السيد القائد: خيار الجهاد والمقاومة خيار حتمي وحكيم لأنه لم يعد من بديل عنه إلا خيار الاستسلام

– شهيد الإسلام والإنسانية حاضر بالنتائج الكبرى والعظيمة والمهمة التي حققها الله على يديه وبجهاده وأصبحت راسخة باستشهاده وقوية البنيان

– يجب أن يكون خيار الجهاد والمقاومة حافزا على البناء وتصحيح وضعية الأمة ومعالجة كل مشاكلها التي يستثمر فيها العدو لتحقيق مخططاته

– نحن أمة مستهدفة وليست المشكلة في أن نمتلك السلاح أو أي من عناصر القوة بل المشكلة حينما لا نمتلك السلاح الذي يردع العدو

قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي نتقدم من جديد بالعزاء إلى كل أمتنا الإسلامية وإلى إخوتنا في حزب الله والمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين ورفاقهم الشهداء من حزب الله، مشيرا إلى أن الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه هو حاضر في وجدان الأحرار من كل العالم وحاضر بنهجه الراسخ الذي أرساه في الجهاد والمقاومة.

وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم بالذكرى الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله : أن مجهود شهيد الإسلام والإنسانية بنت جيلا مجاهدا ووسعت دائرة الوعي والشعور بالمسؤولية على نطاق واسع في أمتنا الإسلامية وعلى المستوى العالمي، وأن شهيد الإسلام والإنسانية حاضر بالنتائج الكبرى والعظيمة والمهمة التي حققها الله على يديه وبجهاده وأصبحت راسخة باستشهاده وقوية البنيان، وأنه من القادة التاريخيين النادرين فيما وهبه الله من مؤهلات لدور عظيم وما حققه الله على يديه.

وأشار السيد القائد إلى أن هذا الجيل عايش شهيد الإسلام والإنسانية وعاصره وتعرف عليه وعرف ما يتمتع به هذا القائد العظيم من مزايا عظيمة وصفات راقية، وأن ما قام به شهيد الإسلام والإنسانية من دور عظيم ومميز في مواجهة العدو الإسرائيلي كان صمام أمان للمنطقة، مؤكدا بأن شهيد الإسلام والإنسانية وقف كالجبل الشامخ في مواجهة مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي أعلنه الأمريكي آنذاك.

وقال السيد القائد: بعد النصر الكبير في حرب 2006 على لبنان سقط مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وتهاوى تحت أقدام المجاهدين في لبنان، موضحا: لو وعى العرب نصر 2006 وأسندوه وتركوا التآمر عليه لتغيرت الأمور لصالح الأمة ولكانت النتائج على مستوى الأمة بكلها أكبر وأهم، وأن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان ولا يزال رعبا وكابوسا حقيقيا للصهاينة لأكثر من 4 عقود ، وأنه غرس في الوعي الصهيوني مفهوم الهزيمة بعد عقود من الهزائم السهلة للعرب.

الصرخة الشهيرة لشهيد الأمة والإسلام

وأشار السيد القائد إلى أن  الصرخة الشهيرة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” فرضت نفسها على الذاكرة اليهودية الصهيونية وتحولت إلى هاجس أمني، ولم يستطع الصهاينة وكبار قادتهم التخلص من هاجس صرخة السيد نصر الله وهذا يثبت حالة الضعف البنيوي الثابت المستمر للكيان المجرم الظالم، مؤكدا بأن موقع السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان استثنائيا في واقع الأمة، وأنه أعاد الأمل للأمة بعد أن كادت تصل إلى مرحلة اليأس بعد سلسلة الانكسارات والخيانات والهزائم.

وأوضح السيد القائد أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان له دور رائد ومتقدم في تصحيح المفاهيم وكسر السردية اليهودية، وكان له دور رائد في إفشال محاولات الصهاينة ترسيخ حالة الانهزامية والضعف والوهن في الأمة، مشيرا إلى أن كلمات شهيد الإسلام والإنسانية النيرة وخطاباته الحماسية كانت صدى لعمل عظيم وجهود كبيرة وإنجاز كبير لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا ، مؤكدا بأن جيوش مجتمعة عجزت أن تفعل معشار ما صنعه حزب الله.

رسائل شهيد الإسلام والإنسانية

وأضاف السيد القائد أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه غني عن التعريف كمجاهد عظيم وقائد سياسي محنك وعالم رباني قضى جُل عمره الكريم في مواجهة العدو الإسرائيلي لحماية لبنان والأمة، وأن الشهيد عمل على تجهيز المقاومة لتكون في مستوى يصل إلى مرحلة التحرير وهزيمة العدو الإسرائيلي.

