الشعب اليمني يطوي صفحة الطوفان بإسناد جماهيري هو الأكبر في1700 ساحة  

في يومٍ اكتسى اليمنيون فيه العزم والإيمان، توّج الشعب اليمني عامين من الاحتشاد والنفير والجهاد والإسناد للشعب الفلسطيني، بمسيراتٍ حاشدةٍ لم تستوعبها إلا قرابة 1700 ساحة، إذ تحوّلت ميادين العاصمة والمحافظات إلى بحرٍ من الأرواح الصامدة، تتلاطم أمواجه بالمجد والإباء، وتصدح حناجره بالوفاء لقضية الأمة الأولى فلسطين حتى النصر الإلهي الموعود.

حشودٌ مليونيةٌ تسابقت إلى ساحات الإسناد، لتطوي صفحةً من صفحات النُّصرة على خطى الأنصار، وتخطّ صفحةً جديدةً مليئةً باليقظة والحذر والجاهزية والاستعداد.

المدن والوديان والسهول والجبال، كلها رعدت بأصوات الحشود، لتؤكد أن اليمن اليوم قلبٌ نابضٌ بالثبات والإصرار، وتوصل رسالةً للعالم بأن الشعب اليمني، بقيادته وحضوره الميداني، لا يعرف الانكسار، وسيظل على الدوام مراقباً ومعاقباً، ولغزة مسانداً ومعاضداً.

رسائلٌ بالجملة وجهتها الحشود اليمانية، أكدت في ناتجها العام أن المدّ اليمني لن يتوقف عن نصرة فلسطين أرضاً وإنساناً حتى استعادة كامل الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها التحرير الشامل.

حشد غير مسبوق في عاصمة الكبرياء العربي:

ومن صنعاء التي باتت عاصمةً للكبرياء العربي، وتحديداً في ميدان السبعين، قلب العاصمة النابض، تقاطرت الحشود المليونية، لتشكّل لوحةً متحركةً من العزيمة والإيمان، تعكس عامين من النفير والتضحيات، امتداداً للروح الجهادية التي حملها الأجداد الأنصار.

الحشد المليوني الهائل وغير المسبوق لم يكن مجرد خروج جماهيري، بل هو رسالةٌ صاخبةٌ إلى العالم بأن اليمنيين لن يتركوا الأشقاء في غزة وحدهم أمام آلة العدوان الصهيونية والأمريكية.

وقد أوصلت مليونية العاصمة رسالةً للأعداء والوسطاء، والأشقاء في غزة، بأن اليمن لن يهدأ وسيعدّ العدة ويعزّز الجاهزية لضمان إيصال الحق الفلسطيني، وإجبار العدو على الإيفاء بالتزاماته.

وعلى تخوم العاصمة، وتحديداً في مديريات محافظة صنعاء الغربية، أكمل الأحرار نسج اللوحة بعشرات المسيرات و300 وقفة جماهيرية، اختصروا بها المسافات، وراكموا الرسائل وعزّزوا أصوات الهتافات، فتوحّدت الكلمة وتوسّع النفير.

النفير الأكبر قبالة البحر الأحمر.. رسالة الاستعداد لكل الظروف:

وفي محافظة الحديدة، رمز الإسناد اليمني، وعاصمة البحر الأحمر وحارسته من أطماع الغزاة والمحتلين والمجرمين، كان الطوفان الجماهيري غير مسبوق منذ بداية طوفان الأقصى، ما يؤكد أن الجماهير لن تعود إلى عرينها، بل سيكون الاندفاع سيد الموقف، لتأكيد الجاهزية لكل الاحتمالات.

أحرار تهامة الوفاء وسّعوا نطاق المسيرات من 268 إلى 317 ساحة، في قفزةٍ نوعية تجعل الرقم كفيلاً بإيصال الرسالة.

هذا الزخم الشعبي الكبير يؤكد أنه مع رصد كل تحركات العدو، ستأتي الجاهزية فوراً لمعاقبته على أي نكث أو عزوف أو تنصّل عما التزم به، ليكون اليمن هو الضامن الحقيقي لتنفيذ الاتفاق، لا الوسطاء المتواطئون.

