عودة أمريكية إلى البحر الأحمر: “روزفلت” تعبر قناة السويس وسط تصاعد التوتر الإقليمي
في مشهدٍ يحمل رسائل استراتيجية واضحة، عبرت المدمّرة الصاروخية الموجّهة يو إس إس روزفلت (DDG 80) قناة السويس في 13 نوفمبر، مروراً بجسر الصداقة المصري، إيذاناً بعودة نوعية للحضور البحري الأمريكي في البحر الأحمر بعد غيابٍ طال سنوات.
وأكّدت القيادة المركزية الأمريكية أمس الاثنين عملية العبور، مشيرةً إلى أن المهمة تأتي في إطار تعزيز الأمن والاستقرار البحري في منطقة تشهد تحوّلات متسارعة، حسب زعمها.
ويُنظر إلى هذا التحرك بوصفه خطوة تتجاوز الطابع الروتيني للانتشار البحري، فالمعلومات المتداولة تشير إلى أنّ روزفلت ستتمركز قرب السواحل المقابلة لفلسطين المحتلة على البحر الأحمر، في ظل حالة توتر إقليمي آخذة في التصاعد ومخاوف من هجمات قد تطال “إسرائيل”. ويرى مراقبون أن إعادة إدخال هذه القطعة البحرية المتقدمة إلى المنطقة يحمل أبعاداً ردعية ورسائل دعم لحلفاء واشنطن.
وتكتسب الخطوة أهميتها أيضاً باعتبارها الأولى من نوعها منذ سنوات، بعد أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد سحبت عدداً من البوارج من المنطقة عقب سلسلة هجمات للقوات المسلحة اليمنية، والتي استهدفت قطعاً بحرية وحاملات طائرات أمريكية وأدت إلى خسائر في مقاتلات F-18، ما دفع واشنطن حينها إلى إعادة تقييم وجودها البحري.
ووفق التقديرات المتداولة، يأتي انتشار روزفلت جزءاً من خطة أمريكية إسرائيلية لرفع مستوى الجاهزية العسكرية، خصوصاً بعد الغارات الأخيرة على العاصمة اللبنانية بيروت ورفع حالة التأهّب في المنظومات الصاروخية الإسرائيلية، بالتزامن مع تنفيذ مناورات مفاجئة في منطقة الجليل، تحسّباً لأي تصعيد محتمل.
ويرجّح محللون أن إعادة نشر المدمّرة ليست خطوة معزولة، بل قد تشكّل مقدمة لتحركات أوسع تهدف إلى الضغط على أطراف محسوبة على “محور المقاومة”. وتذهب بعض التقديرات إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد نشاطاً عسكرياً أمريكياً إضافياً في نقاط إقليمية حساسة، من بينها السواحل المتاخمة لليمن، في سياق محاولة إعادة تشكيل موازين القوى والهيمنة البحرية في المنطقة.
بهذا الانتشار الجديد، يبدو أن واشنطن تعيد رسم خطوط حضورها في واحدة من أكثر البقاع حساسية على خارطة الصراعات الإقليمية، في وقت يُنتظر فيه أن تتضح مآلات هذا التموضع على المشهد الأمني والسياسي خلال الأسابيع المقبلة.