تقرير: الذخائر غير المنفجرة في غزة تتجاوز 7 آلاف طن.. بعضها بآليات تفجير مؤجلة
حذّر تقرير نشرته مجلة إيكونومست البريطانية من أن قطاع غزة المدمر قد يحتوي على أكبر عدد من القنابل غير المنفجرة في مناطق الصراع حول العالم، مؤكداً أن هذه الذخائر تمثل أحد أكبر الأخطار طويلة المدى الناجمة عن الحرب، حيث تستمر في قتل وتشويه المدنيين حتى بعد توقف القصف.
وأشار التقرير إلى أن الخطر الأكبر يكمن تحت الركام في غزة، حيث ألقى الجيش الإسرائيلي العديد من القنابل التي زُوّدت بآليات تفجير مؤجلة، مما يعني أن القنابل قد تنفجر داخل هياكل المباني أو في باطن الأرض بعد فترة من الزمن، مما يزيد من صعوبة التعامل مع آثارها.
وأكد التقرير أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تمثل تحديًا كبيرًا، إذ أظهرت قاعدة بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 53 شخصًا استشهدوا وأصيب المئات نتيجة لهذه المخلفات، فيما تشير منظمات الإغاثة إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير.
وأورد التقرير حالة مؤلمة تتعلق بـ التوأمين يحيى ونبيلة الشرباصي، البالغين من العمر 6 سنوات، اللذين أصيبا بجروح خطيرة بعد أن لعبا بقنبلة ظنّاها لعبة، وهو ما يعكس المخاطر الكبيرة التي يواجهها المدنيون، خصوصًا الأطفال، جراء المخلفات الحربية.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن كمية الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة تتجاوز 7 آلاف طن، حيث تنتشر في حوالي 40% من الأحياء السكنية في غزة، مع تركيز أكبر في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
وأكدت أنّ جهود الأمم المتحدة لإزالة الألغام، تواجه القيود الإسرائيلية على دخول الخبراء والمعدات اللازمة تشكل عائقًا رئيسيًا، إلى جانب منع الفلسطينيين من التدريب على التعامل مع المتفجرات.
وأشارت المجلة إلى أن العديد من المعدات الضرورية مدرجة في قائمة إسرائيل للعناصر المحظورة “ذات الاستخدام المزدوج”، مما دفع فرق إزالة الألغام إلى ابتكار حلول بديلة، مثل ملء أكياس الطعام القديمة بالرمل لاستخدامها كحواجز واقية.
وأكد التقرير في ختامه أن غزة تظل تحديًا هائلًا في ظل الظروف الراهنة، حيث لا يمكن إخلاء السكان أثناء إزالة المتفجرات، كما يحدث في مناطق أخرى مثل الموصل، وذلك لأن القطاع لا يحتوي على ملاذ آمن بعد أن دمرت إسرائيل أغلب بنيته التحتية.