حجة تواكب الأمواج:

وعلى ضفاف البحر الأحمر أيضاً، كانت محافظة حجة على الموعد بنفيرٍ جماهيري هو الأكبر، حيث احتضنت كافة مديرياتها وعزلها في الجبال والوديان والسهول 335 مسيرة، بزيادة 13 ساحة عن الأسبوع الفائت، في تأكيدٍ على أن نهاية هذه المرحلة من العدوان والحصار الصهيوني لا تعني نهاية الاندفاع، بل بداية انطلاقةٍ جديدة لإضفاء إسناد من نوع خاص، يتمثل في العمل لضمان إيصال الحقوق إلى أهلها.

المشاركة الكبيرة في حجة تؤكد أن اليمنيين يدركون أن دعم فلسطين ليس موقفاً طارئاً أو موسمياً، بل موقف عملي متواصل لا نهاية له سوى الانتصار للقضية الفلسطينية.

إب الخضراء تنبت 51 ساحة جديدة:

وإلى إب الخضراء، حيث ازدادت بهاءً وجمالاً بزيادة 51 مسيرةً جديدة عن الأسبوع الفائت، لتحتضن جبالها ووديانها وسهولها 346 ساحةً عَجَّت بالجماهير الثائرة، وكأن موسم الأمطار قد أنبت أحراراً إلى الأحرار.

هذا الزخم الكبير يبرز المحافظة كصرحٍ شعبي متفاعل، ويجعلها منبراً إضافياً للإدلاء بالمزيد والمزيد من الرسائل اليمانية الإيمانية، الرحيمة بفلسطين، والشديدة على محتليها وقاتلي أطفالها ونسائها.

هذه الحشود لم تكن مجرد تعبير رمزي، بل كانت ترجمةً حيّةً للوعي الشعبي بضرورة رفع مستوى الاندفاع والحضور في المراحل المقبلة، كما هي أيضاً انعكاسٌ لقوة الإرادة اليمنية وقدرتها على مواجهة كل التحديات القادمة.

عمران تعمر المزيد من ساحات الإسناد:

وعلى ذات الوعي، أضاف أحرار محافظة عمران 22 ساحةً جديدةً، ليكتمل الخروج في 155 مسيرةً حاشدةً عكست توسّع النفير الشعبي وارتفاع درجة الالتزام تجاه غزة.

الحشود في عمران عبّرت عن استنفارٍ كامل وجاهزية لمواصلة الموقف وتصعيده، مؤكّدين أن الوقوف مع فلسطين موقف مستمر لا يعرف التراجع.

هذا الزخم يبرهن على أن عمران لم تكتفِ بالمشاركة الشكلية، بل حولت موقفها الشعبي إلى طاقةٍ متواصلة من التعبئة المعنوية، والتأهب لأي مواجهات، تعزيزا لفكرة أن اليمنيين لن يتخذوا الهدنة سبيلاً للراحة بعد عامي الطوفان، بل سيجعلونها فرصةً للبناء والإعداد.

ريمة الشاهقة تحلّق بارتفاع أعداد الميادين:

وفي ريمة ازدادت سبع ساحاتٍ إضافيةً بعد أن استنفر أحرارها في 87 مسيرةً، لتكشف عن حيوية الزخم الشعبي وارتفاع درجة الحماس الجماهيري تجاه نصرة غزة وإنْ أوقف العدو عدوانه وحصاره.

الحشود عبرت عن التفاف المجتمع حول القضية الفلسطينية، وتجسّدت روح الإيمان والتحدي في كل زاويةٍ من الشوارع والميادين.

كما أن المشاركة الجماهيرية في ريمة ترجمت معنى الاندفاع والتحدي، مؤكّدة أن الوقوف مع فلسطين بات جزءاً من هوية اليمنيين.

