اقتدار في الدفاعات الجوية..مفاجات اليمن كثيرة في العيد الثامن لثورة21سبتمبر.. القوات المسلحة تكشف عن منظومات دفاعية متطورة تكرس السيادة الجوية

أربع منظومات رصد وتعقب حديثة ومنظومات صواريخ دفاعية رادعة للأعداء تضاف لمنظومات كشفت سابقا

أمريكا كانت تدرك أن سلاح الجو اليمني سيعيقها عن مخطط السيطرة فدمرته

ضربات العدوان الأولى استهدفت الدفاعات الجوية واستمرت لثلاثة أيام فتصور أنه حقق أول أهدافه المعلنة

بعد إعلان السيد القائد عام تطوير القدرات العسكرية تبوأ اليمن مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري

حصيلة اعتراض وإسقاط طائرات العدو جعلته يعيد حساباته ويتخذ إجراءات حماية

في الـ30 من نوفمبر 2019 أعلن المتحدث الرسمي القوات المسلحة العميد يحيى سريع بأن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت بفضل الله من إسقاط طائرة استطلاع مقاتلة نوع (Wing Loong) صينية الصنع في مديرية حيران بمحافظة حجة وذلك أثناء قيامها بأعمال عدائية، حيث تم استهدافها بصاروخ أرض جو سيتم الكشف عنه لاحقا.
يومها أكد العميد يحيى سريع بعبارته الشهيرة «أن سماء اليمن لم تعد مستباحة بعد اليوم» وأن على الأعداء أن يحسبوا ألف حساب عند دخولهم الأجواء اليمنية.
جاء ذلك عقب سلسلة من عمليات الاصطياد لطائرات العدوان.
وعلى ذلك سارت القوات المسلحة لتغيير واقعها على طريق امتلاك أسلحة الردع والدفاع، فكان اللافت في تجربة التسليح الصاروخي لها حسب محللين أنها على عكس تجارب أخرى مماثلة في منطقة الشرق الأوسط، قد شملت قطاع الدفاع الجوي والقطاع البحري أيضاً، وهذا النمط فرضته استمرارية المعارك في الميدان اليمني وشموليّتها.
ففي عام 2017 عملت القوات المسلحة من خلال التصنيع الحربي على تعديل ما تبقى من صواريخ منظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى «سام 6» السوفياتية الصنع، ليتم إطلاقها من على منصات ثابتة ومدولبة، عوضاً عن منصاتها المجنزرة الذاتية الحركة، وسُمّيت هذه المنظومة «فاطر 1»ن ويبلغ مداها الأقصى 24 كيلومتراً، وتستطيع استهداف الطائرات المعادية على ارتفاعات تصل إلى 14 كيلومتراً، وتبلغ زنة الرأس الحربي لصواريخ هذه المنظومة 60 كيلوغراماً.
كما عملت على تعديل صواريخ الاشتباك الجوي الخاصة بالطائرات المقاتلة، وتحويلها لتكون صواريخ أرض-جو بدلاً من أدوارها الأساسية كصواريخ جو – جو.
هذا التوجه أسفر عن تطوير منظومة «ثاقب 1»، وهي تطوير محلي لصواريخ جو- جو الروسية «أر 73»، ويبلغ مدى هذا الصاروخ المعدل 9 كيلومترات، بارتفاع يصل إلى خمسة كيلومترات، وهو مزوّد برأس حربي تبلغ زنته 7 كيلوغرامات، وقد دخلت الخدمة في أيلول/ سبتمبر 2017.
أُضيفت بعد ذلك إلى هذه المنظومة منظومتان إضافيتان تحت اسم «ثاقب 2» و»ثاقب 3»؛ الأولى تم الإعلان عنها في كانون الثاني/ يناير 2018، وهي تطوير محلي لصواريخ الاشتباك الجوي الروسية «أر 27 تي»، يبلغ مدى الصاروخ بعد التعديل 15 كيلومتراً، على ارتفاعات تصل إلى ثمانية كيلومترات، وهو مزوّد برأس حربي كبير نسبياً، تصل زنته إلى 40 كيلوغراماً.
المنظومة الثانية، ظهرت للمرة الأولى عام 2016، وتعدّ تطويراً لصاروخ القتال الجوي الروسي المتوسط المدى «أر 77»، وتبلغ زنة رأسه الحربي 22 كيلوغراماً، ومداه بعد تعديله نحو 20 كيلومتراً.
