هل انتصرت إيران أو إسرائيل؟

دعونا نجيب على هذا السؤال بانحياز تام للحقيقة ونطرح أهداف كلا الطرفين ونحدد ماذا تحقق من أهداف كل طرف فمن يحقق أهدافه، ثم نضيف الإنجازات التي حققها كل طرف بعيدا عن الأهداف التي وضعوها..

أهداف إسرائيل:

1- إسقاط النظام في إيران

2- القضاء على البرنامج النووي الإيراني

3- تدمير أو إضعاف القوة الصاروخية الإيرانية

لم يسقط النظام،

ولا يوجد عاقل يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني انتهى،

ولا يوجد عاقل ولا مجنون يعتقد أن إسرائيل تمكنت من تدمير قدرة إيران الصاروخية، قد تكون خفضت مخزون إيران من الصواريخ من خلال تلقيها وسط مدنها ومواقعها العسكرية والحيوية، ولكنها ستصنع بعد وقف إطلاق النار بدل الصاروخ عشرة.

وهذا يعني فشلها في تحقيق أي من أهدافها.

أما إيران فقد وضعت هدفًا واحدًا وهو الانتقام من “إسرائيل” وتدفيعها الثمن، وهذا هدف عقلاني ومطاطي بإمكان إيران القول أنها حققته بعد يومين من قصف الكيان أو بعد عشرة أيام من دكه.. ولا أحد يستطيع إنكار الدمار والخسائر التي تكبدتها “إسرائيل”.

وبناءًا على ما سبق يظهر جليًا أن إير ان انتصرت لأنها تستطيع ادعاء تحقيق هدفها بينما إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها.

وبعيدًا عن أهداف إسرائيل المستحيلة وهدف إيران المطاطي.. نطرح سؤال ماذا حقق كل طرف منهما؟

إسرائيل بالتأكيد حققت عدد من الإنجازات تمثلت في:

1- اغتيال قيادات كبيرة في الحرس الثوري وعدد من العلماء العاملين في مشروع إيران النووي

2- تجنيد عشرات الخلايا بداخل إيران وتسليحها بالمسيرات وتحريكها ساعة الصفر الأمر الذي جعل الضربة الإسرائيلية الأولى تدمي رأس النظام الإيراني لكن من سوء حظ إسرائيل لم يسقط النظام الإيراني الذي حول الأمر لصالحه وشرع في تصفية إيران من عناصر الموساد.

3- إحداث تدمير جزئي في المنشآت النووية الإيرانية وهذا سيؤدي إلى تأخير برنامج إيران النووي ربما لأشهر، لكن باستطاعة طهران تعويض التأخير من خلال إيقاف التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسريع التخصيب بعد إعادة المنشآت النووية للعمل.

أما الإنجازات التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهي كثيرة.. منها:

1- تدمير صورة التفوق الاسر ائيلي في المنطقة وإبراز قوة إير ان الهائلة

2- استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية وكشف نقاط ضعفها وتوجيه ضربات قاسية للكيان أحدثت خسائر هائلة ودمارًا لم يسبق أن تعرض له منذ تأسيسه، وهذا دمر أسطورة إسرائيل الحصينة

3- إسقاط ركيزة الأمان في الكيان الأمر الذي أدى إلى معدل الهجرة العكسية ومحاولة ملايين المستوطنين الغاصبين مغادرة الكيان وهذا يعكس فقدانهم القناعة بفكرة الدولة المزعومة من أساسها

4- الحرب وحدت الشعب الإيراني خلف نظامه وقواته المسلحة، وأكسبت إير ان تعاطفًا عربيًا وعالميًا غير مسبوقا

5- تمكنت اير ان من إلقاء القبض على آلاف العملاء والقضاء على العديد من الخلايا وهذا يجعل إير ان أقوى

وغيرها من الإنجازات .