟ هربتم من الموت إلى الذل، فكيف لا تهربون من موت سيأتيكم به هذا الذل تحديداً؟ …. والله العظيم لا أفهمكم، خرجتم عن حدود العقل البشري والعلم التاريخيّ والسياسي إلى حالة من صمت الحملان ستسجل كنوع من الأمراض النفسية في تواريخ الناس، فرجةٌ والله بين الأمم وأضحوكة بين الأباطرة والملوك والرؤساء: كاليغولا وإلاغابالوس (“إله الجبل” الإمبراطور الروماني العربي السوري الحِمصي) ونيرون والحاكم بأمر الله الفاطمي منصور بن نزار، وغيرهم من المخابيل ذوي الجلالة والفخامة بعدُ خير منكم، فقد كانوا يحكمون أقوى إمبراطوريات زمانهم فكان لهم رفاهية الخبَل، أما أنتم يا “ريشة في مهب الريح” فخَبَل وبلادكم في هذه الحال؟ خَبَل والسفينة تغرق! تظنون عدوكم سيشفق عليكم وقد أمكنتموه من رقابكم هكذا؟ أي أمل مغشوش هذا؟ تلومونني لأنني أدعو إلى الأمل، فإن أملي صادق لأنه أمل في طبيعة النفس البشرية السوية التي تنفر إلى الحرب لأنها تنفر من الذل، وأملكم أنتم أن يشفق عليكم العدو مكافأة لكم على استسلامكم، والله لا أعرف بأي وجه تقابلون نساءكم وهن يعرفن أنكم لا تقدرون على حمايتهن من هذا العدو …لا أقولها أنا، يقولها الله: إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً…. فكذبوه ما شئتم، والله أكبر

قد يعجبك ايضا