تقارير وتحليلات روسية : العقوبات اليمنية على عمالقة الطاقة الأمريكية ..نقطة تحوّل في ميزان الردع العالمي

تناولت وسائل الإعلام الروسية القرار اليمني  الذي فرض فيه عقوبات على (13) كيانا و(9) أشخاص و(2) من الأصول المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، كمنتهكين لقرار حظر تصدير النفط الخام الأمريكي.

اليمن يفرض عقوبات على كيانات وأشخاص أمريكيين لانتهاك قرار حظر تصدير النفط الخام

موقع «دزين رو» :اليمن يعلن الحرب الاقتصادية على واشنطن… وتحالف شرقي قيد التشكل لدعم العقوبات على شركات النفط الأمريكية

وفي هذا السياق أكد موقع  «دزين رو – dzen.ru»  الروسي في تقرير له في الــ3 من أكتوبر  إن  اليمنيين فرضوا عقوبات على 13 من أكبر شركات النفط الأمريكية، من بينها «إكسون موبيل» و«شيفرون»، وأن روسيا وكوريا الشمالية والصين قد تشارك في تنفيذ هذه العقوبات أو دعمها بشكل غير مباشر، ما وصفته الصحيفة بأنه تحول استراتيجي غير مسبوق في الصراع الاقتصادي والعسكري بالمنطقة.
وأوضح الموقع أن ما كان يُعدّ في السابق مادةً للسخرية في الإعلام الغربي أصبح اليوم واقعًا يُقلق العواصم الغربية. فتصريحات السيد عبد الملك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله، التي أعلن فيها فرض العقوبات على عمالقة الطاقة الأمريكية، لم تعد تُقابل بالتهكم، بل أثارت حالة من الذهول والقلق داخل المؤسسات الاقتصادية والسياسية الغربية، خصوصًا بعد أن أثبت اليمن قدرته على تهديد حركة الملاحة العالمية وضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأكد التقرير أن أنصار الله استثمروا الفشل الأمريكي في فرض حصار بحري فعّال على اليمن منذ مايو 2025، ما أتاح لهم الحصول على كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة والمجهولة المصدر، استخدموها لأول مرة خلال الأسابيع الماضية في هجمات نوعية، مغيرةً موازين القوى في البحر الأحمر وباب المندب.
ونقل الموقع عن المعهد البحري الأمريكي (USNI) أن السفينة الهولندية «مينرفا غراخت» (MINERVA GRACHT) تعرّضت لهجوم بصاروخين من نوع غير معروف حتى الآن، لا يشبهان أي منظومة إيرانية سابقة، ما يشير إلى أن أنصار الله يمتلكون الآن جيلًا جديدًا من الصواريخ عالية الدقة القادرة على إصابة أهداف متحركة بسرعة تفوق 15 عقدة في عرض البحر.
وبحسب خبراء المعهد، فإن دقة الصواريخ اليمنية وخصائصها التقنية تشير إلى وجود تعاون تكنولوجي روسي–كوري شمالي محتمل، خصوصًا أن موسكو تمتلك منظومات متقدمة من الصواريخ المضادة للسفن، بينها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، فيما كشفت بيونغ يانغ مؤخرًا عن طرازات جديدة يعتقد أنها طُوّرت بمساعدة خبراء روس.
وأضاف «دزين رو» أن التحركات الفرنسية بقيادة إيمانويل ماكرون لاحتجاز السفن «الغامضة» التابعة لأسطول الناقلات الروسي قد تدفع موسكو، بحسب مراقبين، إلى تعزيز تحالف استراتيجي مفتوح مع أنصار الله كجزء من معركة كسر الحصار الغربي.
وأشار إلى أن التعليقات في الأوساط الروسية رحّبت بهذا التطور واعتبرته نقطة تحوّل في ميزان الردع العالمي، إذ باتت حركة أنصار الله –التي كانت تُوصَف في الغرب بـ”جماعة متمردة”– لاعبًا إقليميًا قادرًا على فرض عقوبات فعلية على الشركات الأمريكية العملاقة التي تمثل القلب الاقتصادي لواشنطن.
وختم «دزين رو» الروسي تقريره بالقول إن العقوبات اليمنية على شركات النفط الأمريكية لم تعد مزحة سياسية، بل تحولت إلى إجراء عملي مدعوم من توازن قوة جديد، في ظل انفتاح موسكو وبيونغ يانغ وبكين على التعاون مع صنعاء في مواجهة الهيمنة الغربية، معتبرةً أن ما يجري اليوم في البحر الأحمر ليس مجرد صراع ملاحي، بل ولادة نظام اقتصادي عالمي موازٍ تُشارك في صياغته قوى المقاومة بقيادة اليمن.

