على بَابِ الحُسين…للشاعر/معاذ الجنيد

((الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا))

بـِ(حسينِ بدرِ الدين) حين أتانا

أهداهُ للمُستضعفين سفينةً

وعلى طواغيت الورى طُوفانا

أحيا الهُدى والدينَ في أعماقنا

والأرضَ والتاريخَ والإنسانا

وأعادنا لله والقرآن.. إذْ

كُنّا نسينا الله والقرآنا!!

كنا نسينا أمرَ قيّومِيَّةِ

الرحمن.. إن عُدنا إليه رعانا

كنا نسينا الاعتصامَ بحبلهِ

وكتابِهِ.. الله ما أشقانا

كنّا أضعنا ديننا ونبِيَّنا

كُنَّا وكُنَّا.. وهو كانَ وكانا…

كان الهدايةَ والهُداةَ جميعهم

إحسانُهُ يتجاوزُ الإحسانا

كان الإبا والعزَّ والنورَ الذي

قهَرَ الظلامَ وأركَعَ الطغيانا

كان (الحسينَ) بصبرهِ وثباتِهِ

الواعي.. لتُصبِحَ (كربلا) (مَرَّانا)

بهويّةِ الإيمانِ جاءَ مُذكِّراً

لقلوبنا.. فتفجّرت إيمانا

هو رحمةٌ من رحمةٍ نبويَّةٍ

علويَّةٍ.. زيديَّةٍ تغشانا

تغشى جميعَ العالمينَ.. وإنّما

بدأتْ بِنا.. كي تبلُغَ الأكوانا

هذا الصمودُ اليوم بعضُ ثمارهِ

والنصرُ من خيراتِ ما أعطانا

ها نحنُ نجني عزّنا من غرسِهِ

وثباتَنا ونجاتَنا وهُدانا

تتنفَّسُ الأقوامُ (أوبِئةَ) العِدا

وصُدورُنا تتنفَّسُ الرحمانا

لو لم يكُ الرحمنُ أكرَمَنا بِهِ؛

يا شعبُ قُلْ لِي: أين كنتَ الآنا؟؟!!

كنا سُحِقنا تحت أقدامِ العِدا

والناسُ في صمتِ القُبورِ ترانا

لكنّهُ القهَّارُ فوق عبادهِ

قد كان أودعَ في (الحسينِ) إبانا

سُبحانَهُ من واسعٍ ومُدبِّرٍ

من باعِثٍ.. من وارِثٍ ولَّانا

سُبحانَهُ من ناصرٍ لجنودهِ

سُبحانَهُ بالحفظِ كم آوانا

سُبحانَهُ.. سُبحانَهُ.. سُبحانَهُ

سُبحانَهُ.. سُبحانَهُ.. سُبحانَا

بالبدرِ وابنِ البدرِ شرَّفَ قَدرَنا

وعلى جميعِ عبادهِ زَكَّانا

ما هزَّ أمريكا وأظهرَ ضعفَها

أحدٌ سواهُ، سوى أخيهِ، سوانا

في حين أمريكا بذروةِ مجدِها

والكلُّ قد صاروا لها أعوانا

وقفَ (الحسينُ) بوجهها مُتجاوزاً

أذنابها.. يستهدِفُ الشيطانا

رفعَ (الشِّعارَ) مُنادياً بهلاكها

لم يخشَ فرعوناً ولا هامانا

فرداً تحداها بكل شرورها

هانَتْ لهُ.. ولبطشها ما هانا

والناسُ بين مُعاتِبٍ أو ناصحٍ

أو شامتٍ.. يرجون أن يتوانَى

فيُجيبُهُم: من يحمِلُ القرآنَ لو

كان الوحيدَ لَدَوَّخَ الأزمانا

أنصارُهُ ألِفوا السجونَ بعهدِهِ

واليوم غَطّوا أرضنا وسمانا

عرَفَ اليهودُ بأنّهُ الرجُلُ الذي

بيديهِ أمرُ زوالهم قد حانا

شنّوا الحروبَ ليقتلوهُ.. فحدِّثي

يا أرضُ: كم صارَ (الحسينُ) الآنا!!

قتلَتهُ أمريكا.. ولم يهدأ لها

بالٌ.. فصاحَتْ: أمطروا نيرانا

غمَرَتهُ نيراناً.. ولم يهدأ لها

بالٌ.. فقامَتْ تأسِرُ الجُثمانا

سجنتهُ مقتولاً.. ولم يهدأ لها

بالٌ.. أقامت عندهُ سجَّانا

ومضَتْ تظنُّ بهِ مخاوفها انتهتْ

ومضى يُنيرُ دروبنا ورُؤانا

(أحيى من الأحياءِ) ظلَّ يمُدّنا

وعياً تحدَّينا بهِ العدوانا

لم تدرِ أن الله أخَّرَ دفنَهُ

حتى يعُمَّ بهديهِ الأوطانا

حتى تُشَيِّعهُ الملايين التي

كانت تعيشُ مرارةً وهوانا

ما زالَ فينا اليوم حيَّاً كلَّما

قُمنا لنُحيِيَ ذِكرهُ.. أحيانا

* * *

الله يا الله.. يا رحمنُ.. يا

حنَّانُ.. يا منَّانُ.. يا مولانا

أودعتَ (بدر الدين) أعظمَ نعمةٍ

حمَلَتْ إلينا النورَ والفرقانا

أهديتنا عَلَمين من أبنائهِ

وغمرتنا بهُداهُما رضوانا

أخجلتنا جُوداً وفضلاً سيدي

أكرمتنا.. وملأتنا اطمئنانا

ونصَرتَنا.. لمَّا الجِهاتُ تكالَبَتْ

وذكَرتَنا.. لمَّا الجميعُ نَسَانا

أيَّدتَنا ورعَيتَنا وحفَظتَنا

ورفَعتَنا في العالمين مكانا

سُبحَانَكَ اللهُمَّ من مُتفَضِّلٍ..

ثَبِّتْ على نهجِ (الحسين) خُطانا

أوصِلْ مَسيرَتَهُ البِقاعَ جميعها

يا ربّ.. واجعلني لها (حسَّانا)

صلِّي على آبائِهِ وعليهِ ما

ملأَ القلوبَ بنورِهِ إيمانا

وأعِنْ (أبى جبريل) واجعلنا لهُ

جُنداً نَخِرُّ لأمرِهِ إذعانا

يا سَجدةَ الشُّكرِ انحَتِي بجِباهِنا:

((الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا))

معاذ_الجنيد

24/رجب/1441

19/مارس/2020

قد يعجبك ايضا