السفارة الأمريكية تفضح نفسها: فشل الأدوات وارتباك الحرب الناعمة ضد صنعاء
عبدالملك عيسى
أستاذ مشارك في علم الاجتماع السياسي
لم يعد خافيا أن واشنطن وحلفاءها في المنطقة يعيشون أزمة حقيقية في معركتهم ضد اليمن وآخر فصول هذه الأزمة جاء عبر فضيحة سياسية وإعلامية حين اضطرت سفارة الشيطان الأكبر في اليمن (المتمركزة في الرياض) للنزول بنفسها إلى ميدان الدعاية الرخيصة ونشر رسم كاريكاتيري تتهم فيه أنصار الله بـبيع المخدرات في حملة وسمتها بـ#أنصار_المخدرات.
حين يتكلم الكفيل… تموت الأدوات
في عرف الحرب الناعمة الكفيل لا يتكلم إلا إذا ماتت أدواته
واشنطن اعتادت أن تدير حملاتها عبر أذرع محلية(قنوات ممولة، مواقع مأجورة، منظمات مشبوهة، ونشطاء مرتزقة يعيشون على الرواتب الخارجية).
لكن أن يخرج الحساب الرسمي للسفارة بهذه اللغة المباشرة فهذا إعلان فشل مدوٍّ لكل تلك الأدوات التي فقدت مصداقيتها أمام الشارع اليمني وأصبحت مكشوفة.
توقيت الحملة ليس بريئا
الهجوم الأمريكي جاء مباشرة بعد نجاح صنعاء في تعبئة المواطنين من أجل نصرة غزة في حملة أظهرت حجم التلاحم الشعبي والديني خلف الجبهات وأربكت المحور الأمريكي – السعودي – الإماراتي، هنا قررت واشنطن الرد بحملة تشويه أخلاقية تستهدف صورة أنصار الله النقية في الوعي الجمعي اليمني في محاولة بائسة لإحداث شرخ بين القيادة والشعب.
الدعاية الرخيصة لا تهزم وعيا قرآنيا
القرآن الكريم يفضح أسلوب الباطل في تشويه أهل الحق، قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ وهذا ما تفعله أمريكا اليوم: تريد من أهل اليمن أن يتنازلوا عن صورتهم القيمية مقابل صفقات كلامية وحين يرفضون تسعى لتشويههم أمام العالم، وما زاد غيظها أن المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة وصف اليمنيين بأنهم “إخوان الصدق” في شهادة أربكت كل خصوم صنعاء.
حرب الصورة تكشف أزمة الخصم
الرسم الكاريكاتيري الذي يضع المسن اليمني أمام دواء المخدرات بدل دواء القلب ليس سوى تلاعب بصري رخيص، لكن خطأ واشنطن القاتل أنها مارسته من منبر رسمي ما يجعل الرسالة صريحة بأنها معركة أمريكية مباشرة ضد الشعب اليمني وليست هما إنسانيا كما تدّعي، وذلك في الوقت الذي تؤيد فيه أمريكا جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة وتشجع على الإبادة الجماعية وتوفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري والتخطيط والتنفيذ.
المعادلة القرآنية في النصر
كلما ازداد تشويه الباطل ازداد الحق وضوحا قال الله تعالى: ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ نجاح حملات صنعاء التعبوية حسنة أغاظت العدو فاندفع إلى أقصى أسلحته النفسية لكنه أسقط نفسه في فخ الاعتراف بأن المواجهة الحقيقية هي مع أمريكا مباشرة لا مع أطراف محلية كما يزعم.
من الرياض إلى واشنطن… صوت الهزيمة واحد
هذه الحملة الأمريكية ليست سوى صرخة عجز في وجه صمود يمني مستمر للعام الحادي عشر، وليعلم العدو أن الصورة التي يحاول تشويهها مرسومة في قلوب الملايين وأن من باع نفسه للقرآن لا تشتريه مخططات السفارات ولا أموال الوكلاء المرتزقة.
﴿وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