مراسل صحيفة التايمز البريطانية للشؤون الخارجية والدفاع : رغم إنفاق واشنطن 7 مليارات دولار لمواجهتهم ..الحوثيون يملكون زمام المبادرة في البحر الأحمر والآن يدهم هي العليا

الحوثيين لا يزالون يتحدون القدرات العسكرية والتكنولوجية الأميركية والبريطانية، ويثبتون قدرتهم على البقاء والمناورة رغم كل الضغوط.

الأمر اللافت هو أن الحوثيين، رغم الحصار والضربات، ما زالوا يعتمدون على تصنيع محلي متطور لطائرات مسيّرة زهيدة التكلفة، مما يجعل تكلفة هجماتهم منخفضة للغاية مقارنةً بكلفة التصدي لها من قبل القوات الغربية.

التايمز البريطانية تكشف عن تفوق الحوثيين في البحر الأحمر رغم التصعيد الأمريكي.
– خسائر عسكرية أمريكية متصاعدة في مواجهة الحوثيين تصل إلى مليارات الدولارات وتتضمن خسارة مقاتلة متطورة.
– وعود ترامب بـ”القضاء على الحوثيين” تتبخر أمام صمود الجماعة اليمنية وقدراتها العسكرية المتنامية .
– انقسام حاد في واشنطن يعمق أزمة إيجاد استراتيجية فعالة لإنهاء تهديد الحوثيين لحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
– مشاركة بريطانيا في العمليات العسكرية ضد الحوثيين محفوفة بمخاطر كبيرة وتستنزف قدرات الحلفاء دون تحقيق أهداف استراتيجية واضحة.

نشرت صحيفة thetimes “التايمز” البريطانية تقريرا أعده مراسل الصحيفة للشؤون الخارجية والدفاع مارك أوربان  أكد فيه عن أن جماعة “أنصار الله”  في اليمن، باتت تملك اليد العليا في المواجهة المحتدمة في مياه البحر الأحمر، وذلك على الرغم من الحملة العسكرية الأمريكية المتواصلة والمكثفة لردعها.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الصاروخية التي تشنها الجماعة اليمنية على أهداف إسرائيلية والسفن التجارية التي تعبر هذا الممر المائي الحيوي للتجارة العالمية مستمرة دون توقف، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول جدوى الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن وتكاليف هذه المواجهة التي لا تبدو في الأفق القريب قابلة للحل.
التقرير استهل بوصف دقيق الحادثة التي وقعت على متن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”، التي ادت لسقوط طائرة مقاتلة متطورة من طراز F/A-18، تقدر قيمتها بنحو 67 مليون دولار أثناء مناورة مفاجئة للسفينة بهدف تفادي الصواريخ التي أطلقها الحوثيون.
واعتبر التقرير هذه الواقعة بمثابة تذكير صارخ بالتكاليف الباهظة والتحديات المعقدة التي تواجه القوى الغربية في حربها ضد خصم يتمتع بقدرة فائقة على التكيف والمراوغة.
وأضاف التقرير أن خسارة هذه الطائرة تضاف إلى الفاتورة المتزايدة للعمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، والتي بلغت حتى الآن ما يقارب 7 مليارات دولار خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية.
وأشار التقرير إلى وعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ”القضاء على الحوثيين”، لافتًا إلى أن الحملة العسكرية ضدهم شهدت تصعيدًا ملحوظًا في عهده، حيث نفذت الولايات المتحدة ما يزيد عن 800 غارة جوية. واستذكر التقرير اعترافات سابقة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الرئيس جو بايدن نفسه، بفشل الضربات الأمريكية المتكررة في تحقيق هدف ردع الحوثيين. وعلى الرغم من هذا التصعيد الأخير، استمر الحوثيون في شن هجماتهم بتحدٍّ سافر، ما أثار شكوكًا عميقة حول مدى فعالية الاستراتيجية الأمريكية المتبعة.
وأكد التقرير أن الحوثيين يمتلكون ترسانة متنوعة من الصواريخ، بعضها يتمتع بمدى فعال ما يمنحهم القدرة على استهداف العمق الإسرائيلي والسفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية موضحا أن هذه القدرات الهجومية تتنامى باستمرار بفضل الدعم العسكري والتقني الذي تقدمه طهران للحوثيين.
أشار التقرير إلى انضمام طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني إلى العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، وذلك بعد فترة توقف للغارات الجوية منذ فبراير الماضي. ورغم أن هذه المشاركة قد تخدم أهدافًا سياسية، إلا أن التقرير حذر من المخاطر الجسيمة التي تواجه الطيارين البريطانيين والأمريكيين، مؤكدًا أن الحوثيين يمتلكون قدرة عالية على المناورة ويدعمهم ترسانة أسلحة متطورة. وقد أسقط الحوثيون بالفعل عددًا من الطائرات المسيرة الأمريكية باهظة الثمن، ما يبرز التحدي الذي يواجه القوات الغربية.
وشدد التقرير على التكاليف الفلكية لاعتراض صواريخ الحوثيين، حيث تصل تكلفة الصاروخ الواحد من الأنظمة الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية إلى ملايين الدولارات. كما أن حماية السفن الحربية تتطلب إطلاق وابل من الصواريخ الدفاعية المكلفة، بينما قد تتجاوز خسارة سفينة حربية واحدة حاجز المليار دولار.
وحذرت الصحيفة من أن هذه العمليات تستنزف المخزونات الأمريكية من الأسلحة الأساسية التي قد تكون ضرورية في أي صراع إقليمي أوسع نطاقًا مع إيران أو الصين مضيفة بأن الحوثيين يطورون بشكل متزايد قدراتهم على تصنيع طائرات مسيرة أصغر حجمًا داخل اليمن وبتكلفة زهيدة نسبيًا، ما يمنحهم القدرة على شن هجمات مستمرة دون الاعتماد الكلي على الإمدادات الخارجية.
اختتم تقرير التايمز بالإشارة إلى أن الحوثيين، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، أظهروا صمودًا لافتًا في وجه الضغوط العسكرية والسياسية. وأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواجهون صعوبات متزايدة في وقف هذا التهديد المتصاعد الذي يزعزع استقرار الملاحة البحرية والمنطقة بأسرها، وينذر بمزيد من التصعيد في ظل غياب أي مسار دبلوماسي واضح المعالم.

كاتب أميركي: هكذا تفوق أنصار الله على واشنطن

قد يعجبك ايضا