صعدة تستنفر والضالع تواكب الاندفاع والجوف تنبت أحراراً:

وإلى أقصى الشمال، كانت صعدة الثورة على الموعد في يوم النفير الأكبر، ووسّعت خروج ثوّارها الأحرار إلى 43 ساحةً حاشدةً، بزيادةِ مسيرتين، وزخمٍ جماهيريٍ في كل الساحات.

توسّع الساحات يعكس اتساع النشاط الشعبي وتعميق روح التضامن والإسناد، فيما أن الزخم في هذه المحافظة يظهر إدراك أبناءها لأهمية استمرار التعبئة الشعبية، وتحويل موقفهم إلى طاقةٍ مستمرة تمدّ الأحرار بالعزيمة والإقدام.

أما على جنوب اليمن الحر، فقد واكب أحرار محافظة الضالع التوجه اليماني المندفع أكثر فأكثر، بمسيراتٍ كبيرةٍ وغير مسبوقة، خرجت في 18 ساحةً وهو أعلى رقم، تأكيداً على ارتفاع الجاهزية في كل ربوع اليمن الحر.

أما الجوف فقد أضافت ساحاتٍ جديدةً لتصبح 53 مسيرةً، وتعكس اتساعاً شاملاً لحاملي الموقف، فيما تؤكد أنها كما تنبّت الزرع لتحقيق الاكتفاء، فإنها ولّادةٌ بالأحرار على الدوام لتعزيز مسارات الإسناد والوفاء.

وإلى بقية المحافظات، فإن أرقام الساحات لا تزال ثابتةً، لكن الزخم الجماهيري كان كبيراً ويمهد لاستحداث المزيد والمزيد من ميادين الإسناد الجماهيري خلال المراحل المقبلة حال نكث العدو كعادته.

المحويت استنفرت في 95 ساحةً، وتعز المطلة على باب المندب في ذات العدد من الساحات، والبيضاء في أكثر من 30، وذمار 55 ولحج 4 مسيرات، ومأرب التاريخ 17، ليكون ثبات الأرقام دليلاً على ثبات الموقف مهما كانت الظروف، وتأكيداً على أن الوقوف مع فلسطين أصبح حالةً يمانيةً متواصلة، تعكس الإيمان الراسخ والوعي التاريخي لهذا الشعب منذ الأزل.

زئير الجماهير يختزل الرسائل:

رسائل الحشود اختزلتها حناجرهم التي صدحت بهتافاتٍ ملأت الفضاء حماسةً وعزماً، وترجمت عمق الولاء وغضب الحرية، وأكدت أن الوقوف مع غزة ليس شعاراً مؤقتاً بل موقفاً ثابتاً وواجباً إيمانياً لا نهاية له إلا بنهاية الكيان المؤقت.

وسبّحت الهتافات بالحمد والشكر لله، وصدحت الحناجر بالقول: “مع غزة من أجل الله.. عشنا عامين مع الله”، “حمداً لله الجبار.. غزة انتصرت يا أحرار”، “انتصَر الحق على الباطل.. والصهيوني فاشل فاشل”، “انتصَر الحق على الباطل.. والأمريكي فاشل فاشل”، “بالله ونعم الوكيل.. غزة هزمت إسرائيل”، “بالله تعالى سبحانه.. خاب نتنياهو ورهانه”، “انتصرت غزة يا عالم.. ما أعظم فرحة من ساهم”، “في غزة برز الإيمان.. فتهاوى حلف الشيطان”.

زئير اليمنيين أشار إلى أن شعب الأنصار سيظل يعزّز من جاهزيته لكل الخيارات والاحتمالات، وسيظل يرقب عن كثب مجريات الاتفاق: “سنظل نتابع ونراقب.. إن نكثوا قمنا بالواجب”، “أعيننا مفتوحة ترصد.. إن خرَق الصهيوني سنرد”، “سنظل نصنع ونطوّر.. وغداً للأقصى سنحرر”، “سنواصل بالله وحوله.. ونعد لأكثر من جولة”، “يا غزة معكم ما زلنا.. سنظل وإن عادوا عدنا”.

