الخائن طارق عفاش من قصور صنعاء إلى ذراع للموساد والإمارات في اليمن
المقدمة
لحم طارق عفاش نبت من ثروات الشعب اليمني، فقد نشأ وترعرع في أروقة القصر الجمهوري بوصفه ابن شقيق الرئيس السابق الخائن علي عبد الله صالح، الذي أمسك بزمام السلطة لأكثر من ثلاثين عامًا، خلالها مكّن أسرته من أبرز المناصب الأمنية والعسكرية، لتنمو مصالحهم وترتفع أرصدتهم دون حسيب أو رقيب وسط شعب جائع منهك بفضل سياسة هذه الأسرة الفاشلة، فقد ارتبط اسم طارق عفاش بمربع القوة والسلطة، إذ تولى والده محمد عبد الله صالح قيادة الأمن المركزي، ليحذو أشقاؤه وأبناء عمومته المسار ذاته، وهم أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري، ويحيى محمد عبد الله صالح قائد أركان الأمن المركزي، وعمار محمد عبد الله صالح وكيل الأمن القومي، أما طارق نفسه فقد تقلد قيادة الحرس الخاص واللواء الثالث حرس جمهوري في سنوات حكم عمه الأخيرة.
سيرة طارق تؤشر إلى استفادته الواسعة من ثروات البلاد وصفقات السلطة، إلى أن أُقيل بقرار رئاسي جديد من الخائن عبد ربه منصور هادي سنة 2012، اعتراضًا على استمرار النفوذ الأسري، تمرّد حينها على القرار لمدة خمسة وستين يومًا، قبل أن تُسند له مهام عسكرية ودبلوماسية، وتنتهي فصول التمرد بإقرار أممي.
عاد طارق عفاش مع عائلته للظهور في أحداث الثورة الشعبية وما أعقبها إذ انحاز في البداية للحياد ثم انتقل لتحالف شكلي مع الثورة، قبل أن يعود لخيانة الشعب اليمني في مرحلة مفصلية، مع تصاعد عدوان التحالف الأمريكي السعودي على اليمن، وقف طارق وجناحه في قلب العاصمة متحالفين مع الإمارات، محاولًا قلب الموازين لصالح أسرته، غير أن تحركاته باءت بالفشل بمقتل علي عبد الله صالح وفرار طارق نفسه إلى المخا، حيث أعادت الإمارات تجميعه في فصائل جديدة، ومولت تدريبه وتسليحه بغرض استثمار موقعه واستخدامه ضمن منظومة المرتزقة والجزر والموانئ اليمنية.
هكذا، ظل طارق عفاش ـ رغم كونه نبت من لحم الشعب وثروته ـ شريكًا في تسليم الدولة للهيمنة الخارجية، ومساهمًا في نهب ثروات اليمن، وبدلاً من أن يكون وفيا مع هذا الشعب الذي له الفضل في حصوله على الثروة والعيش كما يعيش الملوك وهو أسرته، أصبح خائنا مجرما وأداة لخدمة أجندات خارجية، تستهدف شعبه وبلده وهو يتحرك معهم بكل إخلاص.. وأوصلته خيانته وحقارته إلى علاقات مشبوهة مع الموساد الصهيوني ومع أدوات الموساد.
لماذا تهتم إسرائيل بطارق عفّاش؟ رهانٌ جديد على ورقة قديمة
منذ دخل اليمن معركة الطوفان الأقصى بشن عمليات نوعية على أهداف حساسة في عمق الأراضي المحتلة وصولا لإخراج ميناء إيلات عن الخدمة بالتوازي مع دور يمني بارز في معركة البحر الأحمر بعد أن أعلن اليمن فرض حضر مرور السفن التي لها علاقة بالعدو الإسرائيلي أو تذهب إلى موانئه، وأمام الفشل الإسرائيلي والأمريكي في إيقاف العمليات اليمنية رغم العدوان الأمريكي والبريطاني ضد الشعب اليمني برز اسم الخائن طارق عفاش في صدارة ما تتداوله الصحافة الإسرائيلية عند حديثها عن المشهد اليمني، وكأن الرجل تحول – فجأة – إلى ”أمل“ يمكن التعويل عليه في إعادة شيء من التوازن لإسرائيل في البحر الأحمر بعد أن أربكتها العمليات اليمنية الداعمة لغزة. هذا الاهتمام اللافت لا يمكن قراءته إلا باعتباره محاولة جديدة من الكيان الصهيوني للبحث عن قوة محلية يمكن استخدامها في مواجهة أحرار الشعب اليمني، بعد أن أثبتت الوقائع أن العدو الإسرائيلي عاجز عن الرد المباشر على ما حدث في البحر الأحمر.
