الحديدة.. مسيرة حاشدة لأكاديميي وطلاب الجامعات نصرةً لغزة ورفضًا لخطة ترامب
شهدت مدينة الحديدة، اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة لأكاديميي ومنتسبي وطلاب جامعة الحديدة والجامعات والكليات الأهلية والمعاهد المهنية، انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني وتنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة تحت شعار “مع غزة .. يمن الإيمان في جهاد وثبات واستمرار”.
وهتف المشاركون في المسيرة التي تقدّمها رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الأهدل، وعمداء الكليات ومدراء الجامعات الأهلية وقيادة التعليم الفني، بشعارات رافضة لخطة ترامب التي تكرس الاحتلال ومخططات الاستباحة وتوسيع السيطرة على فلسطين وغزة.
وأوضح المشاركون، أن الخطة تمثل غطاءً جديدًا لتصفية القضية الفلسطينية وأداة مباشرة لتوسيع نفوذ الاحتلال، مؤكدين أن هذه الخطة عرّت مواقف أنظمة عربية وإسلامية التحقت بالمشروع الصهيوني، ومنحت الغطاء السياسي لترامب ونتنياهو في مساعيهما لاستهداف فلسطين والمقاومة.
وجددّوا استنكارهم للصمت العربي المريب إزاء الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء في غزة، بغطاءٍ ودعمٍ أمريكي وغربي، وتواطؤ عربي وإسلامي مكشوف، ما يعكس حجم الانحدار المأساوي الذي وصلت إليه الأمة، ومستوى الخنوع أمام إرادة المحتل.
وعبروا عن اعتزازهم بالمواقف البطولية المشرفة لليمن قيادة وشعبًا وقوات مسلحة في نصرة غزة، مشيدين بالمواقف التاريخية التي كسرت حاجز الصمت وأربكت العدو، مؤكدين أن هذه المواقف تمثل صوت الأمة الحقيقي في مواجهة الاحتلال وداعميه.
وأكد أكاديميو وطلاب ومنتسبو جامعة الحديدة، تأييدهم الكامل ومباركتهم لعمليات الإسناد التي تتواصل بوتيرة عالية دعمًا ونصرة للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، معتبرين ذلك دليلًا على التزام اليمن الثابت بقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تتعرض للخذلان والتآمر المكشوف من أنظمة عربية محسوبة على الإسلام.
ودعوا شعوبَ الأمة إلى كسر جدار الصمت والخروج من دائرة العار عبر مواقف عملية تليق بحجم الجرائم التي تدمي القلوب وتفطر الأكباد، مؤكدين أن الصمت والتخاذل جريمة لا تغسل إلا بالتحرّك الجاد، وإلا فإن عذابَ الله في الدنيا والآخرة هو المصير الحتمي لكل متخاذل.
وحيا منتسبو وطلاب الجامعات والمعاهد الصمود الأسطوري والصبر والملاحم البطولية التي يجترحها أبناء غزة، مقاومةً وشعباً، في مواجهة آلة الإبادة والحصار، داعين شعوب الأمة إلى استلهام دروس الثبات والتضحية والعزة من هذا النموذج الفريد في الصمود والتحدي
ووجه المشاركون، رسائل لدعاة التطبيع وأنصاره في المنطقة الذين باعوا القضية الفلسطينية وقيم الإسلام والعروبة، بأن فلسطين ستنتصر مهما كانت التضحيات والتضليل لجر العرب والمسلمين إلى تحالفات صهيونية لمزيد من إضعافها وتوسيع خطة التطبيع مع الكيان الغاصب والمحتل.
وأكدوا استمرارهم في تنظيم الفعاليات والأنشطة التضامنية نصرةً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، من منطلق التصدي لمؤامرات الأعداء والتوجه الصادق الذي ينسجم مع الانتماء الإسلامي ومصلحة الأمة بما يحقق لها العزة والاستقلال.
وأوضح بيان صادر عن المسيرة، أن استمرار الحراك الأسبوعي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم يأتي استجابة لله تعالى وابتغاءً لمرضاته، وتجديداً للالتزام بخط الجهاد والصبر والتضحية بالأرواح والأموال، ووفاءً للشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وجددّ استمرار الشعب اليمني في نهج الحرية والاستقلال، والمواجهةً المفتوحة مع الطغاة والمستكبرين والظالمين، مؤكداً أن المعركة الراهنة هي معركة فاصلة مع قوى الاستكبار العالمي دفاعاً عن المستضعفين من أبناء الأمة.
وأكد البيان، أن التراجع غير وارد مهما بلغت التضحيات، لأن كلفته ستكون أعظم من كلفة المواجهة، بينما الاستسلام والخضوع لا يجلبان إلا المزيد من الانكسار والهيمنة.
وتساءل بيان المسيرة عن “جدوى الخطابات التي ألقاها قادة الدول العربية والإسلامية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي اعتبرها مجرد وعود لا أثر لها في الواقع، في وقت تواصل فيه بعض الدول خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني”، مستغربًا من مواقف تلك الدول التي ما تزال أغلبها – بما فيها التي تدّعي دعمها وتبنيها لحل الدولتين – ترسل السلاح للعدو الصهيوني في تناقض واضح بين الأقوال والأفعال.
كما تساءل “ما هو سقف الإجرام والمجازر المطلوب لتتحرك تلك الدول وتتخذ خطوات عملية وتخرج من مربع الكذب والخداع واتخاذ خطوات عملية لإيقاف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني؟ “، مؤكدًا أن المقاومة هي الخيار الوحيد أمام الصمت والتخاذل.
وأفاد البيان بأن الضربات الفعالة التي تنفذها القوات الفلسطينية هي الخطوات العملية الحقيقية لوقف العدوان، مبيّناً أن المواقف الكلامية لا تطعم الجوعى ولا توفر الدواء للمرضى والجرحى، ولا تحمي الأطفال من القنابل الفتاكة.
وأضاف “ونحن نعيش ذكرى شهيد الإسلام والانسانية ورمز الجهاد والصدق والثبات السيد حسن نصر الله، ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، نستذكر كيف كان السيد حسن نصر الله سورًا منيعًا وحصنًا حصينًا للأمة، وماهي النتائج السلبية التي كابدتها الأمة بعد رحيله مع رفاقه العظماء الذين اتضح لكل حر عظيم تضحياتهم وخدمتهم لأمتهم، ونعاهدهم بأننا على الدرب حتى الفتح الموعود والنصر المبين وزوال الكيان المؤقت”.