وزاد الحشد في زئيره: “حمداً لله الجبار.. عامان ثباتاً إصرار”، “بالله الملك القهار.. عامان ثباتاً إصرار”، “مع قائد شعب الأنصار.. عامان ثباتاً إصرار”، “لبيناه كما الإعصار.. عامان ثباتاً إصرار”، “نسند طوفان الأحرار.. عامان ثباتاً إصرار”، “بذلنا تضحية إيثار.. عامان ثباتاً إصرار”، “ومسيراتٌ باستمرار.. عامان ثباتاً إصرار”، “مع غزة خضنا الأخطار.. عامان ثباتاً إصرار”، “وخنقنا إسرائيل حصار.. عامان ثباتاً إصرار”، “وضربنا برا وبحار.. عامان ثباتاً إصرار”، “واجهنا كل الأشرار.. عامان ثباتاً إصرار”، “رغماً عن أنظمة العار.. عامان ثباتاً إصرار”، “لم نترك غزة تنهار.. عامان ثباتاً إصرار”، “حمداً لله الجبار.. عامان ثباتاً إصرار”.

وجدد أحرار الشعب اليمني العهد بمواصلة الإسناد: “يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين”، “يا غزة وإحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”.

البيان يرسم عنوان المرحلة:

وبعد أن طوى اليمانيون صفحةً من أنصع صفحات الأنصار، ودشنوا صفحةً جديدةً تبدأ من مراقبة مجريات الأحداث في غزة وفلسطين، مروراً بالإعداد ورفع الجاهزية على كل المستويات، وصولاً إلى عمل اللازم، كان البيان الختامي للمسيرات ينطق بلسانٍ يمنيٍّ مبين.

البيان عرَج على الماضي، واستحضر الحاضر، ونبّه إلى المستقبل، مجدّداً النصح والإنذار والتحذير والنفير.

وجاء في نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، الحمد لله معز المؤمنين ومُبين الظالمين ونِكال المستكبرين، الحمد لله الذي أفرغ الصبر وثبّت الأقدام وأنزل النصر وهدى إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.

قال الله سبحانه وتعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). صدق الله العظيم.

عامان من جرائم الإبادة والقتل والتدمير الإسرائيلي الأمريكي بحق إخواننا في غزة، يقابلهما عامان من الصمود الأسطوري والثبات الراسخ والصبر العظيم والتضحية غير المسبوقة.

وفي الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة، نحمد الله الذي وفقنا وهدانا بدينه الحق، وبكتابه العظيم، وبالقيادة القرآنية الصادقة التي أكرمنا بها إلى أعظم موقف، وتوّجَنا بشرفٍ وفخرٍ إسناد غزة لعامين كاملين، ونَجَّانا من عار الخذلان والهوان، وثبّتنا ونصرنا أمام أطغى طغاة الأرض الصهاينة والأمريكان، فلم نتراجع ولم ننكسر بفضل الله وكرمه ومنه، ولم نخذل غزة ولم نخضع لغير الله ربنا الملك العزيز الذي أعزنا بعزّته وأمدّنا بقوّته وربَطَ على قلوبنا وثبّتنا وسدّد ضرباتنا، وكان حقاً حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

وما زلنا على العهد والوعد، نخرج اليوم خروجاً مليونياً في مسيرات استثنائية جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، مباركةً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وتتويجاً لعامين من الاحتشاد الجهادي المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على ثباتنا على هذا الموقف الإيماني الراسخ حتى النصر المبين والفتح الموعود بإذن الله… مؤكّدين على الآتي:

أولاً: نبارك لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز عموماً وأبناء غزة ولأبطال المقاومة خصوصاً صمودهم العظيم وصبرهم منقطع النّظر وتضحياتهم التي فاقت التوقعات، وبرغم جسيم التضحيات إلا أن العدو في النهاية فشل في تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ اليوم الأول، فلم يستطع استعادة أسراره دون صفقة تبادل، ولم يُنهِ المقاومة، وفشل في مخطط التهجير، وبقي عاجزاً ومعه الدعم الذي لا مثيل له من الأمريكي ومعظم الأنظمة الغربية، وبقيت المقاومة الشجاعة المجاهدة ومعها الشعب الفلسطيني بثقتهم العظيمة بالله، وصبرهم وصمودهم وثباتهم على موقفهم؛ لم يتزعزعوا ولم يخضعوا ولم يتراجعوا وقدموا درساً للأمة وللعالم في انتصار الحق مع الوعي والصبر، وإن قل نصيره، وانكسار الظلم والطغيان وإن عظم نفيره.

