منظمة رصد النزاعات المسلحة ACLED : أنصار الله يتحدون واشنطن ويربكون الكيان الإسرائيلي

ذكرت منظمة رصد النزاعات المسلحة acleddata  في تقرير حديث أن جماعة الحوثيين  واصلت تصعيد عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، رغم الضغوط المتواصلة من قبل الولايات المتحدة.

وأفادت المنظمة أن تلك الضغوط لم تفضي إلى وقف الهجمات، بل أسهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع واشنطن، واصفة هذا الاتفاق بأنه “خطوة تكتيكية” ضمن استراتيجية مقاومة طويلة المدى لا تعكس تراجعاً أو تخلياً عن الموقف العسكري.

وأشار التقرير إلى أن حركة الحوثيين  نفذت، منذ أكتوبر 2023، أكثر من 520 هجوماً، استهدفت خلالها 176 سفينة تجارية، إلى جانب 155 ضربة دقيقة طالت مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما وصفه بـ”تصعيد تدريجي” يهدف إلى دعم غزة والرد على العدوان الإسرائيلي.

وأضافت المنظمة أن الجماعة استخدمت أسلحة نوعية متقدمة، منها طائرات مسيرة من طراز “يافا” وصواريخ “فلسطين 2” الأسرع من الصوت، الأمر الذي أدى إلى إحداث تحول نوعي في قدراتها العسكرية، مكنها من استهداف مطار بن غوريون وتعطيل حركة الملاحة الجوية الإسرائيلية في أكثر من مناسبة.

وأكد التقرير أن حركة الحوثيين  تتبنى استراتيجية الضربات المحدودة عالية التأثير، التي تسعى لإلحاق ضرر اقتصادي ونفسي بإسرائيل، دون التورط في مواجهة استنزافية.

ولفت إلى أن 774 غارة جوية أمريكية استهدفت اليمن منذ يناير 2024 لم تنجح في تقويض قدرات الحركة أو تقليل فعاليتها العسكرية، مما يكشف، بحسب التقرير، عن ضعف التأثير العسكري الأمريكي في الساحة اليمنية.

كما أوضح التقرير أن العمليات التي أطلقتها الجماعة في البحر الأحمر منذ 19 أكتوبر 2023 جاءت كرد مباشر على قصف مستشفى الأهلي في غزة، مشيراً إلى أن أكثر من 520 هجوماً بحرياً نُفذ في هذا السياق، من بينها 155 استهدفت مواقع داخل إسرائيل، في حين اعتبرت الحملات الغربية مثل “حارس الرخاء” و”بوسيدون آرتشر” و”الفارس الخشن” غير قادرة على وقف الهجمات أو تحقيق أهدافها.

وفند التقرير مزاعم الدول الغربية بشأن تدمير الترسانة العسكرية اليمنية، مؤكداً أن قوة الردع لدى الحوثيين (أنصار الله) لا تقاس بعدد الصواريخ أو الطائرات المسيرة، بل بقدرتها على زعزعة أمن العدو وفرض تهديد دائم عليه.

وأشار أيضاً إلى أن الحصار الجوي الذي أعلنته صنعاء في 4 مايو 2025 نجح في شل حركة الطيران الإسرائيلي، متسبباً في انسحاب عدة شركات طيران دولية من مطار بن غوريون، وهو ما اعتبره التقرير أحد أبرز نجاحات الضغط العسكري غير التقليدي الذي تمارسه الجماعة.

وفيما يتعلق بالهجمات على السفن، أفادت المنظمة أن نحو 17% فقط من السفن المستهدفة كانت على ارتباط مباشر بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، ما يضعف من صدقية الرواية الغربية التي تتهم الجماعة الحوثيين بإعاقة حركة الملاحة الدولية دون تمييز.

أما بخصوص عملية “الفارس الخشن”، التي أطلقتها إدارة ترامب منتصف مارس 2025، وبلغت كلفتها نحو مليار دولار خلال أسبوعين، فقد وصفها التقرير بـ”الإخفاق الكبير”، مشيراً إلى أنها انتهت باتفاق وقف إطلاق النار في 6 مايو 2025، وهو ما اعتبره استسلامًا غير معلن أمام صمود الجماعة اليمنية.

واختتم التقرير  بالقول إن حركة الحوثيين تمكنت من إعادة صياغة مفهوم الحرب غير المتكافئة في المنطقة، مؤكداً أن تفوقها لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل أيضاً على القدرة الإعلامية وبناء خطاب مقاوم دائم التأثير في الوعي الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا