ثلاثي التفوق الاستخباراتي العالمي (الصهيوسعوأمريكي) يسقط في اليمن
إبراهيم الهمداني
رغم عملياتها العسكرية الإجرامية، التي استهدفت الأعيان المدنية، والتجمعات السكانية، وخلفت مئات الشهداء والجرحى من المدنيين اليمنيين، إلا أن كَيان الاحتلال – وأمريكا وحلفائهما – قد هُزِموا في حربهم العدوانية على اليمن، وعجزوا عن فك الحصار البحري المفروض عليهم، وإيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة. وقد أرجعَت (إسرائيل) سبب تلك الهزيمة إلى شحّة المعلومات الاستخبارية اللازمة، وعجز أقوى أجهزة الاستخبارات العالمية (الإسرائيلية والأمريكية ومن يقف معهما) عن تحقيق أي اختراق أمني في جبهة الإسناد اليمنية.
ولم تقف محاولات تجاوز ذلك العجز عند توظيف المنظمات الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، العاملة في (برنامج الغذاء العالمي)، وجعلها مظلة لحماية خلايا التجسس من العاملين فيها، بل أعلنت (إسرائيل) عن حاجتها إلى عملاء وجواسيس يمنيين، يجيدون اللهجات اليمنية، ويعرفون الثقافة الشعبيّة، ليلتحقوا بجهاز الموساد الإسرائيلي.
وعلاوة على تورط بعض موظفي (برنامج الغذاء العالمي) في تحقيق اختراقات أمنية، راح ضحيتها عشرات القادة الأمنيين والعسكريين، ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء، فقد أعلنت وزارة الداخلية عن عملية (وَمَكْرُ أُولئك هُوَ يَبُورُ)، وهي عملية أمنية نوعية تمت على مراحل، نتج عنها إلقاء القبض على شبكة تجسسية تابعة للموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية والمخابرات السعوديّة، تُقاد من الأراضي السعوديّة عبر غرفة عمليات مشتركة من الأجهزة الاستخبارية الثلاثة.
وفي بيانها الصادر بتاريخ 17 جمادى الأول 1447 – الموافق 8 نوفمبر 2025م، كشفت وزارة الداخلية عن مراحل تكوين تلك الشبكة التجسسية، والتدريبات التي تلقاها عناصرها، والأجهزة التجسسية التي تم تزويدهم بها، والإحداثيات والمواقع التي رفعوها، والجرائم التي تورطوا فيها، من الخيانة لله والدين والوطن، وسفك دماء المدنيين الأبرياء، وغير ذلك من الأعمال الإجرامية الخيانية، التي تزامنت مع التصعيد والعدوان الإسرائيلي الأمريكي على اليمن؛ بهَدفِ إيقاف عملياته العسكرية، ومواقفه الرسمية والشعبيّة المساندة لمظلومية غزة، وقضية الشعب الفلسطيني العادلة، حسب وصف البيان.
كما توجّـهت وزارة الداخلية بجزيل الشكر وعظيم التقدير إلى أبناء الشعب اليمني الأحرار على تعاونهم ويقظتهم، ودورهم الكبير في تحقيق هذا الإنجاز الأمني العظيم.
مؤكّـدة ختام بيانها، للسيد القائد؛ قائد المسيرة القرآنية، وللقيادة السياسية وللشعب اليمني العظيم، أنها ستبقى على العهد، في أتم اليقظة والجاهزية، باذلة قصارى جهدها في أداء واجبها الجهادي في سبيل الله تعالى، خدمة لهذا الشعب وقضايا الأُمَّــة، حتى يأتي الله بنصره.
وتأتي هذه العملية الأمنية النوعية ضمن سلسلة عمليات أمنية كبرى سابقة، حَيثُ أسقطت الأجهزة الاستخبارية والأمنية اليمنية عددًا من شبكات وخلايا التجسس، وأدوات التخابر والخيانة، المحلية والخارجية، التابعة مباشرة لدول العدوان والاستكبار؛ بريطانيا وأمريكا و(إسرائيل) والسعوديّة، أَو المنضوية في خدمة أجهزة الاستخبارات المعادية، وفي مقدمتها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والسعوديّة، بالإضافة إلى إسقاط شبكات الدعارة والمخدرات وغيرها. وتكمن أهميّة هذه الإنجازات الأمنية الكبرى في كونها غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، بل والعالم أجمع، في جرأة الفعل وقوة القرار، حَيثُ وجهت وتوجّـه أقسى الصفعات لكبريات القوى الاستعمارية العالمية، وتسقط هيمنتها وتسلطها.