التقارير العبرية قدّمت طارق باعتباره ”القوة الأكثر انضباطاً وتنظيماً“ على الساحل الغربي، واعتبرته بعض الأقلام الصهيونية شخصية يمكن التواصل معها عبر علاقات إقليمية قائمة، في إشارة واضحة إلى الدور الإماراتي الحاضر في مشروعه العسكري وإلى علاقات أسرية قديمة، حيث ربطت آل صالح وشخصيات يهودية في اليمن وخارجه. هذا النوع من التوصيف يكشف أن العدو الإسرائيلي لا يبحث عن تحليل موضوعي، بل عن تهيئة بيئة سياسية تسمح لها بالاقتراب من الساحة اليمنية عبر أكثر الشخصيات قابلية للاستخدام والتأثير.
اللافت أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن الخائن طارق بصيغة ”الشريك الممكن“، وليس كطرف وطني له اعتبارات سياسية مستقلة، يتم تصويره كقوة يمكن الاعتماد عليها في ضبط الساحل الغربي ومراقبة التحركات التي قد تؤثر على الملاحة العالمية، وهي لغة لا تُقال عادة في سياق توصيف قوة وطنية، بل في إطار البحث عن وكلاء ميدانيين. فالعدو الإسرائيلي، ببساطة، يريد من يمنيين آخرين أن يقوموا بالمعركة التي لا تستطيع خوضها مع اليمن.
من الواضح أن غياب موقف حقيقي لطارق وقواته من الحرب على غزة، إضافة إلى انخراطه في مشاريع مدعومة إقليمياً بلا رؤية وطنية واضحة، جعله هدفاً سهلاً لإعادة التدوير الإعلامي في الصحافة العبرية. فتل أبيب تدرك أن الرهان على شخصية لا تستمد قوتها من شعبها هو رهان منخفض التكلفة وسهل الإدارة.
في الحقيقة العدو الإسرائيلي ليس معنيا بتمكين طارق ولا بدعم مشروعه، لأنها لا ترى فيه سوى أداة ظرفية لمواجهة صنعاء و تأثير العمليات اليمنية على البحر الأحمر، لكن التاريخ يقول إن القوى التي يصفق لها العدو لا يمكن أن تكون جزءاً من مشروع وطني حقيقي، ولذلك فإن الاهتمام الذي يبديه العدو الإسرائيلي بالمرتزق طارق عفاش ليس إشادة، بل علامة سؤال كبرى حول موقعه من وطنه، وحول الدور الذي يُراد له أن يؤديه على حساب الشعب اليمني ودوره الداعم لفلسطين.
كما رصدت تقارير صحفية لقاءات مبكرة لطارق عفاش بضباط من الموساد الإسرائيلي أول لقاء كان في المخا وباب المندب خلال الفترة 2018-2019. اللقاء الثاني في شرم الشيخ المصرية عام 2020 جمع طارق بضباط من الاستخبارات الإسرائيلية. لقاءات أخرى في أبوظبي خلال الفترة 2019-2023 ضم ضباط مخابرات إسرائيليين وإماراتيين، تحدثت تسريبات إماراتية عن مشاركة طيارين إسرائيليين في دعم قوات طارق عفاش بالساحل الغربي والمخا، كما كشفت وثائق أن طارق تلقى أسلحة ومعدات عسكرية من العدو الإسرائيلي دون علم الإماراتيين، وتم تخزينها في جزيرة ميون.
موقف طارق عفاش من المقاومة الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي
في ذروة العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، برز مقطع مصوَّر للخائن طارق عفّاش انتشر على منصّات التواصل، سخر فيه من حزب الله، وادّعى أنه “عاجز” عن تقديم أي دعم لغزة. وفي التسجيل ذاته، ظهر المرتزِق طارق وهو يناشد حزب الله فتح جبهة الجنوب اللبناني مع العدو الإسرائيلي، معلناً استعداده – بحسب قوله – لإرسال خمسة ألوية من قواته للقتال إلى جانب الحزب نصرة لغزة.
