القبيلة اليمنية.. حضور ووعي يحملان معركة الأمة
ماجد السياغي
منذ الوهلة الأولى أعلن أبناء القبائل عن موقفهم الواضح والصريح المناهض للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن ولم يكن التحرك الجاد والفاعل وإعلان التعبئة العامة وحشد الإمكانيات المادية والبشرية الإ موقفاً طبيعياً يربط الماضي بالحاضر.
اليوم ها هم أبناء القبائل اليمنية يجددون استمرار النفير، بعزيمة أزْدادَتْ قوةً ووعيًا يتجاوز الحدود، لم تغيرهم جرائم العدوان ولن تزيدهم تداعياته الا ثباتاً وصموداً في مواجهته.
حيث شهدت وتشهد مختلف القرى والعزل والمديريات في مختلف المحافظات، لقاءات موسعة ووقفات قبيلية مسلحة، أكد فيها المجتمعون واحدية الهدف والمصير الواحد في وجه العدو الصهيوأمريكي ومن يدعمه ويسانده. ولبوا من خلالها داعي وثيقة الشرف القبلية وتنفيذ مضامينها، مؤكدين أن مخططات العدو لن يكتب لها النجاح كما هو حال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي طيلة السنوات الماضية، والعدوان الأمريكي والإسرائيلي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
ويرى المشاركون أنه لطالما كانت ولا زالت فلسطين قضية المسلمين الأولى والمركزية، مجمعين على أن غزة ستحظى بكل الدعم، مؤكدين أن خيار الجهاد والمقاومة الذي خطّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هو الخيار الأنسب والسلاح الامضى في وجه الغطرسة الصهيونية.
يدرك أبناء القبائل، كما هو حال الشعب اليمني الأبي الصامد، أن جميع المعارك تنتهي باستثناء معركة الوعي التي تظل مستمرة. فبينما يسعى العدو لتشويه الحقائق، تبرز القبائل اليمنية لتؤكد أن تاريخها مليء بالملاحم البطولية. وفي هذا الإطار، تتجلى حملات التزييف التي يقودها مرتزقة العدوان، الذين يحاولون إخفاء تبعيتهم، متجاهلين أن الشعب اليمني أصبح أكثر وعيًا وإدراكًا. ويكشفون عن كونهم أدوات في مشروع الهيمنة الأمريكية، التي تهاوت أمام مفاعيل القوات المسلحة اليمنية ضد حاملات الطائرات الأمريكية والملاحة الإسرائيلية، وفي عمق الكيان الصهيوني المؤقت.
تتسلح القبائل اليوم بموقع بالغ الأهمية داخل منظومة الصمود الوطني التي تواجه عدوانًا متسارعًا وأهدافًا إقليمية ودولية معقدة. وتحت هذا العدوان، برزت القبائل كأداة محورية في التعبئة والدفاع، حيث تحولت اللقاءات والوقفات القبلية المسلحة إلى محطة فاعلة تعكس وعيًا ميدانيًا واجتماعيًا يجمع بين القوة الشعبية والانتماء الوطني، وتؤكد على يقظة الجبهة الداخلية، وعلى تعبئة غير منقطعة مستندة إلى قاعدة أخلاقية وهي الوفاء لشهداء الوطن الأبرار.
في معادلة أكثر اتساعًا، لا تفصل القبيلة نفسها عن معركة الأمة الكبرى، بل تندمج بوعي في محور المقاومة، من خلال موقف يمني متكامل قيادةً وجيشاً وشعباً، فالارتباط بالقضية الفلسطينية، لم يكن تزامنًا عشوائيًا، بل تعبيرًا عن رؤية استراتيجية ترتبط بمعركة الأمة الكبرى ضد مشروع الهيمنة.
يعكس حضور القبيلة الذي يجسد في مجمله حضور الشعب اليمني اليوم، رؤية متقدمة تعيد صياغة دور القبيلة كدعامة حيوية في معادلة المقاومة الشاملة، حيث دفاع اليمن عن ذاته يتحول إلى دفاع عن قضايا أوسع يعبر عن وحدة المصير والتحديات التي تواجهها الأمة، تجمع بين ثوابت الماضي وحاجات الحاضر، تعبر عن قوة متجددة أُسست على صلب إدراك أن الصراع ليس محصورًا في الأرض فقط، بل في الوعي، والانتماء، والثبات، الذي يخلق معادلة صمود لا تنكسر.