عملية مَوضِعيّة بأيدٍ “نظيفة”..اليمن يحتجز أولى سفن العدو الإسرائيلي

أسقط اليمن بعملية ضبط السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر أولى أهداف كيان الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة، المتمثلة بضبط إيقاع المعركة تحت سقف محدد، وأعطى حافزاً أقوى يزيد حدة خلافاته مع الولايات المتحدة. وما يزيد الوضع سوءاً بالنسبة للكيان، توقيت العملية الحرج، الذي أتى في خضم تشكل موقف دولي لضرورة وقف إطلاق النار وارتفاع حجم الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية والتي ستتخذ منحى طردياً مع وضع اليمن يده على ممر الإمداد الجنوبي لفلسطين المحتلة وبالتالي تردد السفن من متابعة رحلتها إلى ميناء إيلات.

ترتكز قراءة العملية التي قامت بها القوات المسلّحة اليمنيّة، على منحيين. الأول: الإعداد الاستخباراتي للعملية، لمعرفة أيّ السفن هي المستهدفة والتأكد من هويتها ووجهتها ثم معرفة التوقيت الذي تكون فيه قد وصلت إلى النقطة الجغرافية المحددة. وبحسب مصدر عسكري تحدث لموقع “الخنـادق” فإن “الأجهزة الاستخباراتية اليمنية لديها الأساليب المناسبة التي سخرتها لإتمام العملية”. مضيفاً أن “الأيام القادمة ستكشف عن جانب مهم من قدرة هذه الوحدة”. الثاني، تنفيذ العملية. اللافت أن احتجاز السفينة جرى دون الحاجة لاستخدام أي نوع من الأسلحة أو إيقاع الخسائر البشرية أو اللوجستية من الجانبين، وهو ما يُعرّف عنه بالعملية “النظيفة”.

ويشير العميد عبد الغني الزبيدي، الخبير في الشؤون العسكرية في حديث خاص لموقع “الخنـادق”، أن “التنفيذ بطائرة هيلكوبتر، على متنها قوات خاصة-كوماندوز تجري عملية إنزال على سطح السفينة يؤكد على نجاعة وتدريب وتأهيل هذه القوة بحيث تقوم بعمل من هذا النوع دون ان تسفك قطرة دم واحدة”.

ويشير الزبيدي أن “جزء من مواجهة العدو هو المواجهة الاقتصادية. كيف يمكن أن تقلقه وألا تتحرك أي سفينة باتجاه ميناء إيلات، وأي سفينة قد تتحرك بذلك الاتجاه عليها أن تدرس خياراتها جيداً، بأنها قد تتعرض للقصف، أو الاحتجاز”. مضيفاً “العملية أيضاً لها جانب معنوي بأننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن هناك من تحرك لأجلهم وهو مستعد لتقديم المزيد وقد نشهد تطورات خلال الأيام القادمة”.

ورداً على سؤال حول إقدام الجانب الغاصب الإسرائيلي أو الأميركي باستهداف الداخل اليمني رداً على العمليات المستمرة والمتزايدة، ان كانت بالمسيرات والصواريخ إلى الداخل المحتل أو عبر القبض على الممرات البحرية، وتصريح قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، بأن “تل أبيب لديها خطط لشن هجمات في اليمن”، لفت الزبيدي في حديثه إلى موقع “الخنـادق” إلى أن “كلّ الاحتمالات واردة. القيادة اليمنية عندما قامت بعمل من هذا النوع كانت تتوقع أسوأ السيناريوهات وبالتالي هي جاهزة وهي تعرف كيف ترد وتواجه”. مضيفاً “لكنني أستبعد على الأقل في هذه المرحلة أن يقوم كيان الاحتلال أو الولايات المتحدة بأي استهداف في الداخل اليمني. ما هي الجدوى المبتغاة؟ هم لا يملكون احداثيات عسكرية لمصانع ومخازن الأسلحة ولا أي شيء من هذا القبيل”. وبالتالي هم بذلك، يُقدمون على رفع سقف العمليات العسكرية أكثر.

تركت العملية تداعياتها على غير صعيد سيمتد أثرها إلى ما بعد انتهاء الحرب. فهي إضافة إلى أنها قد زادت من أوراق الضغط السياسية على كيان الاحتلال وخلفه واشنطن خاصة فيما يتعلق بمسار المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وإحراج الأنظمة العربية المطبّعة التي تعرّت أمام الرأي العام العربي والعالمي، كسرت العملية هيبة الأساطيل وحاملات الطائرات الأميركية المنتشرة في المحيطات والبحار التي تزعم حماية الممرات المائية الدولية وتقف دون القيام بأي فعل “معادٍ” وهذا ما سيترجم فعلياً في أي صفقة تطبيع قادمة.

الكاتب:

مريم السبلاني

قد يعجبك ايضا