وتطرق السيد القائد إلى أن من أهم رسائل شهيد الإسلام والإنسانية ووصاياه وكلماته النيرة التي تبقى خالدة مع الأجيال قوله “نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، نحن على مشارف انتصار كبير لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمل دمه ورايته وأهدافه، ونمضي إلى الأمام بعزم راسخ وعشق للقاء الله”، مؤكدا بأن كلمة شهيد الإسلام والإنسانية الخالدة تضمنت خلاصة يجب أن نعيها بشكل كبير تجاه ما حدث، وما قد تحقق، وما ينبغي العمل عليه بشكل مستمر.

تحرير العام 2000 كان نصرا عظيما تاريخيا

وأكد السيد القائد أن ما حققه السيد الشهيد رضوان الله عليه ورفاقه الشهداء وحزب الله والمقاومة في لبنان والحاضنة المجاهدة للمقاومة هو شيء عظيم وثابت، وأن تحرير العام 2000 الذي تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى كان نصرا عظيما تاريخيا لم يحصل مثله بالنسبة للعرب، وكان بعد هزائم متتالية للحكومات العربية وتم بذلك النصر الطرد للعدو الإسرائيلي من المساحة الأكبر التي كان يحتلها في لبنان.

وأشار السيد القائد إلى أن النصر التاريخي العظيم في الـ 2000 كان له صداه العالمي وتأثيره الكبير جدا وتأثيره على مستوى ترسيخ المفاهيم الصحيحة بالنسبة لأمتنا، وأن تأثيرات نصر الـ 2000 ينبغي أن تبقى حاضرة في وعي الأمة ووجدانها وما حققه من نتائج فعلية في إنقاذ لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ، مؤكدا بأن ما تحقق في العام 2006 انتصار عظيم وكبير ومهم وواضح وكان له أثره الكبير جدا في تحقيق ردع عظيم ومستمر للبنان.

وأضاف السيد القائد بالقول: انتصار 2006 قدّم الحماية والاستقرار للشعب اللبناني على مدى أكثر من 18 عاما وهي من أهم فترات الاستقرار للبنان والحماية له من العدو الإسرائيلي، وأن ما حصل بعد انتصار 2006 من مشاكل اقتصادية أو محاولات لإثارة الفوضى في لبنان كان من أطراف مرتبطة بالأمريكي.

المخططات الأمريكية

وأوضح السيد القائد أن المخططات الأمريكية كانت تشن حربا إعلامية واقتصادية لاستهداف الحاضنة الشعبية لحزب الله والمقاومة بهدف التأثير على الوضع اللبناني، وأن ما حققه الله لحزب الله وللمقاومة اللبنانية ولكل الحاضنة هو إنجازات كبرى ثابتة وواضحة لا يمكن التنكّر لها والجحود لها، مشيرا إلى أن ما حققه الله لحزب الله وللمقاومة اللبنانية كان له أهمية كبيرة على مستوى حماية المنطقة بكلها في مواجهة الخطر الإسرائيلي.

وقال السيد القائد:  ثبت الآن وتجلى بوضوح أن العدو الإسرائيلي فعلا يستهدف كل الأمة، وأن عنوان “الشرق الأوسط” الذي رفعه آنذاك بوش استمر الأمريكي يسعى له وهو مشروع مشترك ومخطط مشترك بين الأمريكي والإسرائيلي، مؤكدا بأن المخطط الأمريكي الإسرائيلي هو استهداف للأمة بكلها ولشعوبها وبلدانها دون استثناء.

وأكد السيد القائد أن المسؤولية الآن مستمرة والحفاظ على ذلك الإنجاز العظيم هو بوحدة أمة مجاهدة وحاضنة وفية، وأن حزب الله يحمل الراية بقيادته ومجاهديه، مستمر في إطار عنوان صادق “إنا على العهد”، مشيرا إلى أن أمة حزب الله المجاهدة ليست لوحدها في الساحة فهي جزء من أمة مجاهدة ثابتة صامدة وجبهات مستمرة بكل ثبات وإيمان ووعي.

وجدد السيد القائد التأكيد على أن حزب الله ليس وحيدا، ولن يُترك وحيدا، هو جزء من محور، جزء من أمه وهو أيضا رائد في هذه الجبهات لمواجهة أخطر مخطط عدواني يستهدف الأمة بكلها وأمتنا الإسلامية في المقدمة، موضحا بأن الواقع بكل ما فيه من أحداث ومستجدات وبالهمجية الإسرائيلية التي باتت جلية أمام كل العالم يثبت صحة خيار الجهاد والمقاومة.

