حملة يمنية لإنقاذ جوعى غزة: أغلقوا باب المندب

دعوات يمنية لإغلاق مضيق باب المندب لكسر حصار غزة، في موقف تصعيدي يتزامن مع الدعوة إلى زيادة الضغط الشعبي على الأنظمة العربية المتواطئة كي تتحرّك لوقف المجاعة.

أطلق العشرات من الناشطين اليمنيين حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى رفع مستوى الحصار البحري على إسرائيل، والتوجّه نحو إغلاق مضيق باب المندب، بهدف دفع العالم إلى التدخّل لوقف جريمة التجويع التي تهدّد مئات الآلاف من سكان قطاع غزة. ورأى النشطاء أن استخدام تلك الورقة قد يساعد في وقف هذه الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث.

ومع ارتفاع أعداد ضحايا الجوع في غزة إلى أكثر من 100 خلال الساعات الماضية، أطلق عشرات الصحافيين والمحامين والمهندسين والسياسيين اليمنيين “هاشتاغ” على منصة “إكس” بعنوان “أغلقوا باب المندب”. ويشير تقرير أعدّه المحامي محمد حميد لمصلحة منظمة “اليونيسف”، وهو أحد المطالبين بإغلاق باب المندب، إلى ارتفاع عدد المصابين بسوء التغذية الحادّ في القطاع إلى 470 ألف شخص. ويقول المحامي عبر حسابه على “فيسبوك”، إن “الدعوات إلى إغلاق المضيق الدولي المهم تأتي نتيجة ثقة الشعب اليمني بجرأة وشجاعة وإرادة قيادته في اتخاذ قرارات كفيلة بتحريك الضمير العالمي، ودفع المجتمع الدولي إلى وقف هذه الجريمة”، مؤكداً أن “أي كلفة قد يدفعها اليمن نتيجة اتخاذه هذا القرار، لن تكون أكبر مما سيدفعه الفلسطينيون في غزة”.

وفي ردّه على تلك الدعوات، أكّد المسؤول في وزارة الإعلام في صنعاء، لؤي الشامي، أن “مطالب بعض الناشطين اليمنيين للحكومة في صنعاء باتخاذ مواقف معيّنة للعمل على محاولة فك الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، هي تعبير واضح عن مدى ارتفاع سقف الموقف الشعبي اليمني تجاه نصرة أبناء القطاع، وتعكس التأييد الشعبي اليمني الكامل لما تقوم به القيادة الثورية والقوات المسلحة اليمنية من إسناد مستمر منذ نحو عامين”.

مراقبون لا يستبعدون اتخاذ صنعاء قرار إغلاق المضيق

وأشار إلى أن “الجهد اليمني، من عمليات عسكرية ومواقف وخطوات استراتيجية استثنائية في سبيل إسناد غزة، واضح”، مطالباً الناشطين بالاستمرار “في دعم وتأييد ما تتّخذه القيادة من مواقف وخطوات عسكرية وسياسية وإستراتيجية، وفقاً لما تراه متاحاً ومناسباً، خاصة أن الشعب اليمني في صنعاء والمحافظات الأخرى التابعة لها أعلن تفويضه قيادة الثورة في اتخاذ الخيارات الإستراتيجية”.

وكانت العاصمة شهدت، أمس، تظاهرة غاضبة شارك فيها الآلاف من طلاب جامعة صنعاء الحكومية، للتنديد بجريمة التجويع والإبادة الجماعية بحق سكان غزة، وتأييد أي فعل عسكري من شأنه كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وإدخال المساعدات إليه. وفي التظاهرة التي جاءت استجابة لنداء حركة “حماس”، جدّد نائب رئيس حكومة صنعاء، العلامة محمد مفتاح، التأكيد أن “اليمن، قيادة وجيشاً وشعباً، مستمر في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني والأخذ بحقّه من المحتل الغاصب”، داعياً القوات المسلّحة إلى تكثيف الضربات في عمق الكيان الإسرائيلي.

وفي الإطار نفسه، اتّهم المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، الولايات المتحدة بالمشاركة في جريمة التجويع التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة، وشدّد في بيان على ضرورة وجود تحرّك عربي وإسلامي مسؤول تجاه ما يحدث. كما دعا إلى التحرّك الشعبي في وجه الأنظمة العربية حتى تقف بمسؤولية لإنقاذ الجوعى والعطشى في غزة. واعتبر الصمت العربي مشاركة فعلية في عملية القتل والإبادة الجماعية.

رشيد الحداد  الخميس 24 تموز 2025
قد يعجبك ايضا