مطارات العدو تحت مرمى الصواريخ اليمنية.. وفرض حصار جوي شامل على الكيان

عبدالحكيم عامر

في تطور غير مسبوق في خارطة الصراع العربي “الإسرائيلي”، فاجأت القوات المسلحة اليمنية العالم يوم الأحد بعملية نوعية استهدفت مطار “بن غوريون” في قلب كيان الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ فرط صوتي، لتسجل بذلك تحولًا استراتيجيًا جديدًا في معادلات الردع، ولتبعث برسالة قوية تؤكد أن اليمن، رغم العدوان والحصار، بات لاعبًا محورياً في مواجهة المشروع الصهيوني – الأمريكي.

إن استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني بعيد المدى لا يمكن التعامل معه بوصفه عملية تكتيكية محدودة، بل هو عمل عسكري استراتيجي محكوم بحسابات دقيقة، ويعكس تقدمًا هائلًا في القدرات الصاروخية اليمنية التي باتت تضاهي تقنيات دول كبرى، وتخترق واحدة من أكثر المنظومات الدفاعية تعقيدًا في العالم.

ما يميز هذه الضربة ليس فقط دقتها وقدرتها على الوصول إلى هدف حساس واستراتيجي في عمق الكيان المحتل، وإنما توقيتها ومغزاها الردعي، فالضربة جاءت في لحظة شديدة الحساسية بالنسبة للعدو الصهيوني، الذي يتخبط في مستنقع غزة، ويستعد لتوسيع عدوانه في رفح، وسط تنديد عالمي وإرباك داخلي.

فمنذ إعلان اليمن دخولها خط المواجهة مع الكيان الصهيوني عقب بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023، لم تكتفِ بالتصريحات، بل بادرت بالعمليات البحرية ضد السفن المرتبطة بالعدو إسرائيل، وأغلقت ممر البحر الأحمر في وجهها. اليوم، تنتقل من المياه إلى الأجواء، لتفرض حصاراً جوياً على الكيان، وتُسقط هيبة مطاره المركزي بصاروخ واحد،

هذه المعادلة الجديدة تنقل الردع اليمني من ردع بحري محدود إلى ردع جوي شامل، وتفتح أبواب تصعيد مدروس لا يُمكن للعدو الإسرائيلي تجاهله، ولا حتى التحالف الأميركي البريطاني، الذي فشل – بعد أكثر من 100 يوم من القصف المتواصل على اليمن – في تحجيم قدرتها العسكرية أو ثنيها عن موقفها الداعم لغزة.

إن استهداف مطار بن غوريون في “يافا المحتلة” يحمل بُعدًا عسكريًا، بل وهو ضربة في العمق السياسي والاقتصادي والنفسي لكيان الاحتلال، فهذا المطار هو بوابة الكيان الصهيوني إلى العالم، ومصدر حيوي للاستقرار الداخلي، وعنوانٌ لهيبته، إصابته وإغلاقه تعني باختصار أن أي مكان في “الأراضي المحتلة” لم يعد آمنًا للعدو، وأن اليد اليمنية قادرة على الوصول إلى حيث تريد.

كما أن العملية استراتيجية بامتياز، تنطلق من عقيدة إيمانية، وإرادة سيادية صلبة.

ومنذ بداية الضربات الأميركية البريطانية على اليمن مطلع هذا العام، كان الرهان الأميركي أن تتراجع صنعاء تحت الضغط العسكري، وتكتفي بدور “رمزي” في معركة غزة، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، فاليمن لم تتراجع، بل تصاعد أداؤها العسكري، واتسعت خياراتها من البحر إلى الجو، ومن التكتيك إلى الاستراتيجية.

الضربة على مطار بن غوريون تؤكد بشكل حاسم أن العدوان الأميركي فشل في تحقيق أهدافه، وأن قدرة اليمن على الصمود والتطوير مستمرة، رغم الحصار والتدمير، بل إنها تزداد جرأة وصلابة، وتتحرك في إطار مشروع متكامل لمساندة القضية الفلسطينية.

وإن أكثر ما يرعب كيان الاحتلال الصهيوني في هذه المرحلة ليس فقط الضربة اليمنية في المطار، بل إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض “حصار جوي شامل” على الكيان الصهيوني، هذا الإعلان يُعد سابقة عربية وإسلامية غير مسبوقة، ويعيد إلى الذاكرة ما كانت تقترحه بعض الدول كأحلام نظرية… فإذا باليمن ينفذها فعليًا، رغم الظروف الصعبة.

السؤال الذي يجب أن يُطرح اليوم: من التالي بعد اليمن؟ ومن سيملك الجرأة ليقتدي بهذا الموقف الشجاع؟ فالصمت لم يعد مقبولًا، والخذلان بات فضيحة، واليمن بات يُقدّم حجة على كل من لا يزال يبحث عن أعذار للتقاعس أو التطبيع.

وفي الأخير، إن العملية اليمنية التي استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي تُعد نقطة تحول في مسار الصراع العربي الصهيوني، إنها لحظة إعلان عن ميلاد جبهة ردع جديدة، مستقلة، وقادرة، ومبنية على عقيدة قرآنية لا تساوم ولا تساير.

من صنعاء إلى غزة، تُكتب اليوم معادلة الأمة الجديدة: من يقصف أبناء غزة… ستُقصف عاصمته، ومن يحاصر شعب غزة… سيُحاصر في مطاراته، ومن يراهن على إيقاف وإضعاف اليمن… سيتفاجأ بالقوة الصاروخية القادمة من اليمن التي لا تُساوم ولا تُهزم ولا تتراجع.

قد يعجبك ايضا