21 سبتمبر يكشف عن دفاعات جوية أقوى
ويوم الـ ٢١ من سبتمبر الجاري، كشفت القوات المسلحة اليمنية ضمن جُملة مفاجآتها من الأسلحة الحديثة والمطورة عن آخر منتجاتها في منظومات ومنظومات دفاع جوي متطورة صنعتها هيئة الصناعات الحربية اليمنية في ظل ظروف العدوان والحصار وهي منظومات يمكنها تحييد الطائرات المعادية عن الأجواء، فأزاحت الستار عن:
* صاروخ صقر1
وهي منظومة دفاع جوي متطورة، خضعت لعمليات تجريبية ناجحة، وتخضع للتطوير المستمر.
والمواصفات الفنية والعملياتية لصاروخ صقر: الطول 2.7 متر، الوزن الكلي 58 كجم، قطر الصاروخ 150 ملي متر، وزن القسم القتالي للصاروخ 10 كجم، المدى التدميري للصاروخ 30 متراً، اقصى سرعة يصل اليها الصاروخ 200 متر في الثانية، اقصى مدى يصل الية الصاروخ 100 كم، واقصى ارتفاع للتحليق 28000 قدم من سطح البحر.
* صاروخ معراج
وهو صاروخ مطور من صاروخ بدر 1-P.. مميزاته: صاروخ باليستي ارض – جو، يعمل بالوقود الصلب، يعمل بنظامين حراري وراداري، يتميز بدقته العالية باصابة الاهداف الجوية، يمتاز بقدرته العالية على المناورة ولا يتاثر بالتشويش الحراري والراداري.
* منظومات صواريخ ثاقب 1 وثاقب2
وهي منظومة صواريخ دفاعية دخلت الخدمة سابقا واستخدمت في إسقاط كثير من الطائرات، صناعة محلية يمنية.
* منظومات صواريخ فاطر1 وفاطر 2
منظومات دفاع جوي متطورة استخدمت منذ أعوام في التصدي لطائرات الأعداء.
وقد أزيح الكشف عنها سابقا وتم استعراضها في العرض العسكري.
وعلى ذات السياق كشفت عن ثلاث منظومات دفاعية رادارية جديدة:
* منظومة صادق: وهي منظومة كشْف وتعقب، تستطيع كشف الهدف وتعقبه من مسافة 40 كم.
* منظومة حيدر: وهي أيضا منظومة كشف وتعقب تستطيع كشف الهدف وتعقبه من مسافة 50 كم.
* منظومة رادار بي 19: وهي منظومة رادارية روسية الصنع تستطيع كشف الأهداف من مسافة أكثر من 200 كم.
مع ما صار إليه الدفاع الجوي من أهلية، أصبح من الطبيعي أن يعمل العدو حساب عند دخوله الأجواء اليمنية، والتحذير من هذا النوع لا يأتي اعتباطا وإنما من واقع حصيلة مواجهة مع زائرات العدو الليلية التجسسية والاستطلاعية.
حصيلة، أكد مراقبون أنها ستلعب دورا قويا وحاسما في معركة الدفاع عن سماء الوطن.
تأتي هذه النتاجات بعد أربعة أشهر تقريبا من تأكيد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على الاستمرار في تطوير القدرات الدفاعية ومنها الجوية، وقال خلال لقائه بوجاهات ومشايخ محافظة تعز في 8 يونيو الماضي: «العمل مستمر في تطوير قدراتنا في الدفاع الجوي ولوحظ في السنوات الأخيرة إسقاط الكثير من طائرات العدو بأنواعها المختلفة، وعلينا أن نسعى بكل جد لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقوية الإنتاج الداخلي بالجودة المطلوبة بكلفة تتيح أن يكون في متناول الجميع».
يقول الخبير العسكري الاستراتيجي العميد عزيز راشد أن «اليمن قبل 2015 لم تكن لديه دفاعات جوية متطورة، وجميعها كانت دفاعات جوية تقليدية قديمة، منها سام2 وسام6، وسام7، وغيرها من الأسلحة».