وكالة «إنفو شو إس»:: اليمن يقلب موازين السيطرة في البحر الأحمر ويعيد رسم معادلة الردع ضد أمريكا وإسرائيل

من جهتها قالت وكالة إنفوروس للإعلام  الروسية الروسية أن العمليات البحرية التي ينفذها اليمنيون في البحر الأحمر قلبت موازين السيطرة الغربية وأعادت رسم معادلات الردع في واحد من أهم الممرات المائية في العالم.
وأوضحت الوكالة في تقرير لها أن اليمنيين، ومنذ نوفمبر الماضي، نفذوا عشرات العمليات النوعية ضد سفن الشحن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، في إطار دعمهم الثابت للشعب الفلسطيني وعدوان غزة المستمر، مشيرةً إلى أن القوات البحرية اليمنية نجحت في إغراق أربع سفن وتحييد عدد آخر في عمليات وُصفت بأنها دقيقة ومحكمة الإعداد.

وأضافت الصحيفة أن القوات اليمنية استهدفت سفناً تجارية كانت تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، من بينها «ماجيك سيز» و«إترنيتي سي» اللتان تم اعتراضهما وتفجيرهما بواسطة زوارق مسيّرة وطائرات بدون طيار محمّلة بالمتفجرات، مؤكدةً أن مقاطع الفيديو المصوّرة للعملية – التي أظهرت لقطات متعددة من زوايا بحرية وجوية – كانت رسالة ردع واضحة ورسماً جديداً لمعادلة السيطرة في البحر الأحمر.
وأشارت «إنفو شو إس» إلى أن مركز المعلومات البحري الأمريكي البريطاني لم يعد قادراً على أداء دوره بعد عجزه عن إنقاذ السفن المستهدفة، وأن الشركات المالكة باتت تدرك أن لا حماية فعلية في البحر الأحمر، حيث أصبحت السفن تذيع نداءات استغاثة تتضمن عبارات مثل «نحن مسلمون» أو «لا علاقة لنا بإسرائيل» في محاولة لتفادي الهجمات، دون أن تنجح في ذلك.
وأكدت أن الهدف الاستراتيجي للعمليات اليمنية هو شلّ حركة السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال عبر مضيق باب المندب، الممر البحري الذي يشكل شرياناً للتجارة العالمية، موضحةً أن واشنطن لم تعد قادرة على فرض الأمن فيه منذ وقف إطلاق النار المفروض عليها مطلع مايو الماضي.
وأفادت «إنفو شو إس» بأن فشل الولايات المتحدة في حماية خطوط الملاحة كشف هشاشة تحالفها البحري، خصوصاً بعد تراجع بريطانيا عن التدخل المباشر، بينما فضّلت فرنسا واليابان وألمانيا التزام الحذر رغم وجود قواعد عسكرية لها في جيبوتي، الأمر الذي يعكس ارتباكاً عميقاً في الموقف الغربي أمام التفوق اليمني المتصاعد.
كما لفتت الوكالة إلى أن أنصار الله باتوا اليوم القوة الإقليمية غير الحكومية الأكثر تأثيراً في معادلة الردع، بامتلاكهم قدرات نوعية تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات والسفن المسيّرة، إلى جانب القدرة على تنفيذ عمليات بحرية وجوية منسقة تتفوق على القصف الأمريكي والبريطاني المتكرر.
وأضافت «إنفو شو إس» أن بعض القوى الدولية تُزوّد اليمنيين بتقنيات وصور أقمار صناعية متطورة، مما رفع من كفاءة الاستهداف والمراقبة وأتاح لهم السيطرة النارية على الممر المائي الذي تمر عبره 12% من حركة التجارة العالمية، مشيرةً إلى أن قدراتهم الراهنة تفوق بكثير ما كانت عليه في العام 2016.
وبيّنت الوكالة أن العمليات اليمنية أجبرت كبريات شركات الشحن على تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات وارتفاع كلفة الوقود والتأمين وانخفاض إيرادات قناة السويس بأكثر من 70%، في دلالة واضحة على التأثير الاقتصادي العميق لتلك العمليات على النظام التجاري العالمي بأسره.
وختمت «إنفو شو إس» الروسية تقريرها بالتأكيد على أن الجغرافيا اليمنية والدعم الشعبي الواسع يمنحان القوات اليمنية تفوقاً استراتيجياً يصعب تجاوزه، وأن الغارات الجوية الغربية أثبتت محدودية فعاليتها، فيما تبدو أي محاولة لغزو بري لصنعاء ضرباً من المستحيل في ظل ما أظهرته القوات اليمنية من كفاءة قتالية وتنظيم عالٍ وإرادة صلبة في الدفاع عن السيادة ودعم فلسطين.

صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: اليمنيون يعلنون الحرب الاقتصادية على واشنطن ويدخلون شركات الطاقة الأمريكية في مرمى الردع

بدورها ذكرت صحيفة  صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا  الروسية أن اليمنيين وجّهوا ضربة جديدة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة بإعلان أنصار الله عقوبات على شركات الطاقة الأمريكية الكبرى، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل إنهاءً فعليًا لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ مايو الماضي بين صنعاء وواشنطن.
وأوضحت الصحيفة في تقرير للكاتب الروسي إيغور سوبوتين أن حركة أنصار الله أصدرت إخطارًا رسميًا للشركات الأمريكية العملاقة العاملة في قطاع الطاقة، ووصنّفتها كـ”كيانات معادية”، مؤكدةً أن أي سفينة تابعة لتلك الشركات أو تمرّ بالقرب من السواحل العربية ستكون هدفًا مشروعًا للقوات اليمنية.
وبيّنت «نيزافيسيمايا غازيتا» أن هذا الموقف يعكس تحولًا جذريًا في مسار المواجهة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث وجّهت صنعاء رسائل مباشرة إلى واشنطن مفادها أن المرحلة القادمة لن تكون اقتصادية فحسب، بل مرحلة ردع استراتيجي يطال مصالح الطاقة الأمريكية التي تشكّل أحد أهم ركائز نفوذها في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن القوات البحرية اليمنية أعلنت مسؤوليتها عن هجوم نفذته مطلع أكتوبر ضد سفينة الشحن الهولندية «مينرفاغراخت» أثناء عبورها خليج عدن، في عمليةٍ قالت الصحيفة إنها تُظهر استمرار الحضور اليمني القوي في الممرات المائية رغم الغارات الأمريكية والبريطانية المتواصلة.
وأكد التقرير أن اليمنيين يواصلون صراعهم المباشر مع الكيان الإسرائيلي، الخصم المركزي في حرب غزة، وأنهم يُظهرون تضامنًا عمليًا مع المقاومة الفلسطينية عبر ضرب خطوط الإمداد والتمويل التي يستفيد منها الاحتلال في عملياته العدوانية.
كما أشارت «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى أن أنصار الله اتخذوا إجراءات أمنية مشددة لمواجهة ما وصفوه بمحاولات تسلل عناصر استخباراتية إسرائيلية إلى الداخل اليمني، يُعتقد أنها كانت تقدم معلومات ميدانية للاحتلال ضمن حربه الاستخبارية ضد قوى محور المقاومة.
واختتمت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريرها بالتأكيد على أن أنصار الله باتوا اليوم قوة إقليمية مؤثرة تمتلك إرادة الردع الاستراتيجي، وأن إعلانهم معاقبة شركات الطاقة الأمريكية يوجّه رسالة واضحة مفادها أن كل أشكال الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية باتت تحت التهديد المباشر من البحر الأحمر حتى الخليج، في إطار معركة واسعة يخوضها اليمن دفاعًا عن سيادته ودعمًا لقضية فلسطين.

قد يعجبك ايضا