الجهاد والمقاومة خيار حتمي

وأكد السيد القائد أن  خيار الجهاد والمقاومة خيار حتمي وحكيم لأنه لم يعد من بديل عنه إلا خيار الاستسلام، وأن الأمة الإسلامية والمجتمع البشري في مقابل المخطط الصهيوني، إما أن يتحرك ضده أو أن يستسلم، مضيفا بأن المخطط الصهيوني يتحرك المجرمون فيه بشكل عدواني وعملي لا يتركون حتى من تركهم.

وأشار السيد القائد إلى أن المجرمون الذين يتحركون في المخطط الصهيوني لا يتركون حتى من أراد أن يسالمهم من أبناء الأمة، بل حتى من أراد أن يطبّع معهم ليس بمنأى عن الخطر، ويجب أن يكون خيار الجهاد في سبيل الله والمقاومة والمواجهة للمخطط الصهيوني خيارا حاسما وأن يقبل به الجميع وأن يدعمه الكل.

وشدد السيد القائد قائلا: يجب أن يكون خيار الجهاد والمقاومة حافزا على البناء وتصحيح وضعية الأمة ومعالجة كل مشاكلها التي يستثمر فيها العدو لتحقيق مخططاته، ويجب أن يكون خيار الجهاد والمقاومة حافزا للسعي لكل عناصر القوة في داخل الأمة على مستوى التعاون وتضافر الجهود، مشيرا إلى أنه يجب أن ندرك أننا بحاجة إلى كل ما يزيدنا قوة لدرء الخطر الذي هو خطر على الجميع.

عنوان نزع سلاح المقاومة

وقال السيد القائد أن رفع عنوان نزع سلاح المقاومة في لبنان وفي فلسطين بل أصبح الآن يطرح على إيران والصواريخ الإيرانية، هذا هو مطلب أمريكي إسرائيلي، موضحا بأنه من الطبيعي أن يسعى الأمريكي والإسرائيلي لإزاحة أي عائق يمثل أي عائق أمام تحقيق أهدافهم الشيطانية الرامية إلى السيطرة على الأمة، مضيفا: نحن كأمة عربية وإسلامية الأحوج في هذا العالم إلى أن نمتلك كل أصناف السلاح والعتاد الحربي اللازم لمواجهة الخطر الذي يستهدفنا.

وأشار السيد القائد إلى أن الأمة مستهدفة وليست المشكلة في أن نمتلك السلاح أو أي من عناصر القوة بل المشكلة حينما لا نمتلك السلاح الذي يردع العدو، وأن السلاح الذي يمتلكه حزب الله هو مشكلة على الإسرائيلي وعائق له عن احتلال لبنان، وكذا السلاح في أيدي المجاهدين في قطاع غزة، مشدا بأنه لا ينبغي أن تكون مسألة امتلاك السلاح إشكالية لدى الأمة حتى تنبري أنظمة عربية لتبني الإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، وينبغي أن تكون مسألة امتلاك السلاح مشكلة أمام الإسرائيلي.

وأوضح السيد القائد بأن  معظم القوى والدول في العالم عام 2024 اتجهت إلى رفع مستوى شراء السلاح وتصنيعه وإعداد الميزانيات الضخمة والكبيرة من أجله، وأن الدول الكبرى في الغرب والتحالفات الدولية سعت إلى رفع إنفاقها العسكري مستشعرة الأخطار كلا من منطلق أمنه القومي، مؤكدا بأن الإنفاق العسكري العالمي وفق بعض الإحصائيات هو الأعلى منذ ما اصطلح عليه بالحرب الباردة في أوروبا وارتفع بنسبة 17%.

وضعية الجيش اللبناني

وأضاف السيد القائد بأن الأمريكي هو صاحب الإنفاق العسكري الأكبر في العالم بما يقارب تريليون دولار لإنفاقه العسكري، ونحن الأمة التي أوطانها محتلة وهي أمة مستهدفة ويستهدفها العدو الإسرائيلي -أسوأ عدو في الدنيا- يأتي من يقول يجب أن تبقى بدون سلاح يحميها، مشيرا إلى  ان السبب الوحيد لتبني المطلب الأمريكي والإسرائيلي في المطالبة بنزع سلاح حزب الله في لبنان هو أنه العائق الأساس عن الاحتلال للبنان.

وأكد السيد القائد بالقول: الكل يعرف أن وضعية الجيش اللبناني ليست في مستوى أن يدافع عن لبنان وأن يمنع الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وأن الكل يعرف أن العدو الإسرائيلي اجتاح لبنان حتى وصل إلى بيروت وخرج بفعل المقاومة وسلاحها والمجاهدين ممن تحركوا بوعي وبصيرة وتضحية.

قد يعجبك ايضا