الجبهة اليمنية تقلق “تل أبيب”: المجرم نتنياهو يكشف حجم الخطر ويلوّح بخطوات غير معلنة
الحقيقة ـ خاص
جاء اعتراف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخطورة الجبهة اليمنية ليشكل تحولاً لافتاً في الخطاب الرسمي الإسرائيلي حول حجم التهديد الذي تمثله القدرات العسكرية التي صنعتها اليمن خلال السنوات الأخيرة.
فبخلاف التصريحات السابقة التي كانت تقلل من دور اليمن في معادلة الصراع، يعكس تصريح المجرم نتنياهو الأخير إدراكاً متزايداً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الجبهة اليمنية باتت جزءاً أساسياً من خارطة التهديدات التي تواجه “تل أبيب”.
يُبرز حديث المجرم نتنياهو عن “قدرات محلية واستقلالية كاملة” للأسلحة اليمنية مخاوف “إسرائيل” من تطور تقني يتجاوز قدرة الردع التقليدية المعتمدة على منع نقل الأسلحة من الخارج، ويشير إلى أن التصنيع الذاتي في صنعاء قد وضع الكيان الصهيوني أمام واقع أمني جديد تتعدد فيه مصادر التهديد من عدة جبهات في وقت واحد.
كما أن وصفه راية “الحوثيين” أنصار الله بأنها “مشروع يستهدف تدمير “إسرائيل”” ويأتي في سياق تأطير سياسي أيديولوجي يهدف إلى تبرير أي خيارات عسكرية أو إجراءات أمنية محتملة، رغم أنه لم يفصح عن طبيعة الخطوات التي قد تتخذها حكومته، هذا الغموض قد يشير إلى غياب استراتيجية واضحة، أو إلى وجود ترتيبات أمنية غير معلنة.
ويتزامن هذا الاعتراف بعد تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليات واسعة إسناداً ودعماً للفلسطينيين خلال العامين الماضيين، وشملت إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة واستهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، ما أدى إلى فرض قيود غير مسبوقة على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وتعطيل ميناء إيلات بشكل كامل، وتخوف العدو الإسرائيلي من استئناف القوات اليمنية عملياتها في حال فشل اتفاق وقف أطلاق النار في غزة.
هذه التطورات تظهر أن الجبهة اليمنية لم تعد مجرد عنصر ضغط سياسي، بل باتت عنصراً مؤثراً في الأمن البحري والاقتصاد الإسرائيلي.
في المحصلة، يمثل تصريح نتنياهو إقراراً صريحاً بأن التهديد الآتي من اليمن لا يمكن تحجيمه بسهولة، وأن “إسرائيل” باتت تُدار أمنياً في إطار جبهات متعددة ومترابطة، ما يزيد من تعقيد المشهد الاستراتيجي ويضع “تل أبيب” أمام تحديات جديدة قد لا تكون مستعدة لها بالكامل.