الصحفي أسامة حسن ساري يتساءل ويٌجيب :ماذا يعني ان تدافع أمريكا وبريطانيا عن نفسيهما في البحر الأحمر ؟

ماذا يعني ان تدافع أمريكا وبريطانيا عن نفسيهما في البحر الأحمر..

الحقيقة :تحليل / اسامه حسن ساري

الموضوع غير منطقي ولا عقلاني..
لكن لو قرأناه من زاوية أخرى غير زاوية الجغرافيا.. سنجد مفهوما اخر للصراع بين مشروعين عالميين..

فمن حيث الجغرافيا لا خلاف في ان أمريكا وبريطانيا دولتان معتديتان تنتهكان السيادة اليمنية والعربية..

اما من حيث الرؤية العميقة لطبيعة المشروع الثقافي الذي يتحرك الشعب اليمني تحت مظلته.. مشروع الجهاد القرآني.. فأمريكا وبريطانيا محقتان ليس في الدفاع عن نفسيهما. بل عن وجودهما.. عن وجود الصهيونية العالمية..

فالصهيوامريكي اعلن خطورة صرخة وشعار انصار الله منذ عام 2002 واعتبرها تهديدا للوجود الأمريكي في المنطقة.

اليهود يدركون جيدا ان هذا المشروع الذي تعمقت جذوره في جبال صعدة وامتدت فروعه الخضراء لتغطي كامل اليمن وتمتد أوراقه المتينة لتغشى بظلالها الندية شبه الجزيرة العربية.. هو مشروع سيقضي حتما على الكيان الإسرائيلي في المنطقة.. ولن يكتفي بذلك

يدركون ان ما بعد القضاء على الكيان الإسرائيلي اشد خطرا.. لان مشروع الجهاد القرآني لا يستهدف الوجود المادي فقط. بل يركز ضرباته الفتاكة جدا والمزلزلة على العمود الفقري للوجود اللامادي..

ولا يستهدف السطور فقط بل ما بينها وما وراءها..

انها حرب الأفكار..
حرب تصحيح المصطلحات..
حرب إعادة ترميم البنية الثقافية للهوية العربية والإسلامية..
حرب فرمتة  الرامات  والذواكر العشوائية للجيل العربي المحتقن في المشهد القائم حاليا ببلاهة وتيه.. بهدف تصفيته ثقافيا من شوائب التغريب والانبهار السلبي بالحضارات الغربية الهابطة أخلاقيا وقيميا.. ثم إعادة توجيهه وربطه بهويته الاصلية

كما انها حرب ضبط النظام للجيل الصاعد كي يدرك قيمته في ذاته.. ويستمد طاقته العملية من هويته الايمانية النقية

انها حرب استعادة الثقة للشعوب العربية وكسر حواجز الخوف من مواجهة حتميات المستقبل في ظل أنظمة عميلة قمعية مستعدة لذبح الملايين استجابة لرغبة أمريكية إسرائيلية او دفاعا عن كراسي الحكم لمنع الإطاحة بها..

لكن الله موجود. ويمنع.. ويدافع من عنده.. ويهيئ الظروف الحاكمة للمواقف والموجهة للأحداث خارج تخطيط واندفاع الإرادة البشرية.. بحيث يتهيأ الوضع بما يخدم الإرادة النقية للشعوب المتحركة ضد الطغيان ويقيد اذرع الأنظمة القمعية ويشل اعصابها فتكون ردود افعالها ممتصة ومفرملة بتدخل غير بشري.. مما يكسب الشعوب شجاعة وجرأة اكبر في التحرك وصناعة المواقف المشرفة..

وترسيخ الوعي في الذهنية العربية المسلمة بهذه الحقيقة الايمانية المعززة لثقة البشر بالله تعالى، هي من اهم وظائف المشروع الثقافي القرآني المنطلق من اليمن محلقاً بسطوة جناحيه العملاقين في سماء المنطقة..

الصهيو امريكي يدرك انها حرب الصعق الكهربائي العنيف لأقطاب الاقتصاد العالمي التي حشرت رأس المال العالمي في خزائن الذهب.. وعبثت بلقمة عيش الشعوب الكادحة على طاولة العملات الورقية الفاقدة لقيمتها.. ونهبت الثروات واستأثرت بالخيرات مفاقمةً للحرمان والمعاناة لكل الشعوب..

يدرك اليهود ان هذا المشروع الذي تخفق راياته في سماء اليمن قادم لاستعادة المكانة العربية ورد الاعتبار للشعوب المستضعفة..

لهذا تحشد الصهيونية قواها من كل بقاع العالم ليس لتدافع عن نفسها مما تسميه بهتانا بعدوان اليمن.. بل لتعتدي وتوجه الضربات الاستباقية للمشروع الجهادي اليمني دفاعا عن وجودها..

فهي حرب مصيرية.. بين مشروع هبط من السماء على قلب محمد قبل 1445 عاما رحمة للعالمين..
وبين مشروع دس الشيطان بذوره النتنة في نفوس الحمقى قبل آلاف السنين عندما امره الله بالسجود لادم فأبى واستكبر..

وهذا ما اقصده بأن أمريكا وبريطانيا تدافعان عن وجودهما. ليس بمفهوم الجغرافيا وانما بمفهوم المصير المادي واللامادي على مستوى الكوكب. لاحد المشروعين

اما نحن
او هم..

 

 

قد يعجبك ايضا