اليمنيون.. صمود في الجبهات ووعي في مواجهة الشائعات

الحرب المزدوجة على اليمن: عدوان عسكري وإعلامي.. والوعي الشعبي يحبط المؤامرات

اليمن بين التصعيد العسكري والتصعيد الإعلامي للعدو.. ووعي الشعب سلاحٌ في مواجهة الشائعات

خاص الحقيقة ـ جميل الحاج

في خضم التحديات التي تعصف ببلادنا، ومع كل موجة تصعيد تشهدها الجبهات العسكرية أو السياسية، يفتح العدو جبهة موازية لا تقل خطورة عن المواجهات الميدانية، وهي جبهة الحرب النفسية. أدوات هذه الحرب تعتمد على بث سيلٍ من الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المأجورة، في محاولة لإرباك الجبهة الداخلية وإضعاف الروح المعنوية لدى الشعب اليمني الصامد.

إنها حرب ناعمة تستهدف العقول قبل الأجساد، وتركز على خلط الأوراق وزرع البلبلة وضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وهو ما يفرض على أبناء اليمن، بلد الإيمان والحكمة، أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والانتباه.

الشائعات.. سلاح خفي بيد العدو

لم يتوقف العدو الصهيوني وأدواته عن محاولات تمزيق الشعوب العربية والإسلامية من الداخل، واليمن بعمقه الاستراتيجي في محور المقاومة وحاضر بقوة في أجندة الاستهداف، فبعد أن تكسرت محاولاتهم في ميادين القتال أمام صمود اليمنيين، لجأوا إلى أدوات غير مباشرة، أهمها الحرب النفسية التي توظف أدوات داخلية مأجورة أو مضلَّلة، لبث الشائعات، وإثارة النعرات، وتمزيق النسيج الاجتماعي.

بث الشائعات ليس عملاً عشوائيًا، بل هو جزء من مخطط مدروس، يسعى لإحداث شرخ في الثقة بين القيادة والشعب، والتشكيك في الانتصارات التي يحققها الميدان، وصناعة صورة وهمية للهزيمة والانقسام.

وعي أمني وشعبي في مواجهة الحرب الناعمة

الأجهزة الأمنية اليمنية أثبتت يقظة عالية في مواجهة هذه المؤامرات، فعمليات الرصد والمتابعة أسقطت العديد من الخلايا المأجورة التي ارتبطت بشكل مباشر بأجندات استخباراتية معادية. وفي المقابل، برز الدور المحوري للشعب اليمني في إفشال مخططات الحرب النفسية عبر التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو عناصر مجهولة تعمل على نشر الأكاذيب.

فالمعادلة الواضحة اليوم تقول: كل مواطن واعٍ هو رجل أمن في موقعه، وكل حي يقظ هو حصن منيع أمام محاولات الاختراق. إن التعاون بين الشعب والأمن ليس خيارًا ترفيًّا، بل واجب وطني وديني، لا يقبل فيه التهاون أو التساهل.

نماذج من الشائعات التي أسقطها وعي اليمنيين

خلال سنوات العدوان، أطلق العدو وأدواته موجات متكررة من الشائعات، لكن الوعي الشعبي كان لها بالمرصاد. ومن أبرزها:

شائعات الانهيار العسكري: ترويج أخبار كاذبة عن سقوط جبهات أو انسحابات أثناء اشتداد المعارك، سرعان ما سقطت أمام الحقائق الميدانية وانتصارات الجيش واللجان الشعبية.

شائعات الانقسام الداخلي: محاولة تضخيم مزاعم خلافات بين المكونات الوطنية لضرب وحدة الصف، لكن الشعب أفشل المخطط وأثبت تلاحمه الوطني.

شائعات اقتصادية وخدمية: ضخ معلومات كاذبة عن انهيار اقتصادي وغياب الرواتب والخدمات، بهدف زرع السخط، متجاهلين أن سبب الأزمات هو الحصار ونهب الثروات من قبل أدوات العدوان.

شائعات استهداف الرموز الوطنية: حملات تشويه ضد قيادات وطنية في محاولة لضرب الثقة الشعبية، غير أن الجماهير ردت بمزيد من الالتفاف والدعم لتلك الرموز.

مسؤولية كل مواطن

المعركة اليوم لم تعد محصورة في الميدان العسكري، بل امتدت إلى فضاء المعلومات. كل مواطن مسؤول، وأي تداول أو ترويج لشائعة دون التحقق منها يعد خدمة مجانية للعدو، ومساهمة مباشرة في تقويض الثقة الوطنية.

لذلك فإن الواجب الوطني والديني والإنساني يحتم على الجميع:

التثبت قبل النشر أو الترويج لأي خبر.

الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة.

الإبلاغ عن الحسابات والمواقع المشبوهة.

نشر الوعي بين المجتمع بخطورة الشائعات وأهدافها.

اليمن يخوض معركة مزدوجة

يخوص اليمن اليوم معركة مزدوجة: عسكرية ضد العدوان المباشر، وإعلامية نفسية ضد حرب الشائعات. لكن الوعي الشعبي المتنامي، المستنير بالإيمان والحكمة، يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المؤامرات. ومع تكامل الجهود بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، تبقى الجبهة الداخلية اليمنية عصيّة على الانكسار، قادرة على إفشال كل أساليب العدو، مهما تنوعت وتعددت.

هل ترغب أن أعدّ هذا التقرير بأسلوب خبري مختصر يلائم النشر الصحفي المباشر، أم بصيغة تحليلية معمقة تناسب الصفحات السياسية والفكرية؟

شائعة اليوم قد تكون طلقة الغد

في زمن الحروب، الكلمة قد تقتل، وشائعة واحدة قد تُحدث ما لا تُحدثه عشرات الغارات،  لذلك، فإن الجبهة الداخلية لا تحتاج فقط إلى السلاح، بل إلى وعي حصين، ومواطن يقظ، يعي أن تداول أي معلومة غير صادرة عن جهة رسمية هو بمثابة خيانة للثقة، وطعنة في خاصرة الوطن.

فيا أبناء اليمن، أنتم درع هذا الوطن، وسياجه المنيع، لا تسمحوا للعدو أن يتسلل إلى عقولكم وقلوبكم عبر الشائعات، وكونوا كما عهدكم التاريخ، شعبًا من الإيمان والحكمة، يميز الحق من الباطل، ويصون أمن وطنه بحكمة الكلمة، وصدق الموقف.

قد يعجبك ايضا