ثانياً: بعد الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى على توفيقه لنا بهذا الموقف التاريخي، وغير المسبوق والاستثنائي على مستوى العالم كله، وترحّمنا على شهدائنا العظماء في هذه المعركة وفي كل مسيرة جهادنا، فإننا نتوجه بالمباركة لقائد مسيرتنا القرآنية العظيمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) الذي أنعم الله به علينا، ورفع الله قدرنا بمواقفه وثباته وشجاعته وحكمته، ونعاهده كما عاهد أجدادنا الأنصار جده رسول الله ونقول له: يا قائدنا لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله، كما نبارك أيضاً لكل الأوفياء الصادقين الذين ضحّوا مع غزة وبذلوا وثبّتوا وصبروا وفي مقدمتهم الإخوة في حزب الله في لبنان الذين ضحّوا أعظم التضحيات وكانوا الأوفياء في وعدهم لغزة وفلسطين والقدس، وكذا الجمهورية الإسلامية في إيران الثابتة على النهج، والداعمة والسند لغزة والمقاومة دون تراجع، وكذا للأخوة في المقاومة في العراق الذين كان لهم حضورهم في الإسناد، وفي المقابل وعلى النقيض لا ننسى من خان وتأمّر مع العدو من الأنظمة العربية والإسلامية والحركات والقوى والأحزاب الذين وقفوا ضد المقاومة أو ضد من يقف معها ويساندها، ونقول لهم: إن الخزي والعار والحسرة في الدنيا قليل عليكم، فانتظروا فوق ذلك الهزيمة والخسارة في الدنيا والحسرات والخزي والعار والعذاب الأليم في نار جهنم وبئس المصير، وللمتخاذلين والجبناء الذين اعتقدوا أن الموت والحياة بيد أمريكا وإسرائيل نقول لهم ما يحدث أمامكم هي شواهد وعِبرٌ لكم لتعرفوا بأن الله وحده هو على كل شيء قدير وأن الحياة بيده والموت بيده وأن النصر من عنده وهو صادق الوعد فثقوا به وتوكّلوا عليه.

ثالثاً وأخيراً: نؤكد على استعدادنا الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي أو أمريكي أو غيره، سواء استمرت هذه الجولة من الصراع أو في غيرها من الجولات، وكذا يقظتنا الدائمة لكل مخططات الأعداء تجاه بلدنا أو بلدان منطقتنا لإغراقنا من جديد في أي صراعات تصرفنا عن قضيتنا الأساسية والمركزية، واستعدادنا بعون الله وتوفيه لمواجهتها وإفشالها في كل المجالات، والتطوير الدائم لكل عوامل القوة الإيمانية والمادية بالتوكّل على الله والاعتماد عليه، كما نؤكد أيضاً من جديد للإخوة الأعزاء في فلسطين على تَمَسُّكِنا المستمر بالقضية الفلسطينية، ووقوفنا الدائم والصادق والجاد معهم، ونقول لهم من جديد ما قاله قائدنا سابقاً: لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم؛ الله معكم، ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان المغتصب المؤقت الظالم الإجرامي بإذن الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجّل بالفرج والنصر للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ومجاهديه الأعزاء، وأن ينصرنا بنصره، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفرج عن الأسرى، إنه سميع مجيب الدعاء.

صادر عن مسيرة طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر

بتاريخ۱۸ربيع الآخر١٤٤۷هـ الموافق ١٠ / أكتوبر / ٢٠٢٥م

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

موقع المسيرة نت

قد يعجبك ايضا