وَبِكُلِّ عَامْ … للشاعر / الكبير حسن الشرفي

 

بِعَامِهَا السّادِسِ وَالسَّابِعِ آتُونَ بالثَّامِنِ والتَّاسِعِ وَكَيْفَ بِالْعُدْوَانِ إِنْ لَمْ يَجِدْ مِنْ سِامِعٍ فِيْنَا وِلاَ طَائِعِ؟ لَقَدْ حَسَمْنَا أَمْرَهَا مُسْبَقاً بِثَوَّرَةٍ مَيْمُوْنَةِ الطَّالِعِ

***

قَالَ بَنُو الشَّيْطَانِ فِيْ فَجْرِهَا

مَقَالَةَ الْمَخْدُوْعِ وَالطَّامِعِ

وَمِثْلُ مَنْ يَجْرَحُ أَوْدَاجَهُ

بِشَفْرَةٍ عِبْرِيَّةِ الطَّابِعِ

مَضَى نَزِيْفُ الشُّؤْمِ فِيْ قَلْبِهِ

يَطْرَحُهُ لِلْوَجَعِ الْفَاجِعِ

اَلْغَائِبُونَ الْغُلْفُ عنْ وَعْيِهِمْ

هَبُّوْا إِلَى الْبَغْيِ بِلاَ وَازِعِ

وَهَاهِيَ الْأَيَّامُ تَأْتِيْ بِهِمْ

لِفَضْحِهِمْ فِيْ مَشْهَدٍ دَامِعِ

أَيْنَ عُتُوُّ الأَمْسِ.. أَيِنَ الَّذِيْ

زَجَّ بِهِمْ فِيْ قَبْرِهَا الْوَاسِعِ؟

لاَ أَيْنَ.. لاَ كَيْفَ وَقَدْ حَصْحَصَتْ

“وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ”

لاَ أَشْقِيَاءُ النَّفْطِ كَانُوا لَهَا

فِي الْمُسْتَوَى مِنْ عُمْرِهَا الضَّائِعِ

وَلاَ “تِرَمْبْ” الْفُحْشِ أَجْدَى وَلاَ

كُلُّ سِلاَحِ الْعَالَمِ الْخَادِعِ

طَارَتْ بِهِمْ عَنْقَاؤُهُمْ فَجْأَةً

إِلَى غِمَارِ الْفَشَلِ الشَّائِعِ

أَيْنَ بَلاَطُ الْعَارِ يَا أُسْرَةً

تَعِيْشُ عَيْشَ الْخَائِفِ الْخَانِعِ؟

جَرَّدَهَا “الْمَهْفُوفُ” مِنْ مَالِهَا

وَجَاهِهَا الْمُبْتَذَلِ الْمَائِعِ

* * *

وَأَيْنَ شَعْبٌ مَا رَأَى وَجْهَهُ

فِي مَوْقِعِ حُرٍّ وَلاَ وَاقِعِ

يَعِيْشُ مِثْلَ الْسَّائِمَاتِ الَّتِيْ

تُعْنَى بِمَا فِي بَطْنِهَا الْجَائِعِ

تَغَيَّرَ الْعَالَمُ مِنْ حَوْلِهِ

فِيْ الْحَقْلِ.. فِيْ الْمِحْرَاثِ.. فِيْ الزَّارِعِ

فَيْ كُلُّ شَيْءٍ لاَئِقِ الْمُسْتَوَى

فِيْ الْبَيْتِ وَالْسُّوْقِ وَفِيْ الْشَّارِعِ

فِيْ كُلُّ شَيْءٍ فَاخِرِ الْمُحْتَوَى

فِيْ هِمَّةِ الصَّانِعِ وَالْبَائِعِ

لاَ “نَجْدُ أَغْنَى.. لاَ الْحِجَازُ انْتَخَى”

وَتِلكَ حَالُ الذَّنَبِ التَّابِعِ

* * *

ثُمَّ الْتَفِتْ لِلْيَمَنِ الْمُرْتَجَى

فِيْ أَمْسِهِ.. فِيْ يَوْمِهِ الرَّائِعِ

فِيْ شَرَفِ الإِنْسَانِ.. فِيْ وَعْيِهِ

فِيْ كُلِّ مَجْدٍ جَامِعٍ مَانِعِ

هَذَا غُبَارُ الْخَمْسِ مِنْ خَلْفِهِ

يَشْقُّهُ بِالْقَاصِفِ الرَّادِعِ

بِكُلِّ “صَمَّادٍ” بَعِيْدِ الْمَدَى

مِنْ خَافِضِ الْمَرْمَى وَمِنْ رَافِعِ

وَبِالْمَلاَيِيْنِ الْمَيَامِيْنِ لاَ

بِمَشْلَحِ الْمُعْتَرِّ وَالْقَانِعِ

“وَلاَ بِسِرْوَالِ” مَرِيْضِ الْخُصَى

وَلاَ بِفَتْوَى شَيْخِهِ الْخَاشِعِ

* * *

لَكِنَّ صَنْعَاءَ الَّتِيْ لَمْ تَزَلْ

فِيْ عِزِّهَا كَالْكَوْكَبِ السَّاطِعِ

صَنْعَاءُ عَرَّتْ كُلَّ سَوْءَاتِهِمْ

مِنْ قَائِلٍ فَسْلٍ وَمِنْ سَامِعِ

فَيْ الْسَّادِسِ الأَعْوَامِ قُلْ إِنَّهَا

كَالْطُّهْرِ فِيْ مِئْذَنَةِ الْجَامِعِ

صَنْعَاءُ فِيْ “زَيْدٍ وَفِيْ مَالِكٍ”

“صَنْعَاءُ فِيْ الْهَادِيْ وَفِيْ الْشَّافِعِيْ”

***

أَيْنَ “رِيَاضُ الإِفْكِ” مِنْهَا إِذَا

لاَحَتْ،، وَمِنْ تَأْرِيْخِهَا الْنَّاصِعِ؟

وَأَيْنَ مَنْ جَاءَ بِهِمْ كُفْرُهُمْ

بِقَرْنِهِ فِيْ سُمِّهِ الْنَّاقِعِ؟

إِسْأَلْ،، وَلاَ تُسْأَلْ،، وَخَلِّ الْمَدَى

يَقُوْلُ قَوْلَ الْبَاحِثِ الْبَارِعِ

أَيْنَ جُيْوْشُ الأَمْسِ مِنْ يَوْمِهَا

فَيْ الْهَدَفِ الْخَاسِرِ وَالدَّافِعِ؟

إِسْأَلْ،، وَلاَ تُسْأَلْ،، وَقُلْ إِنَّهَا

مَفْضُوْحَةٌ فِيْ صِيْتِهَا الذَّائِعِ

قد يعجبك ايضا