سلمان منّا
في الشهيد عبد الكريم ثابت
محمد أحمد الشميري
يا من رضعتَ الحبَّ والتوحيدا
وقضيتَ في دربِ الحسينِ شهيدا
وشربتَ من عذبِ المودةِ هانئًا
مُذْ جئتَ في هذي الحياةِ وليدا
عبد الكريم وللمكارمِ آيةٌ
لا تقبلُ التعتيمَ والتحديدا
عبد الكريم بكَ المكارمُ تزدهي
وتصوغُ منك زواملًا ونشيدا
وتتيهُ في معناك كلُّ فضيلة
وبكَ المعاني تستحث مزيدا
في كل قلبٍ طيبُ ذكرك عاطرٌ
يُحيي النفوسَ ويوجبُ الترديدا
شهمًا عرفتُكَ يا حبيبُ ورحمةً
وندىً يفيضُ جواهرًا وخريدا
رُغم البلا كنتَ الندى بمحبةٍ
تهمي وتعطي غاليًا ورغيدا
فكرًا منيرًا حنكةً وفصاحةً
عقلًا حكيمًا مرشدًا ورشيدًا
ليثًا هصورًا في المعاركِ قائدًا
وعلى الأعادي صارمًا صنديدا
صلبًا قويًا منك يرتعدُ العدا
وعلى الحقيقةِ ثابتًا وعنيدا
من ذا سواكَ لمسجدِ الهادي حمى
ودحرت كيدَ المعتدين بعيدا
من ذا سواك لمعشر الحقد انبرى
بحميةٍ مستبسلًا ووحيدا
مُذْ لاحَ فجرٌ للمسيرةِ مُشرِقًا
وبدا صباحٌ بالحسين وليدا
أشرقت من معنى إبائك ناصرًا
وأقمت حفلًا من نداك وعِيدا
متهللًا بقدومه مستبشرًا
تدعو إليه وتتقنُ التحشيدا
فإذا اعتليتَ على المنابرِ مصقعًا
قولًا بليغًا صائبًا وسديدا
بفضائلِ المختارِ تصدحُ شاديًا
وبآلِهِ كم قلتها تغريدا
شيعيُّ آلِ المصطفى ورفيقُهم
أنت الذي بهمُ اتصفتَ فريدا
في حبِّهم كنتَ الولاءَ مع الوفا
ولهم تصوغُ من البيانِ قصيدا
كنتَ المنارَ لكلِّ مَن يهواهمُ
عَلَمًا محبًا رائدًا ومريدا
عبد الكريم لأَنْتَ منا قالها
لكَ مادحًا ومكرمًا ومُشِيدا
السيدُ العلمُ الحسينُ المجتبى
لتكونَ وصفًا خالدًا وأكيدا
وله وفيًا كنتَ والسيفَ الذي
جعلَ العدا في المعركاتِ حصيدا
بطلًا غيورًا في الجهادِ وثائرًا
لا تنثني أو تقبلُ التهديدا
أيَّدْتَهُ واسيتَه ونصرتهُ
وبَنَيْتَ صرحًا في الزمان مجيدا
بادرتَ في صنعِ القنابلِ بُكرةً
لتكونَ ردعًا موجعًا ووعيدا
قُدْتَ المعاركَ في الصعيدِ بحنكةٍ
حتى غدا الجيشُ الكبيرُ شريدا
لَقَّنْتَهم أعتى الدروسِ بقسوةٍ
لما أرادوا البغيَ والتصعيدا
وبَذَلْتَ كلَّ الجُهدِ في مرضاته
حتى ارتقيتَ إلى الجنانِ شهيدا
يا سيدي تاريخُ مجدِكَ واسعٌ
أنتَ ابتنيت العزَّ فيه مَشِيدا
جنباتُهُ وضّاءةٌ وفصولُهُ
تزهو بمجدٍ يقتضي التخليدا
يا سيدي ماذا أقولُ وفي فمي
حرفي غدا متلعثمًا وبليدا
من أين لي لغةٌ تحيطُ بنورِكم
والبحرُ يغدو في هواك زهيدا
يا سيدي عذرًا فشعري لا يفي
كونًا جميلًا واسعًا وحميدا
كم كنتَ للفوزِ المعظّمِ ترتجي
يا سيدي عِشْ هانئًا وسعيدا