السيد عبد الملك الحوثي: الورقة الأمريكية مؤامرة صهيونية وخيانة للبنان

أوضح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته التي ألقاها اليوم الخميس حول آخر المستجدات، أن العدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية، متجاهلًا الضمناء الدوليين، معتبرًا أن هذه الخروقات تمثل عدوانًا كاملًا على لبنان. وأكد أن من الواجب الطبيعي والفطري أن تبذل الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها جهدًا لإيقاف العدوان الذي يشكل خطرًا مباشرًا على البلاد.

وأشار السيد القائد إلى أن إعلان الحكومة اللبنانية تبنيها للورقة الأمريكية المتضمنة للإملاءات الإسرائيلية يمثل خيانة للبنان وتفريطًا في سيادته وإساءة للشعب اللبناني، موضحًا أن هذه الورقة ليست في مصلحة لبنان بل تشكل خطرًا عليه، وتهدف لإثارة الفتنة الداخلية وتحويل دور الحكومة إلى “شرطي” لخدمة العدو الإسرائيلي.

وشدد على أن تبني الورقة الأمريكية ليس قرارًا لبنانيًا حرًّا، بل هو قرار أمريكي إسرائيلي مفروض، ولا يجوز القبول به بحجة الضغوط. وانتقد حالة الضعف المخزي التي تعاني منها معظم الحكومات العربية، إذ تنصاع سريعًا للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدًا أن المصالح الأمريكية شرّ محض على الأمة، ولا توجد مصالح مشتركة مع الكيان الصهيوني.

وبيّن السيد القائد أن العدو يسعى لتجريد لبنان من سلاحه الوحيد القادر على حمايته، في ظل واقع يثبت أن الجيش اللبناني لن يواجه العدو الإسرائيلي، وأن التحرير عبر التاريخ كان بفضل المقاومة والمجاهدين. وأكد أن من مصلحة لبنان احتضان المقاومة رسميًا وشعبيًا بدل محاربتها إرضاءً لأطراف موالية للعدو.

ولفت إلى أن الاتجاهات الرسمية في لبنان باتت خاضعة للإملاءات الإسرائيلية، وأن العدو يريد إبقاء لبنان مستباحًا بإزالة العائق الحقيقي أمامه. وقال: “المشكلة ليست في سلاح المقاومة الذي يحميكم، بل في سلاح العدو الإسرائيلي الذي يقتل ويحتل ويدمر وينهب”.

ودعا إلى جعل الموقف الشعبي والرسمي في الأمة موجهًا ضد السلاح الإسرائيلي، والتنديد بكل الدول التي تزوده به، لافتًا إلى أن بعض الدول مثل ألمانيا اضطرت مؤخرًا لتعليق إمداداته بعد تصاعد الضغوط، مؤكدًا أن تحركًا واسعًا سياسيًا واقتصاديًا يمكن أن يشكل ضغطًا مؤثرًا على الغرب.

كما شدد على أن امتلاك العدو للسلاح خطر على الأمن الإقليمي والعالمي، وانتقد بشدة موقف الحكومة اللبنانية التي تبدي حساسية مفرطة تجاه مواقف التضامن مع لبنان، بينما تقف خاضعة أمام جرائم العدو. واعتبر تبني المنطق الإسرائيلي ومواجهة أي تضامن مع المقاومة عملًا لئيمًا يتنافى مع مفهوم السيادة.

وأكد أن السعي لنزع سلاح الأمة الذي يحميها جزء من المخطط الصهيوني، وأن إثارة الفتن الطائفية والمناطقية تصب في خدمة العدو، مشددًا على أن السياديين الحقيقيين هم من يحمون أوطانهم ويقفون بوجه المعتدين.

وأضاف أن خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر الأمريكية والإسرائيلية دليل على عجزها عن حماية لبنان، وأن الأعداء يسعون لتحويل جيوش وأجهزة أمن المنطقة إلى أدوات لتنفيذ أجنداتهم، على حساب حرية واستقلال ومصالح الأمة.

وربط السيد القائد هذا النهج بدور السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع العدو ضد شعبها، والتعاون في قتل واختطاف الأحرار، معتبرًا أن أمريكا وإسرائيل تريدان من كل حكومات المنطقة وأجهزتها الأمنية أن تكون أداة بيد الصهيونية، بينما تقوم النخب الموالية والأقلام المأجورة بتسويق الأكاذيب لصالح العدو.

واختتم المحور اللبناني في كلمته بالتأكيد على أن المخطط الصهيوني يهدف إلى جعل مؤامراته أمرًا مقبولًا شعبيًا ورسميًا، وأن الانسياق وراءه يمثل كارثة دينية ودنيوية وخسارة مطلقة، ولا يقبل به إلا من فقد إحساسه وتحول إلى كائن بلا وعي.

قد يعجبك ايضا