خبراء لصحيفة “ذا ناشيونال” عن استهداف مطار بن جوريون : لا أحد يستطيع إيقاف الصواريخ اليمنية .. أكثر أنظمة اعتراض الصواريخ تطورًا في العالم عجزت عن مواجهتها
نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” تقريراً في الــ 5 من مايو الجاري كشفت فيه عن حالة من الصدمة والاعتراف بالضعف في الأوساط الأمنية الإسرائيلية، وذلك بعد اختراق صاروخ باليستي أطلقه الجيش اليمني (أنصار الله) لمنظومات الدفاع الجوي وسقوطه على بعد 350 مترًا فقط من مطار بن غوريون الدولي. التقرير، الذي استند إلى تصريحات خبراء أمنيين، أكد أن “إسرائيل كانت محظوظة” لتجنب “حادثة خسائر فادحة”، محذرًا من أن المزيد من الهجمات اليمنية باتت متوقعة في ظل عجز الدفاعات الإسرائيلية عن التصدي لها.
أقر خبراء أمنيون، في تصريحات نقلتها الصحيفة، بأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة، وعلى رأسها “القبة الحديدية” و”حيتس” و”ثاد” الأمريكية، أظهرت عجزًا واضحًا في اعتراض الصاروخ اليمني. وأشاروا إلى أن سقوط الصاروخ على مقربة من المطار الرئيسي يكشف عن ثغرات أمنية خطيرة ويضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة هذه الأنظمة على حماية البنية التحتية الحيوية لـ”إسرائيل”.
أشار التقرير إلى أن نجاح الجيش اليمني في الوصول إلى محيط المطار الرئيسي تسبب في حالة من الذعر، ما دفع شركات الطيران الكبرى إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب حتى إشعار آخر.
ونقلت الصحيفة عن تال هاجين، محلل استخبارات المصادر المفتوحة قوله : “لقد حالف الحظ إسرائيل كثيرًا. لو كانت الإصابة على بُعد بضع مئات من الأمتار فقط في اتجاه مختلف، لكانت قد تسببت في خسائر بشرية فادحة، لا سيما في مبنى الركاب رقم 3 أو على متن طائرات الركاب التجارية القادمة إلى المطار”. ونظرًا لقدراتها التفجيرية، فإن خطر الصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت يفوق بكثير خطر الصواريخ التي تطلقها حماس.
وأضاف: “يُظهر الحوثيون بوضوح قدرتهم على الإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي من خلال بثّ الخوف في نفوس المواطنين. كما ستشعر الحكومة بقلق بالغ من إمكانية اختراق صاروخ باليستي للأنظمة الدفاعية”.
وأثار مصدر أمني آخر تساؤلات حول حجم التدريب العملي الذي تلقته فرق الدفاع الجوي، بما في ذلك الجنود الأميركيين، ضد هجمات الصواريخ الباليستية الحية
وقال: “هناك حدٌّ لعدد التهديدات الفعلية التي واجهتها طواقم الاعتراض، كما هو الحال مع عدد الصواريخ الباليستية المُطلقة. هذا ليس شيئًا تدربت عليه الكثير من الجيوش في سيناريوهات واقعية، ولكن في النهاية لن تتمكن من إيقاف كل شيء
كما أشار التقرير إلى أن خيارات “إسرائيل” للرد تبدو محدودة للغاية، حيث تفتقر إلى معلومات استخباراتية كافية على الأرض في اليمن، كما أن أي عملية برية أو غارات كوماندوز تحمل مخاطر عالية.
يكشف تقرير “ذا ناشيونال” عن حالة من الارتباك والضعف المتزايد في صفوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام القدرات المتطورة للجيش اليمني (أنصار الله). ويؤكد فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية وشلل حركة الطيران، أن “إسرائيل” باتت تواجه تهديدًا حقيقيًا وعجزًا واضحًا عن مواجهته، ما يضع مستقبل أمنها على المحك في ظل استمرار العدوان على غزة وتصاعد التضامن اليمني مع القضية الفلسطينية