من “إيلات” إلى حيفا.. الصواريخ اليمنية تنهك الاقتصاد “الإسرائيلي”
الخبير الاقتصادي الحداد: وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى مختلف جغرافيا الأراضي المحتلة يعرض المنظومة الاقتصادية الإسرائيلية للشلل التام.
الخبير الاقتصادي الجعدبي: تواجد مصانع الأمونيا في حيفا يشكل تهديداً استراتيجياً محتسباً لخليج حيفا.
تتوالى الضربات على كيان العدو الإسرائيلي من جبهة الإسناد اليمني ضربة تلو أخرى، الأمر الذي أفقد الكيان الصهيوني توازنه، وأصابه في مقتل.
لم يستوعب العدو الإسرائيلي صدمة الحصار الجوي على مطار اللد المسمى صهيونيا “بن غوريون” وما له من تأثيرات اقتصادية كبيرة، على وقع الإغلاقات المستمرة وتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى مطار اللد، والتي وصلت في الآونة الأخيرة إلى قرابة 22 شركة طيران، حتى فاجأته القوات اليمنية بقرار حظر بحري جديد، وهذه المرة على ميناء حيفا.
ويأتي إعلان حظر ميناء حيفا ردا على إعلان العدو الإسرائيلي توسيع العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، في مؤشرات تعكس جهوزية القوات المسلحة اليمنية العالية لتصعيد العمليات الهجومية وخوضها في مسارات متعددة، الأمر الذي أرعب كيان العدو وأربك كل مخططاته.
ووفق خبراء ومحللين اقتصاديين فإن قرار الحظر على ميناء حيفا يسهم في مفاقمة معاناة كيان العدو الإسرائيلي وتكبيده خسائر اقتصادية جسيمة، مشيرين إلى أن حظر الملاحة الصهيونية من وإلى ميناء حيفا وأم الرشراش وكذا مطار اللد يجعل قرابة 60% من اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي عرضة للخطر بفعل النيران اليمنية.
توسيع العمليات وفرض المعادلات
وفي هذا السياق يؤكد الخبير في الشؤون الاقتصادية رشيد الحداد أن العمليات العسكرية اليمنية تتخذ مسارا استراتيجيا فذا في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي إسنادا للقضية الفلسطينية وانتصارا لمظلوميتها.
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن تمكن القوات اليمنية من خنق الكيان الصهيوني بحرياً وجوياً يعكس النقلة النوعية والتطور المتنامي لدى القدرات العسكرية اليمنية التي نجحت في تعزيز الحصار الاقتصادي على كيان العدو، بالرغم من ابتعادنا عن جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة لقرابة 2000 كيلو متر.
ويرى الحداد أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية وفرض معادلات جديدة يوحي بأن بمقدور القوات اليمنية الوصول إلى أي نقطة داخل كيان العدو، الأمر الذي يجعل كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت النيران اليمنية، وبالتالي إحداث شلل كامل للمنظومة الاقتصادية الإسرائيلية.
ويشير إلى أن المعادلات التي تفرضها القوات اليمنية فاعلة، ولها تداعيات بالغة على كيان العدو، مبينا أن حظر الملاحة الصهيونية عبر البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي نجح بامتياز، للحد الذي وصلت حركة الملاحة الصهيونية البحرية عبر المناطق التي تم ذكرها آنفا إلى صفر.
ويلفت إلى أن إعلان الحظر الجوي على مطار اللد أسهم خلال الساعات الأولى من إعلان القرار في انخفاض عدد الرحلات وتراجع العشرات من شركات الطيران العالمية، وفي الوقت الذي يحاول كيان العدو تطمين شركات الطيران وإقناعها بالعودة لتسيير الرحلات تأتي عملية جديدة على المطار ذاته، الأمر الذي يعزز من مخاوف شركات الطيران وجعلها تفقد مصداقية العدو الإسرائيلي الذي فشل في تأمين أكثر المناطق حساسية لدى الكيان.
ويرى الخبير الاقتصادي الحداد أن اليمن نجح بجدارة عالية في تثبيت الحصار من خلال تمديد شركات الملاحة الدولية إلغاء رحلاتها إلى كيان العدو الصهيوني، أمام فشل الدفاعات الجوية للعدو، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يدفع اليوم “ضريبة كبيرة جدًا” جراء جرائم الحرب في غزة.
وتعود أهمية الموانئ لدى كيان العدو الإسرائيلي في كونها تشكل عصب الاقتصاد الصهيوني، إذ إن قرابة 99٪ من التجارة الدولية للعدو الإسرائيلي يتم التعامل معها عبر موانئه البحرية.