لكن ما إن تصاعدت المواجهات وبدأ العدو الإسرائيلي هجماته البرية، واتسعت دائرة الاشتباكات على الحدود اللبنانية، حتى انقلب المشهد على طارق عفاش تماماً. إذ خرجت وسائل الإعلام العبرية، وعلى رأسها القناة الـ11، لتضعه في موقف محرج وتهتك قناعه، فقد تناول محللو القناة الخائن طارق باعتباره أحد أبرز الأسماء التي يعوِّل عليها الكيان الصهيوني داخل اليمن، ويعتبرها قابلة للاستخدام في معركته ضد الشعب اليمني الحر.
ولم تكتفِ القناة بذلك، بل أعادت بث مقاطع سابقة لطارق خلال مناورة بحرية لقواته، ظهر فيها وهو يقدّم نفسه عملياً كحليف محتمل لإسرائيل، معلناً استعداده للتعاون معها في مواجهة القوات اليمنية في البحر الأحمر، ولحماية سفن العدو التي تتعرض للاستهداف هناك. وهكذا، تحوّل الرجل الذي كان يزايد بالكلام لتحقيق مكاسب إعلامية، إلى ورقة مكشوفة في الخطاب الإعلامي الصهيوني، يكشف نفسه بنفسه كأداة يمكن التعويل عليها في مواجهة شعبه ووطنه.
أما موقف الخائن طارق عفّاش من حركة حماس فليس جديداً، بل يعود جذوره إلى ما كان يردده عمّه (علي عفاش) قبل سنوات طويلة، ففي مقابلة بثّتها قناة “آزال” عام 2013م، زعم فيها أن حماس ليست حركة مقاومة مستقلة، بل مشروعٌ صيغ بدعم السياسة الأمريكية وبرعاية إسرائيلية مباشرة، ووفق ما قاله حينها، فإن الاحتلال هو الذي ساهم في بروز الحركة بهدف خلق قوة موازية تقف في وجه منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، ومنع الأخيرة من الانفراد بالقرار السياسي والمفاوضات.
وما قاله عفاش العم الذي يطلقون عليه مسمى (الزعيم) بمثابة وصية لأسرته ومنهم طارق عفاش.. ولذلك لم يرصد له أي موقف مساند لغزة أو لحماس بل على النقيض تحرك في خدمة الصهاينة ومن يخن وطنه سيخون أمته.
وعن موقفه من عمليات الاسناد اليمنية لأبناء غزة التي من خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس فقد وصف الخائن طارق عفاش توقيف سفينة جالكسي التابعة للعدو الصهيوني بالجريمة، كما عبر علنا عن استعداده لمواجهة عمليات صنعاء البحرية المساندة لأبناء فلسطين طالبا الدعم العسكري من العدو الإسرائيلي وسيقوم بالمهمة..
العلاقة مع الإمارات
يُنظر إلى ميليشيا الخائن طارق عفاش كـ”ذراع إماراتي” لتنفيذ أجندتها الخاصة في اليمن. والإمارات من أول الدول العربية خيانة للأمة وتطبيع مع العدو الصهيونية وطارق في هذا المقام لا يمانع تصفية القضية الفلسطينية وتمكين العدو الإسرائيلي من فلسطين والمنطقة فهو مجرد مرتزق إماراتي ينفذ ما يملي عليه أصغر ضابط اماراتي وتشرف الإمارات على تتلقى قواته وكل أنشطتها من التدريب إلى التمويل والتسليح والدعم اللوجستي والتنسيق الاستخباراتي وحتى الدعم الخدمي. في يوليو، سلمت القوات الإماراتية جزيرة زقر، إحدى أكبر الجزر اليمنية وأهمها استراتيجيًا، إلى طارق عفاش تحت غطاء تسليمها لخفر السواحل اليمنية.
وساهم الخائن طارق عفاش والمرتزقة التابعين له في تمكين الإمارات من السيطرة على مناطق ساحلية وموانئ استراتيجية مثل المخا وباب المندب، وحاولت الإمارات خلال تصعيدها في الساحل 2021 والزج بمرتزقتها التابعين لطارق عفاش لزحف بري تحت غطاء جوي مستمر وعنيف طوال الوقت ولكن بعد الفشل الذريع هرب طارق عفاش مرة أخرى إلى المخا..
الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الحقوقية
أما دور الخائن طارق عفاش على الساحة الداخلية وبعد أن احتضنته الإمارات ودعمته ومولت إقامة معسكر له في المخا تعرض الكثير من المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها طارق عفاش لانتهاكات خطيرة وجسيمة ووثقت تقارير محلية ودولية انتهاكات متعددة شملت اعتقالات تعسفية لمواطنين في سجون سرية بحجة الانتماء لقوات صنعاء، خاصة في الوازعية والمخا وكذلك اغتصابات وتصفية ومصادرة أراضي.
وفي تقرير حقوقي قبل سنوات قال رئيس منظمة تهامة لحقوق الإنسان والتراث عبد القادر المقبولي: “أن أبز الانتهاكات التي تعرض لها أبناء الساحل الغربي بلغت 685 حالة اختطاف واغتصاب بحق الأطفال والنساء والرجال في الساحل الغربي، بالإضافة إلى الانتهاكات في السجون السرية للخائن طارق عفاش”. وأضاف: “ومن بين الجرائم 244 جريمة اغتصاب بحق الأطفال والنساء والرجال”.
وأشار المقبولي إلى أن جرائم الاختطاف بلغت 414 جريمة، منها 56 جريمة بحق النساء و145 جريمة بحق الأطفال و214 جريمة بحق الرجال.
أحداث الوازعية بمحافظة تعز
آخر جرائم الخائن طارق عفاش ما حدث في الوازعية بمحافظة تعز حيث شنت قواته الموالية للإمارات عدوانًا عسكريًا واسعًا على منطقة الوازعية باستخدام المدفعية الثقيلة والدبابات والعربات المدرعة، بل وحتى طائرات استطلاع بدون طيار، بدأ النزاع بسبب خلاف حول قوائم المستفيدين من المساعدات الإنسانية لمنظمة “أدرا”، حيث قام مواطنون بأخذ جهاز كمبيوتر محمول وكشوفات من موظفي المنظمة احتجاجًا على استبعاد الأسر الفقيرة من قوائم المساعدات لصالح أشخاص غير مستحقين أو موالين لطارق عفاش.
ردت قوات طارق عفاش بشن حملة عسكرية من المخا إلى الوازعية، محاصرة القرى ومستخدمة العربات المدرعة والآليات العسكرية مستهدفة المدنيين وترويع النساء والأطفال، ودخول المنازل والاعتداء على الأهالي، قاومت قبائل المشاولة وقبائل أخرى في الوازعية بشراسة، مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة، ونجحوا في إسقاط طائرة استطلاع واحدة على الأقل وأعلنوا النفير العام، في خطوة جريئة، داهمت القبائل معسكرًا في المخا واعتقلت ضباطًا موالين لطارق عفاش مطالبين بإطلاق سراح أفرادهم المحتجزين، تحت ضغط القبائل، اضطرت قوات طارق عفاش للانسحاب من محيط القرى، لكن الوضع بقي متوترًا.
أخيراً:
إن عار الخيانة الذي يحمله طارق عفاش وأسرته لا يغسله بحر المخا ولا يمحوه، لقد امتلأ رصيدهم وزادت ثرواتهم بعرق وجوع ودماء اليمنيين، ولا تزال أياديهم الملوثة تعبث بمصير الشعب خدمة للمحتل الإماراتي والصهيوني، غير عابئين بتاريخ أو مبدأ أو حدود لقيم هذا الشعب العاشق للحرية والكرامة.
ما يجهله الخائن طارق عفاش وأمثاله أن اليمن أرض أحرار لا يقبل فيها الشعب أن يكون أحد أبنائه أداة لإيذاء فلسطين أو يخدم الاحتلال، وأن كل محاولة لتوظيفه من الإمارات أو إسرائيل لن تصنع منه إلا ظلاً باهتاً لشخصية مطبوعة بالخيانة، خسر كل رصيد شعبي وبات عنواناً ملازماً للخزي والعار.
وليدرك أعداء اليمن أن سنوات الرهان على العملاء وأدوات الوكالة ستمضي كما مضت مشاريعهم السابقة ، وأن الشعب اليمني الذي دحر الغزاة عبر القرون ليس رهيناً لصفقات أمراء الخليج ولا لوعود الصهاينة ولا لأكاذيب من ارتضى أن يصبح جندياً في معاركهم القذرة ضد الأمة وقضاياها.
فمن يخن وطنه اليوم، لن يجد غداً من يترحم عليه حتى في صفحات التاريخ، وسيبقى اسم الخائن طارق عفاش وأسرته وصمة عار يلعنها كل حر في اليمن، وما خيانة فلسطين إلا دليل جديد على أن الخونة لا يعرفون الشرف ولا الأمانة، ولا مكان لهم في وطن الأبطال، وسيظل الشعب اليمني يلاحقه هو وأمثاله، حتى يزول رجسهم ويطهر الوطن من خيانتهم جرائمهم.