عن عملية استهداف إيلات .. العميد احتياط ران كوخاف ..“الدفاع عن سماء البلاد هو المهمة الأولى للقوات الجوية وقد فشلت في ذلك “
بعد عملية العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على مدينة إيلات (أم الرشراش المحتلة) في الــــ24 من سبتمبر والتي اسفرت عن إصابة 50 أكثر صهيونيا علّق القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي للعدو الصهيوني والمتحدث السابق باسم جيش العدو العميد احتياط/ ران كوخاف على نجاح العملية في ضرب هدفها، بالقول: “الدفاعُ عن سماء البلاد هو المهمة الأولى للقوات الجوية، وقد فشلنا في ذلك”.
ويضيف كوخاف: “صحيح أن هناك أعذارًا؛ فالمدينة سياحية والسكان يرغبون في الحياة الطبيعية، لكن من غير المقبول ألا تتمكّن منظومة الدفاع من اعتراض جميع التهديدات بنسبة 100 %”.
وفي مقابلة مع صحيفة غلوبس كشف فيها عن تفاصيل عن التحديات التي تواجه الدفاع الجوي في منطقة “إيلات”، بأن “القبة الحديدية تعترض الصواريخ من الأسفل إلى الأعلى، إلا أن البطارية تقع خارج المدينة، وهو ما يجعل اعتراضَ الطائرات المسيّرة المنخفضة خطرًا على السكان إذَا جرى داخلَ المدينة، وفي الوقت ذاته يمثل تحديًا كَبيرًا للجيش الصهيوني لضمان حماية المدينة بالكامل”.
وأشَارَ كوخاف إلى وجود خمسة أنظمة دفاعية محتملة، من بينها القبة الحديدية والطائرات المقاتلة، مع الإشارة إلى أن الاعتماد على طائرات مقاتلة يتطلب تنسيقًا مع الأردن أَو مصر لعبور أراضيهما، وهو أمر معقد ويُضاف إليه ضعف فعالية الرادارات في الكشف عن الطائرات المسيرة الصغيرة والمنخفضة السرعة، خَاصَّة عند عبورها أراضي المملكة الأردنية أَو السعوديّة.
وَأَضَـافَ أن السفن الحربية المزوَّدة بأنظمة رادار اعتراضية، مثل سفن ساعر 6، لن تكون دائمًا متواجدة في خليج إيلات؛ كونها تشارك في عمليات هجومية في اليمن؛ ما يزيد من ضعف الاستجابة المباشرة للتهديدات الجوية في المدينة المحتلّة.
واستعرض القائد السابق للدفاع الجوي للعدو أَيْـضًا قدراتِ الحرب الإلكترونية لدى جيش العدوّ الصهيوني، مُشيرًا إلى أن “استخدامَها ضد الطائرات المسيَّرة في إيلات يمثّل تحديًا كبيرًا”؛ لأنها قد تؤثر على مطار رامون والسفن في الخليج؛ ما يجعل نشر هذه القدرات محدودًا وغير فعال دائمًا في حماية سماء المدينة المحتلّة”.
بعد الهجوم الناجح، يبرز التساؤل عن فعالية نظام الليزر التجريبي “ماجن أور”، الذي أثبت كفاءته على الحدود الشمالية، ولم يُنشر بعدُ في سماء أم الرشراش لتعزيز الدفاع، كما يطرح السؤال حول عدم نشر الطائرات الهليكوبتر الهجومية أَو المروحيات المتقدمة، وعدم وضع أنظمة رادار إضافية في وديان جبال المدينة، واستغلال إمْكَانيات الإخلاء الطبي بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
يعد هذا الفشل المتكرّر لسلاح الجو والأنظمة الدفاعية للعدو الصهيوني رسالةً واضحةً بأن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إيجاد ثغرة في أمن السماء، وأن العمليات النوعية ضد أهداف العدوّ في مناطقَ حساسة مُستمرّة؛ ما يفرض على قيادة العدوّ مراجعةً كاملةً لمنظومة الدفاع الجوي.
كما يؤكّد الاختراقُ اليمني أن تهديدَ الطائرات المسيَّرة لم يعد مُجَـرّد احتمال، بل واقعٌ ميداني يفرِضُ نفسَه بقوة على ساحة العدوّ الصهيوني.