كلكاليست العبرية : ميناء إيلات المعطّل يستنجد بواشنطن والقاهرة لرفع الحصار اليمني
الحكومة لا تعمل – وميناء إيلات يطلب من الولايات المتحدة ومصر التدخل
قالت صحيفة “كالكاليست” العبرية الإثنين، إن الكيان الصهيوني يشهد أزمة اقتصادية وملاحية حادة في ميناء إيلات الذي يعيش حالة شلل شبه تام نتيجة استمرار الحصار اليمني
وكشفت الصحيفة العبرية عن تحركات دبلوماسية واسعة تقودها إدارة ميناء “إيلات” بهدف تشكيل جبهة ضغط عربية ودولية على صنعاء، في محاولة لإنهاء الحصار البحري المفروض على الميناء الواقع جنوب إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن ميناء “إيلات” لا يزال مغلقاً، وسط استمرار رفض شركات الشحن عبور البحر الأحمر باتجاهه، ما تسبب في شلل شبه كامل لحركة التجارة البحرية في المنطقة، دون أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية أي خطوات لمعالجة الوضع حتى الآن.
وفي إطار جهودها لكسر الحصار، أفادت الصحيفة بأن إدارة الميناء تواصلت مع السفارة الأمريكية، مطالبة بإدراج قضية الحصار ضمن بنود اتفاق شرم الشيخ المرتقب. كما تسعى الإدارة إلى فتح قنوات اتصال مع الحكومة المصرية لتنسيق موقف عربي ودولي مشترك يضغط على صنعاء لرفع الحصار.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في الميناء وجهوا طلباً إلى هيئة النقل البحري الإسرائيلية لتجنيد وكالات دولية متخصصة للمساعدة في التعامل مع الحصار، معربين عن أملهم في أن تسفر هذه التحركات عن إعلان يمني يسمح بمرور السفن واستئناف النشاط البحري في الميناء.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، وسط مخاوف من تأثيرات الحصار على حركة التجارة الإقليمية، ودعوات لتدخل دولي عاجل يضمن حرية الملاحة في الممرات البحرية الحيوية.
– على الرغم من إعلان انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لم يعد ميناء إيلات إلى طبيعته بعد، حيث لم يتم إزالة التهديد الحوثي بعد. وعلى الرغم من أن الحوثيين أعلنوا أنه طالما تم الحفاظ على الاتفاق بين حماس وإسرائيل، فلن يستمروا في إطلاق النار على إسرائيل، إلا أنهم لم يلتزموا بوقف مهاجمة السفن المارة عبر قناة السويس.
– وفي أعقاب التهديد للقناة، تم إغلاق ميناء إيلات بالكامل تقريبًا منذ نوفمبر 2023، وانخفضت إيراداته بنسبة 80٪. وفي ظل عدم وجود بيان من الحوثيين بأنهم سيتوقفون عن مهاجمة السفن، ترفض شركات الشحن الدولية المرور عبر قناة السويس والوصول إلى ميناء إيلات أو الدول العربية.
– علم موقع كالكاليست أن مسؤولين في ميناء إيلات قد اتصلوا بسفارة الولايات المتحدة بطلب إدراج قضية قناة السويس في الاتفاقية الموقعة برعاية الرئيس دونالد ترامب. طُلب من هيئة النقل البحري أيضًا حشد جهات دولية للمساعدة في إزالة التهديد الحوثي للمعبر البحري
– ميناء إيلات غير راضٍ عن هذا، ويسعى للتواصل مع مصر، صاحبة قناة السويس. يأمل ميناء إيلات أن يتعاون المصريون مع الدول العربية والولايات المتحدة للضغط على الحوثيين وإقناعهم برفع الحصار عن القناة
رغم انتهاء الحرب.. تهديد الحوثيين لا يزال يشل ميناء إيلات
وفي التاسع من أكتوبر الجاري نشرت صحيفة كالكاليست العبرية تقريرا بعنوان (رغم انتهاء الحرب.. تهديد الحوثيين لا يزال يشل ميناء إيلات) أفادت فيه أنه ورغم ما وصفته بـ»احتفالات» نهاية الحرب وعودة الحديث عن التعافي الاقتصادي «الإسرائيلي»، إلا أن ميناء أم الرشراش «إيلات» يُبدي تفاؤلاً أقل، مؤكدة أن صنعاء فرضت واقعاً استراتيجياً جديداً في البحر الأحمر لا تستطيع «تل أبيب» تجاوزه.
وأقرت الصحيفة بأن صنعاء «تمكنت من إصابة الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل». فميناء «إيلات»، الذي كان يوما بوابة الاحتلال نحو آسيا وإفريقيا، بات «مشلولاً بنسبة تفوق 90%»، منذ إعلان اليمن حظر الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، إسنادا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة على مدار عامين متواصلين.
ويؤكد التقرير أن الخسائر المباشرة للميناء تتجاوز المليار دولار شهرياً، وأن شركات التأمين الدولية ترفض تغطية السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة. هذا التحول الاقتصادي، وفق الصحيفة العبرية، «أجبر إسرائيل على إعادة رسم خطوط تجارتها البحرية لأول مرة منذ عقود»، واضعا صنعاء في موقع القوة الجيوسياسية التي لم تكن تتخيلها حتى القوى الإقليمية الكبرى.
ويعترف التقرير بأن اليمن في إغلاقه باب المندب أمام الملاحة «الإسرائيلية» حقق «إنجازاً غير مسبوق»، بينما عجز الاحتلال خلال عامين عن فك الحصار أو ردع الجبهة اليمنية وإضعافها.
وذهبت الصحيفة إلى أبعد من الاعتراف بالفشل بالقول إن «الاحتمال الوحيد أمام إسرائيل هو أن تتفرغ لاحقا، بعد استقرار الوضع في غزة، لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر»، في إشارة إلى احتمال لجوء «تل أبيب» إلى مواجهة مفتوحة مع صنعاء في محاولة لإضعاف القدرات العسكرية اليمنية، رغم إقرار الاحتلال بصعوبة التعامل مع ما يصفه بـ«التهديد اليمني».