وأضاف في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية بداي ديسمبر 2019: «وقد دمرت قبل بدء العدوان، فتم تدمير 3000 صاروخ إستريلا (SA-7) و1500 صاروخ سام 2 في باب المندب بإشراف نائب وزير الدفاع الأمريكي، تحت مسمى هيكلة الجيش اليمني، وبمشاركة الخبراء الأردنيين في حينها والأمن القومي اليمني».
سماء اليمن
خلال سنوات العدوان استباحت طائرات التحالف على اختلافها سماء اليمن، إلا أن الدفاع الجوي بمنظوماته الدفاعية الجوية البسيطة اخذ تباعا في عملية تطويرها وتحديثها، نجح في ردع المئات منها في فارقة لم يتصورها أحد لهذا القطاع الدفاعي القادم من بين أنقاض المؤامرة الأمريكية عليه في فترة سابقة، سنوات من العدوان للأجواء اليمنية وردع ما يزيد عن 280 طائرة عسكرية متنوعة حشدها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من دوله السبع عشرة، وتحقيق إنجازات فارقة فنجح بأن يكون رقما حاضرا وصعبا في معركة الجو، أجبر تحالف العدوان على اتخاذ إجراءات احترازية عدة، بينها التحليق على علو شاهق جدا.
في 21 آذار/مارس 2022، اعلن العميد يحيى سريع ضمن حصاد القوات المسلحة لسبع سنوات مضت، أن إجمالي عمليات الدفاع الجوي المنفذة خلال سنوات الصمود بلغ 4221 عملية، تنوعت ما بين التصدي والإجبار على المغادرة، وكذلك الاعتراض والإسقاط، كا نجحت وحدات الدفاع الجوي من تنفيذ 1971 عملية أسقاط وإصابة و2250 عملية تصدي واعتراض.
وأوضح في إيجازه الصحافي أن عمليات الدفاع الجوي تضمنت 158 عملية إسقاط طائرات استطلاعية مقاتلة منها 13 طائرة حربية و10 أباتشي وإسقاط وسقوط 6 طائرات مروحية نقل منها بلاك هوك، إلى جانب إسقاط 34 طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي، وإسقاط 95 طائرة استطلاع تجسسي، حسب ما ورد في الإيجاز الصحافي.
ذهب مراقبون مع الظهور المتكرر لمتحدث القوات المسلحة معلنا عن إسقاط طائرات جديدة إلى ان إنجازات الدفاعات الجوية اليمنية تثبت تغيير معادلة الجو وموازين القوى في هذا المجال «وتبشر بمستجدات وإنجازات قادمة بفضل الله كفيلة بإجبار التحالف على رفع الراية البيضاء والذهاب لاستجداء الأمريكي للقبول بالحل السياسي والخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، بعد أن أدركوا بعد سبع سنوات من العدوان والحصار استحالة الحسم العسكري.»
شملت عمليات الإسقاط أو الاعتراض لطائرات العدو عمليات نوعية كان لها أثرها الواضح في دفعه لتغيير طريقة تفكيره عند وضع خطة للهجوم أو حتى التحليق في سماء البلاد.
ويُذكر في السياق، إسقاط طائرة حربية من طراز تورنيدو بريطانية الصنع في 7 يناير 2018، وهذا النوع من الطائرات يتولى العمليات القتالية طويلة المدى ومتعددة المهام، وقد تم إسقاطها اثناء تحليقها ومشاركتها في العمليات القتالية لتحالف العدوان في مديرية كتاف محافظة صعدة.
فيما كانت حصيلة العام 2017 عدة عمليات نوعية شملت إسقاط طائرتين إف 16 وطائرة إف 15 وطائرة تايفون وطائرتين أباتشي وطائرة بلاك هوك وطائرة هيلوكوبتر.
وفي الثاني من أغسطس 2020 في منطقة حرض على الحدود السعودية، تم اسقاط طائرة من نوع RQ-20 الأمريكية، وهي طائرة بدون طيار تدار بواسطة بطارية صغيرة، يتم إطلاقها باليد وهي من إنتاج شركة AeroVironment ومقرها في كاليفورنيا. المهمة الرئيسية لهذه الطائرة هي المراقبة، وجمع المعلومات الاستخباراتية باستخدام كاميرا كهرو-ضوئية وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وتعمل هذه الطائرة -الموجهة عن بعد- مصاحبة لقوات المشاة وتوفر لهم تغطية كاملة في نطاق العمليات.