تهديد عسكري اقتصادي
ويتم عبر تلك الموانئ تداول 57 مليون طن من البضائع سنوياً، ووفقا لمصادر عبرية فإن أكثر من 60% من الناتج “القومي” الإجمالي للكيان يعتمد على التجارة البحرية.
وحول هذه الجزئية يؤكد الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي أن قرار القوات المسلحة اليمنية فرض حظر بحري على ميناء حيفا يمثل تهديداً شاملاً على كل مفاصل العدو الحيوية والاقتصادية والعسكرية، لافتاً إلى أن أي استهداف للميناء ومرافقه سوف يصيب اقتصاد الكيان “الإسرائيلي” بمقتل.
ويقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “الميناء يمتاز باحتوائه على خليط كبير من المنشآت الاقتصادية والحيوية، وبالتالي فإن استهدافه يعني توسيع دائرة الخسائر لتشمل كل قطاعات الكيان “الإسرائيلي”، خصوصاً وأنه يعتمد على الميناء بنسبة 99% للاستيراد والتصدير”.
ويضيف “استهداف ميناء حيفا وعزوف شركات الشحن البحري الدولية عن التعامل معه يعني تكبيد العدو الصهيوني خسائر سنوية فادحة، قد تصل إلى أكثر من 75 مليار دولار، بسبب تعطيل حركة الصادرات التي يجني منها أرباحاً تقدر بـ 30 مليار دولار، والواردات بـ45 مليار دولار”.
ويوضح أن العدو يتداول سنوياً 30 مليون طن من الحبوب عبر ميناء حيفا، مؤكداً أنه سيواجه أزمة غذاء عند إغلاق الميناء، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تبدأ شركات الشحن البحري الدولية إعلان عزوفها عن التعامل مع ميناء حيفا، متطرقًا إلى التداعيات التي نجمت عن الساعات الأولى من إعلان البيان.
الأهمية الاستراتيجية لميناء حيفا
ويستعرض الجعدبي موانئ فلسطين المحتلة حسب الأهمية الاستراتيجية والقيمة الاقتصادية لتك الموانئ، حيث يأتي ميناء حيفا في المرتبة الأولى، وذلك كون ميناء حيفا يتم فيه تداول 28 مليون طن تشكل نسبة 49 %.
في حين يأتي ميناء أسدود في المرتبة الثانية، ومن خلاله يتم تداول 24 مليون طن تشكل نسبة 42%. وتحل بقية الموانئ (“إيلات” وعسقلان والخضيرة) في المرتبة الثالثة، ويتم فيها تداول 5 ألف طن تشكل نسبة 9 %.
ويسرد الخبير الاقتصادي الجعدبي أبرز المعلومات حول ميناء حيفا، إذ تبلغ إيرادات الميناء إلى قرابة 800 مليون “شيكل” ما يعادل 230 مليون دولار، ويصل صافي الربح قبل الفوائد والضرائب إلى 130 مليون “شيكل” ما يقارب 36 مليون دولار.
ويشير إلى أن إجمالي أصول ميناء حيفاء يتجاوز 3 مليارات “شيكل”.
ويتطرق إلى أن ميناء حيفا يتم فيه تداول 1.4 مليون حاوية، كما يعمل فيه 1025 موظفا بدوام كامل.
وتوجد في ميناء حيفا القاعدة البحرية الصهيونية والتي تحوي مقر وحدة «الحوسبة 3800» المتخصصة في التجسس على الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتتولى مهام القيادة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في جيش العدو.
ويحوي الميناء رصيف «الكرمل»، والذي صُمم وأنشئ ليكون واحداً من أهم وأحدث الأرصفة البحرية على مستوى العالم، إضافة إلى احتوائه على مرسى الغواصات والسفن الحربية، ويضم قطعاً حربية من طراز «ساعر 6» وغواصات من طراز «دولفين 2» التابعة لسلاح البحرية العاملة في جيش العدو والتي كان قد تحصَّل عليها من ألمانيا.
وتكمن خطورة ميناء حيفا في احتوائه على مصانع الأمونيا، والتي يشكل وجودها بحد ذاته تهديداً استراتيجياً محتسباً لخليج حيفا، أضف لذلك وجود رصيف «هاكيشون»، وهو رصيف مخصص لشحن ونقل المواد البتروكيمياوية، ويضم مستودعات لتخزين مواد «الأمونيا» و«الإيثينيل» و«الميثانول».
وبناء على ما تم تداوله من معلومات مهمة حول ميناء حيفا يتضح لنا مدى القلق الصهيوني البالغ إزاء القرار اليمني في حظر الميناء.
وفي المقابل فإن الحظر اليمني حشر كيان العدو الإسرائيلي في زاوية ضيقة جدا، ولا يوجد سبيل أمامه سوى الانصياع ووقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.