كما تصدت الدفاعات الجوية لطائرة من نوع (إف15) اخرى، وهو ما كشف عنه العميد سريع في 9 ديسمبر 2021، حيث أكد أن الدفاعات الجوية تمكنت من «تنفيذ عملية اعتراض وتصدي لطائرة حربية F15 تابعة لسلاح الجو السعودي أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة الجوبة بمحافظة مأرب وأجبرتها على مغادرة الأجواء.»
كما أكد أن عملية التصدي تمت بصاروخ أرض جو نوع فاطر1 محلي الصنع وتم ثوثيق العملية بعدسة الإعلام الحربي.
تجنيد خلايا
مع بدء اصطياد الطائرات المعادية، حدد العدو خياراته، إما التوقف عن ارسالها للاستطلاع وجمع المعلومات، وهذا أمر صعب بالنسبة له.. أو الحفاظ على مستوى طيران عال، وهذا لم يكن يحقق له النتائج الواضحة، أو المجازفة، أو يقوم بتفعيل أدواته لجمع المعلومات، والخيار الاخير اخذ حيزا من القبول لديه، لكنه استند إلى جهل بفاعلية باقي القطاعات والوحدات الدفاعية والأمنية، وبالفعل قام بتشكيل خلية تجسسية ووضع له خطته، وفي فبراير من العام الماضي كشف جهاز الأمن والمخابرات معلومات عن خلية تجسسية موقوفة، وذكر الجهاز أنه تم تجنيد أفراد الخلية على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية ثم تم تحويلهم للعمل مع ضباط الاستخبارات البريطانية ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني.
الخلية حسب ما كشف عنها جهاز الأمن والمخابرات تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الاستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين.
وأشار إلى أن المخابرات الأمريكية والبريطانية ركزت على البحث عن الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة، والقوات العسكرية عامة التابعة للجيش واللجان ومحاولة تدميرها.
مع عجز العدو في الحد من الظهور الواضح للدفاع الجوي وتحييده، لجأ إلى طريقة غريبة، اعتقادا من أنه يمكن أن يمنع من خلالها القدرات اليمنية من استفادة من الطائرات التي يتم اسقاطها، وإن لم يستمر فيها كثيراً لكونها جلبت له الكثير من السخرية والتعبير عن الاعتراف الضمني بأنه يواجه نِدا من الطبيعي التعامل معه بعقلانية، ففي 13 نوفمبر من العام الماضي، شن العدوان 3 غارات على حطام طائرة “سكان إيغل” التي كانت الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية اسقطتها في نفس اليوم في مديرية الجوبة، محافظة مارب، أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة الجوبة، حسب العميد سريع.
ومن العمليات النوعية إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة صينية الصنع نوع (CH4) تابعة لسلاح الجو السعوديّ” وهي من الطائرات الحديثة وتعتبر نسخة من الطائرة الأمريكية المتطورة MQ9، والتي تم إسقاطها ايضا عدة مرات..
ومعلوم أن المقاتلة التجسسية الصينية (CH4) تمتلك قدرات عالية في التحليق والمدى الذي يصل إلى 5 آلاف كيلومتر، وإطلاق الصواريخ من مسافات عالية للغاية، إلا أن الدفاعات الجوية تمكّنت من اصطيادها عدة مرات طيلة سنوات العدوان والحصار، وهي من الطائرات التي تستخدمها قوى العدوان بكثافة، نظراً لإمْكَانياتها الكبيرة مقارنة بالطائرات “الدرونز” متعددة الطرازات التي تستخدمها دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، لتثبت الدفاعات الجوية اليمنية بذلك فشل الخيارات العدائية التجسسية لدول العدوان.
ويذكر أنه في بداية هذا العام، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي في تصريحات لوكالة رويترز: إن “الولايات المتحدة تعاني من محدودية قدرات الاستطلاع (آي. إس. آر) فوق اليمن”، وهي تصريحات توحي بفشل الأعمال التجسسية العدائية فوق اليمن جراء التطور الدفاعي.
الهدف الأول للعدوان
وجّه العدوان أولى ضرباته لما تبقى من الدفاعات الجوية، رغم علمه بأن تواضعها لا يمكنها من تشكيل الخطر ولذلك تمكن العدوان من تحقيق أهدافه التدميرية وقتل الأبرياء وشلّ حياتهم.
إمعان العدوان باستهدف سلاح الجو جاء ترجمة لأهم أهدافه المعلنة وهي «تحييد القواعد الجوية والطائرات ومراكز العمليات والقيادة والسيطرة والاتصالات، والصواريخ البالستية». وقد أكدها سفير السعودية بواشنطن ذلك بنفسه بقوله: «العملية العسكرية تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ باليستية».
استمر استهداف سلاح الجو اليمني من قبل العدوان وبكثافة طوال الثلاثة الأيام الأولى من العدوان ضمن خطة استهداف كل الدفاعات التابعة للجيش، فقصف الدفاعات الجوية وبطاريات «صواريخ سام» في قاعدة الديلمي الجوية، ولواء الدفاع الجوي في معسكر السبعين واللواء 140 دفاع جوي في ضلاع شملان واللواء 160 دفاع جوي في معسكر الصمع بمديرية أرحب، ومقر كلية الطيران والدفاع الجوي، وألوية الصواريخ في فج عطان، جنوب غرب العاصمة صنعاء، كما استهدف ودمر مدرج مطار الحديدة الدولي وقاعدة الحديدة الجوية (اللواءين 67 و68 طيران واللواءين 65 و130 دفاع جوي واللواء 22 رادار)، ومواقع للدفاع الجوي بميناء الصليف.
وفي تعز أيضا دمرت غارات تحالف العدوان قاعدة طارق الجوية بما فيها من معدات عسكرية وأسلحة وطائرات واللواء 170 دفاع جوي، وكذا منصة صواريخ الدفاع الساحلي في مدينة المخا المطلة على باب المندب غربي محافظة تعز. واستهدفت مطار صعدة ومحطة الكهرباء والغاز والمواقع والمرافق الأمنية والعسكرية، وقاعدة اللواء 180 دفاع جوي في محافظة مأرب ودمرت محطة رادار في صافر، ومقر قاعدة العند الجوية في لحج واللواءين 39 و90 طيران واللواءين 201 و210 مشاة ميكا. وأعلن التحالف الأجواء اليمنية منطقة محظورة.
المؤامرة الأمريكية
اليوم، يحفز ما كشف عنه الاستعراض العسكري الأضخم للقوات المسلحة صباح ٢١ سبتمبر الجاري، لكثير من الثقة والاقتدار، كما يبعث على التفاؤل بنجاحات مستقبلية اكبر، على أنه أيضا يعيد إلى الذاكرة مشاهد تلك المؤامرة التي خططت لها ونفذتها امريكا بتدمير الدفاعات الجوية في خطوة تأتي في سياق تجريد الجيش اليمني من قدراته الدفاعية وتحويل البلاد إلى جغرافيا مستباحة لأمريكا واعوانها في المنطقة.
في فبراير من العام 2020، صرح مصدر أمني مسؤول أن مسؤولين أمريكيين حاولوا الضغط على نظام علي صالح لعدة سنوات من أجل تدمير صواريخ الدفاع الجوي بذريعة خوفهم من حصول تنظيم القاعدة عليها واستخدامها في الهجوم على المطارات المدنية.
وأوضح المصدر أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من: رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الإرتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني بالمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
المصدر الأمني أشار إلى أن الوفد الأمريكي بدأ بجمع الصواريخ وتعطليها منذ أغسطس 2004م، واتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وفق عملية الكشف تلك، تبين أن عملية التفجير شملت:
الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية والتي تم تفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28 /2 /2005م بعدد «1078» صاروخ سام 7 ستريلا و63 صاروخ سام 14 و20 صاروخ سام 16 بإجمالي «1161» صاروخ تم تدميرها فيما بلغ عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 13 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 52 بطارية وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27 /7 /2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد 102 صاروخ دفاع جوي معظمها صواريخ سام 7 ستريلا وسام 14 وصاروخين سام 16 تم تدميرها، فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 40 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 51 بطارية.
وبلغ إجمالي عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها إلى 1263 صاروخاً و53 قبضة و103 بطاريات، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال.
وأكد المصدر الأمني، أن هذه الحقائق تكشف جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني.
تشير الوثائق التي تم الكشف عنها إلى انه في سبتمبر 2004، وصل إلى صنعاء مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية الأمريكي لينكولن بلومفيلد والتقى مع علي عبدالله صالح، وفي اللقاء وافق صالح على الطلب الأمريكي بتدمير وتفكيك صواريخ الدفاع الجوي، وتعهد بعدم شراء منظومات جديدة، وتعهد بعدم شراء أسلحة إلا بموافقة وإشراف أمريكي.
تبين معطيات تلك المرحلة أن طلب امريكا من صالح هذا الاجراء، كان مبنيا عن إدراك بأن هذه الأسلحة يمكن أن تشكل يوما ما خطرا على أمريكا الحريصة على أن يكون لها حضور مسيطر في اليمن.
فأمريكا التي حققت مكاسب في اليمن بعد حادثة المدمرة الأمريكيةUSS Cole، التي وقعت في 12 أكتوبر العام 2000 م، كما نجحت في الضغط على الدول ومنها اليمن تحت شعار (من لم يكن معنا فهو ضدنا) عقب حادثتي تفجير برجي التجارة في نييورك، رأت أمريكا أن الأسلحة الدفاعية التي تملكها القوات المسلحة اليمنية ومنها الدفاعات الجوية «روسية الصنع» تعيق تحليق الطائرات وتنفيذها لعمليات عسكرية في اليمن، وكانت خطوة أولى في السيطرة العسكرية على اليمن، وضعت ألإدارة الأمريكية خطة لتفكيك الدفاعات الجوية وتدميرها وبدأت مسارا شاملا لتدمير الجيش اليمني وشل قدراته، العقيدة القتالية للجيش اليمني أيضا كانت تمثل مشكلة أيضا، فبدأت أمريكا خطة المنهجة وصياغة العقيدة من جديد ووفق رؤيتها ولما يخدم مخططاتها.
ووفقا للوثائق فانه على الرغم من حصول الأمريكيين على إذن مطلق من الرئيس علي عبدالله صالح بالتحكم في الأجواء اليمنية وتنفيذ ضربات عسكرية متى شاءت، إلا أن حادثتي مطار عدن في العام 2000 وتصدي القوات المسلحة حينها للمروحيات الأمريكية ومنعها من الهبوط والتحليق، جعل أمريكا لا تطلب فتح الأجواء ومنحها الإذن المطلق بتنفيذ العمليات العسكرية فحسب، بل وتطالب بتفكيك الدفاعات الجوية وتدميرها، وتغيير عقيدة الجيش وإضعاف وتفكيك القوات البحرية والجوية وتحديد ما هو متاح لليمن من الأسلحة وما هو ممنوع امتلاكه، وصولاً إلى تدمير وتفكيك القوات الجوية والبحرية بشكل كامل، وبدء سحب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من المواطنين.
في العام 2011 نشرها موقع ويكليكس وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية، تكشف تفاصيل «مسار عقد صفقة أمريكية مع صالح لتدمير منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات التي يمتلكها الجيش اليمني، وبحسب ما تضمنته الوثيقة، فإن أهم ما بحث صالح مع المسؤول الأمريكي تركز حول قيام اليمن بإتلاف الصواريخ المحمولة ضد الطائرات مقابل حصول اليمن على تعويض مادي من الولايات المتحدة. وركزت الوثيقة على إلحاح صالح في الحصول على أموال باهظة».
تشير الوثيقة إلى أن بلومفيد، «اعتبر مبادرة التدمير اقتراحاً نوعياً للغاية لتدمير المنظومات الدفاعية، بمقابل أن تقوم أمريكا بعمل التدريب التقني والدعم لضمان جمع ونقل تلك المنظومات وللتخلص منها وتدميرها بشكل آمن، وشدد بلومفيلد أنه تم منح 90 يوما مهلة لشراء وتدمير المخزون من الصواريخ، وتكشف الوثيقة أن صالح اعترف لبلومفيلد أن بحوزة اليمن 1435 من منظومات الدفاع الجوي، وأوضحت أن صالح أكد أن هذه الأنظمة سيتم تدميرها وفقا للمبادرة المقترحة قبيل مغادرته إلى لندن في زيارة رسمية في 25 سبتمبر، مضيفا أنه وبحسب تقديراته فإنه لا يزال هناك ما بين 150-200 نظام آخر في أيدي القطاع الخاص ستقوم الحكومة بسحبها».
مصدر أمني أمريكي كشف في ذلك الوقت بأن صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية التي جرى تدميرها في منطقة الجدعان ووادي حلحلان في مارب، على دفعات بإشراف أمريكي تنوعت بين « صواريخ سام 7 ستريلا، وصواريخ سام 14، وصواريخ سام 16، وكان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال». مُؤكدا وفق مصادر متداولة أن «الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال».
السيد القائد: المخطط التآمري شامل
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كان لخص مثل هذا التآمر ضمن خطابه بمناسبة ذكرى «جمعة رجب» عام 1441هـ: «حتى على مستوى القدرات العسكرية، حرص الأمريكي على أن يسلب من بلدنا القدرات العسكرية التي تمثِّل سلاحاً لمواجهة أي عدوان خارجي».
وحينها وتعليقا على كشف وثائق التآمر على دفاعات اليمن الجوية، قال السيد القائد: «نحن وإياكم كجمهور شاهدنا بالأمس ما عرضته القنوات الوطنية والمحلية من مشاهد مخزية للنظام السابق، بعد أن يرسل الأمريكي موظفة أمريكية تأتي إلى اليمن ومعها أعوانها، ويكون دور هذه الموظفة الأمريكية، أن تتجاوز وتتحدى وتدوس على استقلال هذا البلد، تصل ليسلم إليها سلاح الدفاع الجوي في هذا البلد، ولتشرف هي شخصياً على تدميره، ويحضر ما يسمى- آنذاك- بالأمن القومي».
وأضاف قائلا: «أرادوا لهذا البلد في الوقت الذي كان فيه نظامه يواليهم، وسلطته تواليهم. أن يكون مسلوب القدرة في مواجهة أي خطر خارجي، ألاَّ يستطيع أن يدافع عن نفسه، فيقدم تلك الأسلحة، وتأتي تلك المرأة الأمريكية لتشرف وتباشر عملية تدمير ذلك السلاح على أرض اليمن، أين هي الوطنية؟!».
وأردف: «إذا لم يمتلك الإنسان هويةً إيمانية يمكن أن يفرط حتى بوطنيته؛ لأنه لم يعد ذو قيم، ذو أخلاق، ذو مشاعر حرة بما تعنيه الكلمة».
واكد أن المخطط التآمري شامل، وقال: «هذا على المستوى العسكري، لكنهم لم يكونوا يتحركون على المستوى العسكري فحسب، كان هذا مساراً واحداً من مسارات متعددة، في كل مجال كانوا يتحركون على هذا النحو: سياسات تسلبنا القدرة، عوامل الثبات، التماسك، تصل بنا إلى الانهيار، الهدف الرئيسي الذي كانوا يعملون على تحقيقه بمساعدةٍ من عملائهم الذين كانوا في موقع السلطة، وفي موقع القرار، وفي موقع المسؤولية الأول لحماية هذا الشعب وهذا البلد».
وبالإضافة الى مؤامرة هيكلة الجيش، كشفت تلك التوجهات الامريكية عن حالة من التهيئة للعدوان على البلد لغرض السيطرة عليه وتمرير المخطط الأمريكي القاضي بالاستفادة من ثروات اليمن وموقعها الجغرافي.
اعتقدت أمريكا انه بتدميرها الدفاعات الجوية اليمنية قد تمكنت من اضعاف اليمنيين، غير ان ذلك مثّل فرصة للقيادة ومحفزا لبناء الجيش بمختلف الوحدات الدفاعية.
في 25 مارس 2019 ضمن خطابه بمناسبة إنهاء عام الصمود الرابع بوجه العدوان، أن «العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية. الرؤية الوطنية ستبنى على أساس هوية شعبنا الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية». مضيفا: «سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجاً للقدرات العسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري. نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات».
وهو ما أكده أيضا بعد ذلك في مقابلة تلفزيونية تم بثها في وفي 22 إبريل 2019م «نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية. هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب».
وبالتوجه العملي القائم على هذا الأساس تمكن الدفاع الجوي من السيطرة على أجوائه، وإرباك العدو ومفاجأته، ليتراجع منعدل غارات العدوان من 120 غارة يوميا في 26 مارس 2015م الى 25 غارة يوميا.

 

الثورة /وديع العبسي

قد يعجبك ايضا